توقيت القاهرة المحلي 09:29:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب وتحالف البريكس

  مصر اليوم -

العرب وتحالف البريكس

بقلم - نبيل نجم الدين

بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات، اختُتمت في 27 تموز (يوليو) الماضي قمة «بريكس» العاشرة أعمالها تحت شعار «BRICS في أفريقيا»، في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا العضو الخامس في هذا التحالف. يعيش في دول تحالف «بريكس» الخمس ما يقرب من نصف سكان العالم، ويوازي الناتج الإجمالي المحلي للدول مجتمعة 13.6 تريليون دولار، أي ما يعادل الناتج القومي للولايات المتحدة الأميركية، ويبلغ مجموع احتياط النقد الأجنبي فيها 4 تريليونات دولار. تحالف «بريكس» هو منظمة سياسية تم تأسيسها عام 2006 من خلال أربع دول تتشابه في اقتصاداتها الصاعدة وهي البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، ثم انضمت جنوب أفريقيا في أواخر 2010، ليصبح اسمها «بريكس BRICS». وحظي تحالف «بريكس» باهتمام عالمي كاسح منذ تأسيسه؛ إذ تشير تقارير إلى أن نسبة مساهماته في معدل نمو الاقتصاد العالمي تجاوزت 50 في المئة. ومن أهم أهدافه المعلنة، كسر الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي، وإصلاح منظومتي البنك وصندوق النقد الدوليين، وتشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي بين دول التحالف، وأن تكون «بريكس» آلية نموذجية للتعاون الدولي في شتى المجالات الاقتصادية والمالية والإنمائية. وربما كانت هناك أهداف أخرى. يعتمد التعاون بين أعضاء التحالف على ثلاثة مسارات للتفاعل، المسار الأول هو المشاركة والتنسيق الديبلوماسي بين الأعضاء، المسار الثاني يركز على التفاعل مع الأحداث الدولية، المسار الثالث هو تشجيع مشاركة منظمات المجتمع المدني في دول «بريكس» في المحافل الشعبية الدولية. وأسس التحالف عام 2014 مصرفاً وصندوقاً للتنمية واحتياطات الطوارئ برأسمال مبدئي يبلغ 100 بليون دولار، لتكون مدينة شنغهاي مقراً له.

وتركز دول «بريكس» على تطوير التعاون في مجالات الثورة الصناعية الرابعة، الثورة الرقمية، وزيادة تعظيم تراكم الثروة، والإسراع بمعدلات التنمية وبناء الأمة، وكذلك الزيادة التدرجية في التعاون الاقتصادي بين أعضاء التحالف، وتعزيز اتفاقيات التجارة والاستثمار وتطويرها، بغرض تقليل معدلات الفقر، وتعظيم معايير المساواة الاجتماعية، وخلق المزيد من الوظائف.

وليس من قبيل الذكاء إدراك أن الصين؛ التنين الأصفر المسيطر والمتقدم في المجالات كافة، هي القوة الفاعلة في هذا التحالف الذي ينمو بالنمط ذاته الذي تنمو وتتصاعد به قوة الصين. وليس من قبيل المصادفة أن يسبق تأسيس «منتدى التعاون العربي - الصيني» عام 2004؛ تأسيس «بريكس». ولا يجب التغافل عن حجم الشراكة التجارية بين الصين من جانب، والدول العربية من جانب آخر، والتي وصلت في النصف الأول من عام 2018 إلى ما يقرب من 200 بليون دولار.

كما لا يجب التغافل عن الشراكة الاستراتيجية التنموية الهائلة التي وقعتها كل من الصين ودولة الكويت في أوائل تموز (يوليو) الماضي، فالميراث الحضاري قديم وعميق وكبير في العلاقات العربية - الصينية قِدَم طريقي الحرير البحري والبري واللذين ساهما في التواصل بين الطرفين منذ القدم.

فهل ما سبق وغيره يمهدان ويقودان إلى انضمام دولة أو عدد من الدول العربية إلى تحالف «بريكس»؟ وما الضرورة الزمانية والوجودية والاستراتيجية لمثل تطور كهذا؟ هل الدول العربية في حاجة إلى تحالف كهذا أم إن العرب غير مستعدين، أو غير قادرين على اتخاذ مثل هذه الخطوة الاستراتيجية؟ أسئلة منطقية في غاية الأهمية تطرح نفسها وتنتظر إجابات، أو حتى اجتهادات.

نقلا عن الحياة  اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب وتحالف البريكس العرب وتحالف البريكس



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon