توقيت القاهرة المحلي 02:31:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

حرب غزة... تكشف العالم

  مصر اليوم -

حرب غزة تكشف العالم

بقلم - جمال الكشكي

 

كل الأوراق باتت على السطح، القوى المتصارعة تتسابق للتوقيع في دفاتر النفوذ المستقبلي، الحرب على غزة نقطة تحول، لها تداعياتها الكاشفة، العالم بات الشاهد الذي تعمّد عدم الرؤية، التجربة أثبتت أن القوانين والمواثيق الدولية يتم تطبيقها حسب الطلب، وأن السلم والأمن الدوليين مفهومان يتحطمان أمام «الفيتو» الأميركي.

شكّل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، محطة فارقة، ليس على مستوى الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، إنما على المسرح الدولي، فقد دخل العالم في اختبار حقيقي حول ما يدعيه بالدفاع عن حقوق الإنسان، واحترام القوانين الدولية الإنسانية، والحفاظ على المؤسسات الأممية، لم ينجح هذا العالم في الاختبار، فقد تبخّرت كل هذه المفاهيم في الهواء، وتبيّن أن هذه المؤسسات الدولية، مجرد واجهة.

لم تقم بمهامها في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، بل إنها قطعت الطريق أمام أي محاولات لتحقيق الأمن الدولي، باستخدام «الفيتو» كسيف مصلّت على رقبة الاستقرار، وكأننا ندور في حلقة مفرغة، لا تصل بنا إلى أي رؤى تبشر بمستقبل عالمي آمن.

نعم، اللحظة كاشفة، دولة الاحتلال الإسرائيلي خلعت كل الأقنعة، سلوكها على الأرض يؤكد رغبتها، ونياتها، ومخططاتها الرامية لشطب الشعب الفلسطيني من الوجود، ففي هذه الحرب على الفلسطينيين في غزة، لم تتورع إسرائيل لحظة واحدة عن ارتكاب جميع أنواع الجرائم التي يحظرها القانون الدولي الإنساني، واستخدمت، عن عمد وقصد، جميع أنواع الأسلحة المحرّمة دولياً، مثل إلقاء قنابل الفوسفور الأبيض على رؤوس الشعب الأعزل، وقصف المستشفيات والمدارس ودور العبادة، والمؤسسات الدولية.

فضلاً عن الكلام اللامسؤول لوزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، الذي طالب باستخدام قنبلة نووية لإزالة غزة وشعبها من الوجود، فلم نسمع عن احتجاج من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم نجد تنديداً من قِبل مجلس الأمن، كما حدث مع العراق، بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، وما بعدها بسنوات، أم أن تهديدات الوزير إلياهو شديد التطرف، كانت رسالة اعتراف للمرة الأولى بأن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، رغم أنها تدعي عكس ذلك تماماً، بل تحرص على تبني سياسة «الغموض النووي».

أما الانكشاف الثاني، فيتمثل في قوة التحركات الأميركية لصالح إسرائيل منذ اللحظة الأولى، لدرجة أنها راحت تسبقها بخطوات على جميع الصعد: العسكرية والدبلوماسية، والإعلامية، والمالية، واشنطن ترى هذه الحرب هي حربها الخاصة، قدمت ألف طن من المعدات العسكرية المتقدمة منذ اليوم الأول، ثم دعمتها بسبعة آلاف طن، من الذخائر والأسلحة، ثم شاركت بخبراء عسكريين كانت لهم تجارب في مدينتي الفالوجة والموصل العراقيتين، وسمحت لهم بالاستفادة من صور الأقمار الاصطناعية الأميركية فسهّلت لهم الوصول إلى الأهداف في غزة.

وليس خافياً، أنها أرسلت أكبر حاملتَي طائرات في العالم: «جيرالد فورد»، و«دوايت أيزنهاور»، ثم أرسلت أكبر غواصة نووية هي «أوهايو»، وهذه تستطيع قصف 24 مدينة خلال دقيقة واحدة.

خصوصية هذه الحرب بالنسبة لأميركا، ترجمتها زيارة الرئيس بايدن إلى تل أبيب، الذي حضر خلالها مجلس الحرب، وطالبهم فيه بالقتال المستمر، وبرَّأهم من قصف مستشفى المعمداني، ثم واصل دعمه في الإعلام العالمي، عندما روّج للرواية الإسرائيلية عن حكاية ذبح الأطفال يوم السابع من أكتوبر، وهو ما نفاه بايدن بنفسه فيما بعد، وكان قد شكك في أرقام الشهداء والجرحى الفلسطينيين لمصلحة حليفته إسرائيل.

الدعم نفسه كان مخلصاً له وزير خارجيته أنتوني بلينكن الذي قال منذ اللحظة الأولى، بأنه جاء إلى إسرائيل بكونه يهودياً، ولم يتخل عن هذا المفهوم في زيارته الثانية، رغم ما استمع إليه من حقائق وثوابت في العواصم العربية التي زارها، وهي حقائق عربية مغايرة تماماً للرواية الإسرائيلية.

واشنطن لم تخفِ مواقفها في الدعم الكامل غير المشروط للكيان الإسرائيلي، تؤكد يوماً بعد الآخر انتقائيتها وازدواجية معاييرها في التعامل مع الأزمات، ولعلنا عشنا ذلك أيضاً، ليس في العراق وأفغانستان وسوريا فقط، بل نعيشه الآن في أوكرانيا، سقطت الأقنعة الإسرائيلية والأميركية، وبجوارها تسقط أيضاً الأقنعة الأوروبية، فلم نتصور أن شراكتهم مع أميركا، ستسقط من حساباتهم جميع المعايير الإنسانية، وسقطت أوروبا في الاختبارات الأخلاقية، انحازت للقتل من أجل الاصطفاف في طابور، يرسم ملامح نظام عالمي أميركي جديد، وصفه الرئيس بايدن بأنه نظام الاستثمار الذكي في الحروب.

عواصم أوروبية أيضاً سارت في ركاب رواية واشنطن - تل أبيب، وقّعوا على بياض ضد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، لم تهتز مشاعرهم أمام مشاهد سفك الدماء للنساء والأطفال، وتهديم البيوت، وانشغلوا بمواصلة دعمهم الكامل للدولة العبرية.

الانكشاف الثالث، يستحق التأمل طويلاً، وهو الذي يتعلق بوجود المؤسسات الدولية على رأس النظام العالمي، فقد كشف أطباء السياسة في العالم، عن أن هذه المؤسسات باتت مريضة، وأن استعادة الروح فيها بات أمراً مستحيلاً، فأعراض هذه الحالة المستعصية للمؤسسات الدولية، باتت واضحة، تتمثل في الجمود والصمت وعدم التحرك؛ لإنقاذ شعب أعزل من المجازر الوحشية، فلم يعد مجلس الأمن اسماً على مسمى، فلا هو مجلس أمن ولا مجلس سلم.

إذن، وسط هذه الانكشافات التاريخية للعالم، التي أحدثتها الحرب على الفلسطينيين في غزة، فنحن أمام إعادة صياغة إجبارية للسياسات الدولية، ستتكشف ملامحها في قادم الأيام، لكن قطعاً، أنها ستعيد رسم خرائط العالم وفق قواعد ترسمها الشعوب، وليس وفق نظام القواعد الموروث منذ الحرب العالمية الثانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب غزة تكشف العالم حرب غزة تكشف العالم



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt