توقيت القاهرة المحلي 15:33:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل وأكبر دولة للمسلمين

  مصر اليوم -

إسرائيل وأكبر دولة للمسلمين

عبد اللطيف المناوي
بقلم -عبد اللطيف المناوي

لو أن الإعلان عن أن إسرائيل وإندونيسيا توصلتا إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما كان فى وقت مختلف لما كان الموضوع يستحق التوقف عنده كثيرًا خاصة فى الأجواء التى كانت سائدة قبل العدوان على غزة بعد أحداث السابع من أكتوبر. فقد كانت الأجواء تسودها موجة تطبيع عربى بين تطبيع تم وآخر فى الطريق. لكن الأجواء الآن مختلفة؛ لذلك ارتفعت علامات الدهشة، أو بعضها، عند قراءة خبر تطبيع أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، 275 مليون نسمة حسب إحصاء 2022، فى الوقت الذى ما زالت تسيل فيه دماء الفلسطينيين كل يوم.

إذا عُرف السبب قد تتراجع بعض علامات الدهشة وتحل محلها صدمة فهم الأمر الواقع، وحقيقة أن المصالح عندما تحضر تتراجع ادعاءات القيم والمبادئ. ويبقى السؤال: إن كان ذلك مقبولًا أم مرفوضًا أم محل تفهم؟!.

تبذلت إندونيسيا منذ فترة طويلة جهودًا للانضمام إلى منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية The Organization for Economic Cooperation and Development - OECD)، التى أنشئت عام 1948، كمنطمة أوروبية للمساعدة فى إدارة «خطة مارشال» لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وفى عام 1961 جرى توسيع العضوية لتشمل الدول غير الأوروبية. تضم حتى الآن 38 دولة معظمها أوروبية إضافة إلى أمريكا واليابان وأستراليا وإسرائيل وتركيا. والمنظمة أقرب إلى تجمع للأقوياء اقتصاديًا للتعاون وتبادل الخبرات.

من شروط الموافقة على انضمام عضو جديد أن تكون للدولة علاقات دبلوماسية مع جميع أعضاء المنظمة قبل أى قرار بقبولها، ويتطلب أيضًا موافقة بالإجماع من قبل جميع الدول الأعضاء، بما فى ذلك إسرائيل.

تقول الأنباء التى ترددت إنه عقب ثلاثة أشهر من المحادثات السرية، توصلت إسرائيل وإندونيسيا، بالتعاون مع المنظمة، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين الدولتين كجزء من الجهود المبذولة لتسهيل انضمام إندونيسيا إلى المنظمة. محاولات إقامة علاقات بين البلدين ليست حديثة، لكنها كانت دائمًا تواجه معارضة داخلية من الرأى العام الإندونيسى. بدأت محاولات إقامة العلاقات بين البلدين بعد وقت قصير على إنشاء اسرائيل، لكنها ظلَّت محدودة للغاية واقتصرت على التعاون فى مجال التسليح والتدريب والتعاون الأمنى فى مراحل معينة، وبعض أشكال التبادل الاقتصادى.

منذ وقت طويل، سعت إسرائيل للحصول على صك التطبيع الرسمى مع إندونيسيا، التى تمسَّكت فى المقابل بربط أى جهود للتطبيع الرسمى بتجاوب إسرائيل مع المقررات الدولية التى تقضى بإقامة دولة فلسطينية. لكن هذه الممانعة الإندونيسية لم تُثنِ إسرائيل عن المحاولة مرارًا وتكرارًا، لقناعتها بالفوائد التى يمكن أن تُحصِّلها من الرمزية التى تحملها إندونيسيا بوصفها أكبر موطن للمسلمين فى العالم.

إندونيسيا المعروفة بمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية ستكون مطالبة بتعديل موقفها التقليدى تجاه تل أبيب، ومواجهة التأييد الساحق من قِبَل السكان الإندونيسيين، ومواقف الأحزاب السياسية نافذة السلطة فى البرلمان.إذا كانت المصلحة مفهومة، فماذا عن التوقيت؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وأكبر دولة للمسلمين إسرائيل وأكبر دولة للمسلمين



GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon