توقيت القاهرة المحلي 13:56:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نورا حسين وازدواجية المعايير لدى الغرب

  مصر اليوم -

نورا حسين وازدواجية المعايير لدى الغرب

بقلم - نبيل نجم الدين

 بعد مرور يوم على نقل السفارة الأميركية نهاية الأسبوع الماضي إلى القدس، والمجزرة التي صاحبته ضد الفلسطينيين العزل؛ هالَني وأنا أتابع وسائل الإعلام الغربية وخلقها قضية رأي عام مِن مأساة المواطنة السودانية نورا حسين (19 سنة) والتي قتلت الرجل الذي أجبرت على الزواج به، وصدر ضدها حكم بالإعدام. ومع احترامنا لمأساة نورا حسين، وعدم احترامنا لمجتمعات تغض الطرف عن جريمة إجبار الفتيات بعامة، ودون السن القانونية منهن بخاصة على الزواج، فلقد شعرت بكثير من الاشمئزاز من ازدواجية إعلامية مقيتة في تطبيق المعايير الإنسانية والأخلاقية والقانونية، ومِن انتقائية خبيثة في طرح الموضوعات وفي توقيتات ذلك الطرح. فها هو بيان وزارة الخارجية الأميركية يقول: «إننا ندين الزواج المبكر والزواج القسري والعنف ضد النساء والفتيات وأثرنا هذه القضية مع حكومة السودان، ونحن نتطلع إلى حل مناسب لقضية نورا حسين، بما يتماشى مع التزامات السودان الدولية في مجال حقوق الإنسان».

وها هو مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يناشد المسؤولين السودانيين العفو عن المرأة نفسها. وها هو الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يقول في بيان رسمي: «إن تطبيق عقوبة الإعدام على فتاة صغيرة عوملت في شكل مروع للغاية سيكون غير عادل للغاية». وها هو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتدخل ويقول أنه لا يوافق على الحكم وأنه يعارض عقوبة الإعدام من حيث المبدأ. ولم تتخلف منظمة العفو الدولية أمنستي إنترناشيونال Amnesty International عن الركب.

وها هي شبكة الأخبار الدولية CNN تبث تقريراً عن مأساة المواطنة السودانية نورا حسين، وتستضيف في استديواتها أحد المحامين السودانيين المشارك في حملة تدعو إلى إلغاء حكم الإعدام الصادر بحقها، وها هي كبريات الصحف الأميركية والبريطانية تتناول الموضوع في تقارير وتحليلات مطولة.

هكذا إذاً، كل هذه المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والإعلامية الغربية تنتفض وتعطي من وقتها وجهدها واهتماماتها وسمعتها وصدقيتها الكثير لتسلّط الضوء على مأساة مواطنة سودانية أهدرت آدميتها تحت أعين أهلها ومجتمعها وبصرهم، لكن ماذا عن آلاف بل وعشرات الآلاف من الأخوات الفلسطينيات والسوريات واليمنيات والليبيات والعراقيات والصوماليات اللائي أهدرت أبسط حقوقهن الإنسانية؟ بل ماذا عن التجاهل الدولي لاغتصاب بلد كامل اسمه فلسطين؟ وماذا عن استمراء المغتصب الإسرائيلي المجرم الوقح تكرار جرائمه في اغتصاب الأرض والشعب والقيم والمقدسات كل يوم؟ مجرم يغتصب كل شيء وضحية يقيدها المجتمع الدولي من أبسط حقوقها في الدفاع عن النفس، فإن تجرَّأت في الخروج بمسيرات سلمية مدنية احتجاجاً على جرائم الغاصب المغتصب قوبل الفلسطينيون شباباً وصبايا رجالاً ونساءً بل ورضعاً بالرصاص الحي وقنابل الغاز الكيماوية المحرّمة هذا في ظل صمت القبور من مؤسسات المجتمعين الغربي والعربي أيضاً. كنتُ أتمنى من مؤسسات الغرب الرسمية والشعبية والمدنية والإعلامية أن تشمر عن ساعديها في حملات عنوانها «حق الشعب الفلسطيني في دولته وفي حقوقه المدنية والسياسية»، أو حملة أخرى عنوانها «إلغاء المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية»؛ على غرار حملة «إلغاء حكم إعدام نورا حسين».

* كاتب مصري

نقلا عن الحياة  اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نورا حسين وازدواجية المعايير لدى الغرب نورا حسين وازدواجية المعايير لدى الغرب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر

GMT 16:39 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الحكومة المصرية تحصل على منح بـ 635 مليون جنيه

GMT 05:48 2019 السبت ,27 إبريل / نيسان

جوني ديب يقرر الزواج من راقصة روسية

GMT 13:34 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي لدول المتوسط يصنّف الأفضل لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon