توقيت القاهرة المحلي 07:01:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -
تعليق الدراسة الحضورية في تعليم المدينة المنورة اليوم بسبب الأمطار الغزيرة الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار
أخبار عاجلة

دروس وعبر المشهد السودانى

  مصر اليوم -

دروس وعبر المشهد السودانى

بقلم: علي محمد فخرو

يمثل السُّودان فى هذه اللحظة أنموذجا فى العمل السياسى الجماهيرى يستحق أن يشار إليه بالفخر والاعتزاز من جهة وبالإشارة إلى المثالب من جهة أخرى.

فذلك الحراك الجماهيرى السلمى المبهر حافظ على سلميته بالرغم من كل الاستفزازات التى أرادت إدخاله فى حلقة العنف، واتصف بالنفس الطويل فى نضاله المرير ضد النظام السابق، وتشرف بالدور الهائل الذى لعبته المرأة السودانية الواعية الجريئة فى تجييشه وصموده وتضحياته، وتجنّب الفسق والفجور فى خصومته، وأشرك عددا كبيرا من كل أطياف المجتمع فى تكوينه، وأفسح المجال الواسع لشبابه فى هذا الحراك، إذن، فيه الكثير من الدروس لبقية الحراكات العربية الأخرى.

من هنا يستحق قادة ذلك الحراك وجماهيره التهنئة على الإنجاز الجديد المتمثل بالتوقيع على الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية مع قيادة المجلس العسكرى السودانى الانتقالى، الذى هو الآخر يجب أن يشكر على تصرفه المسئول تجاه مطالب شعبه الديمقراطية العادلة.

ومع كل ذلك دعنا نشير إلى مجموعة من النقاط نعتبرها هامة، وجديرة بأن تؤخذ بعين الاعتبار حتى يصبح إنجاز ذلك الحراك التاريخى فى أبهى صوره.

أولا، أثار الانتباه إلى أن الوثيقة، عندما وضعت تعريفا لطبيعة الدولة السودانية، تجنبت ذكر صفتها الأساسية التى بناها تاريخ السودان عبر خمسة عشر قرنا ورسختها لغة أهل السودان وثقافتهم وجغرافيتهم ومصالحهم العليا، صفة أن السودان دولة عربية. ليس هذا التجاهل بالأمر الصغير، وهو ينسجم، دون قصد بالطبع، مع التوجه الأمريكى ــ الصهيونى الذى عمل ولا يزال يعمل على إسقاط صفة الانتماء العربى من دساتير كل الأقطار العربية، كجزء من إلغاء الانتماء القومى العروبى لكل الشعوب العربية وتدمير الأمل فى وحدة الأمة العربية المجزأة فى المستقبل.
نحن القوميون العروبيون نأمل أن يتم تصحيح الأمر فى دستور السودان الدائم الذى سيوضع فى المستقبل القريب، كما نصت الوثيقة. كما نأمل تصحيح تجاهل الالتزامات القومية للمصالح العربية المشتركة عند وضع السياسة الخارجية لجمهورية السودان من قبل أجهزة الدولة فى الفترة الانتقالية، والتى نصت الوثيقة على وضعها حال تكون الحكومة الجديدة والمجلس التشريعى الجديد.

إن إثارة هذا الموضوع لا يقلل من إعجابنا بالروح الديمقراطية العالية التى شملت كل الوثيقة والاهتمام الشديد بجوانب الحقوق الإنسانية ومبادئ العدالة والحريات العامة والتعددية والمساواة فى المواطنة وإعلاء شأن القوانين. والواقع أن كل ذلك سينقل جمهورية السودان الشقيقة إلى مستوى عال من تحقق المتطلبات الديمقراطية الحقيقية العادلة، لا للرجل السودانى فقط وإنما أيضا، وبخطوات وإجراءات مذهلة، للمرأة السودانية المناضلة الرائعة.

ثانيا، يحتاج الإنسان، حتى فى ظروف الاحتفالات والأفراح الحالية، بالتذكير بدروس المجتمعات الأخرى بشأن موت الديمقراطية التدرجى المستتر وراء ألف قناع وحيلة، التذكير بأن موت الديمقراطيات فى الماضى القريب كان يأتى على يد العساكر أو الإيديولوجيات الفاشية أو التدخلات التآمرية الخارجية.

لكن فى الآونة الأخيرة رصد الكثير من الكتاب، خصوصا فى الغرب الديمقراطى، بدء موت الديمقراطية التدريجى على يد شخصيات مهزوزة نرجسية مثل الرئيس الأمريكى الحالى، أو متلاعبة بالعواطف الوطنية مثل بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا الجديد، أو القيادات الشعبوية الغوغائية المتعصبة ضد الأغراب كما أفرزتها العديد من الانتخابات فى العديد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وإيطاليا والنمسا وهنغاريا وغيرها.

وقبل ما نراه فى الغرب حاليا عرفت العديد من بلدان أمريكا الجنوبية رجالات سياسة جاءوا عن طريق الانتخابات الديمقراطية لينقلبوا على الديمقراطية الحقيقية ويمارسوا أساليب ديكتاتورية تسلطية لحكم بلادهم، وذلك باسم ديمقراطية مزيفة.
ذلك أن الدساتير والقوانين لا تحمى لوحدها الديمقراطية، كما نراه كمثل صارخ يجرى فى الولايات المتحدة تحت نظام الحكم الحالى. الديمقراطية تحتاج أيضا، لكى تتجذر فى المجتمعات، تعايش القوى السياسية وقبولها للاختلافات فيما بينها بتسامح واعتبار بعضها البعض كقوى شرعية متنافسة وليست كقوى متصارعة فى معركة حياة أو موت. الديمقراطية تحتاج ثانيا إلى سياسيين يمارسون الانضباط فى خطوات تحقيق شعاراتهم. ولذلك فممارسة سياسات الاستقطابات الحادة هى بداية موت الديمقراطية.

نذكر بذلك حتى لا نقع فى الاعتقاد الخاطئ بأن الوثيقة التى وقع عليها مؤخرا ستكون كفيلة بحماية الديمقراطية الوليدة. حماية الديمقراطية تحتاج فى الدرجة الأولى لممارسين ديمقراطيين. والذى قرأ تاريخ السياسة فى بلاد العرب يعرف جيدا ماذا يعنيه هذا التنبيه الذى نقوم به.

حفظ الله السودان وشعبه للمساهمة فى نقل أمتهم العربية إلى مرافئ الديمقراطية من خلال الاحتذاء بتجربة فذة مبهرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس وعبر المشهد السودانى دروس وعبر المشهد السودانى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt