توقيت القاهرة المحلي 23:22:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى وداع ياسر المصرى

  مصر اليوم -

فى وداع ياسر المصرى

بقلم - وحيد حامد

كانت لدينا مشكلة كبيرة بحق..

فقد بدأنا تصوير الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» دون أن نعثر على الممثل الذى يقوم بدور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله. وكثيراً ما وقع اختيارى أنا والمخرج شريف البندارى على اسم فنان كبير وقدير، ثم نتراجع لعدم اكتمال رضانا وقناعتنا، رغم الإحراج الشديد الذى كنا نتعرض له أمام فنانين كبار أصحاب مكانة فنية رفيعة. كنا على يقين من أن شخصية جمال عبدالناصر سوف تتعرض للرفض بقوة أو القبول بقوة أيضاً، حيث إن الرجل له من يؤيده وله من يعارضه، بالإضافة إلى أن عبدالناصر كان يملك «كاريزما» نادرة وطاغية ومؤثرة تجعل اختيار الممثل أكثر صعوبة. ولم نكن على استعداد للقبول بمن يقلد عبدالناصر لأننا لسنا فى برنامج ساخر أو مسلٍّ، كنا فى حاجة إلى ممثل قادر على حمل هذه الشخصية بما لها وبما عليها، وبكل أبعادها الإنسانية والنفسية. كنا نبحث عن فنان قادر على استلهام روح عبدالناصر فى داخله، واتجهت أنظارنا إلى خارج مصر، رغم وجود مشكلة فى هذا التوجه، وهى إتقان اللهجة المصرية كأهلها، وهذا لا يحدث إلا نادراً، وليس من المقبول أن ينطق عبدالناصر بلهجة شامية أو خليجية.

وأمام اسم الفنان الراحل «ياسر المصرى» توقفنا، وبدأنا فى مراجعة أدواره، وتوصلنا إلى نتيجة مبدئية أنه الأفضل. وكان لى شرف الاتصال به. وقد أدركت، منذ اللحظة الأولى لحديثنا، أننى أمام شخص يستحق الاحترام، حيث قال إنه فى حاجة إلى مدة زمنية لا تقل عن ستة شهور لدراسة الشخصية وإدراك أبعادها، وألا يكون فى النص ما يحمل إساءة إلى المملكة الأردنية. وحاولنا، أنا والمخرج شريف البندارى، إجباره على التنازل عن مسألة الشهور الستة، وبعد تفاوض مرهق اتفقنا على شهرين. ولأنى أعلم أن ما يطلبه هو الصواب، فقد راجعنا برنامج العمل ورأينا إجراء بعض التعديلات، وأنه من الممكن انتظار الفنان حتى يأخذ كامل وقته فى استيعاب الشخصية، إلا أنه بعد عدة أيام اتصل بى معتذراً لأنه لا بد أن يسافر إلى ألمانيا مصاحباً للسيدة والدته فى رحلة علاج. ولأول وهلة تصورت أنه سبب وهمى للاعتذار، وربما تكون هناك أسباب أخرى خافية ولا يريد الإفصاح عنها، إلا أنه نفى ذلك تماماً، وهنا وجدنا الحل معاً، وهو أن يحمل النص معه إلى ألمانيا، وهنا قدّرت الإنسان الكامن فى داخله.

كان لقاؤنا الأول فى القاهرة، تحديداً فى استوديو الأهرام، لأجد نفسى أمام إنسان مهذب خلوق رقيق المشاعر قوى الأحاسيس، من اللحظة الأولى تشعر أنك أمام صديق حميم تعرفه من زمن.. يعمل فى بساطة وهدوء وتأمل ودون إزعاج. من شدة إعجابى به كلما وُجدت باستوديو التصوير أحب أن أكون معه، وإذا لم يكن هناك مجال للحديث اخترعت مجالاً. وصار الرجل صديقاً، حتى إن فرحتى بنجاحه فى أداء شخصية عبدالناصر ربما كانت تعادل فرحته. لقد هزنى الحزن عندما فقدت أصدقاء أعزاء وزملاء وأساتذة.. منهم عاطف ومحسن زايد وأسامة عكاشة ومحمود مرسى وسعيد صالح وعلى أبوشادى ورفيق الصبان وممدوح الليثى وغيرهم. واليوم أضيف إليهم ياسر المصرى الإنسان والفنان والقدوة.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى وداع ياسر المصرى فى وداع ياسر المصرى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 13:37 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

افتتاح مطعم وجبات خفيفة أثري في إيطاليا

GMT 08:36 2021 الخميس ,14 تشرين الأول / أكتوبر

خبير ديكور يوضح الفرق بين الحجر الطبيعي والحجر الصناعي

GMT 16:31 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"AZZI & OSTA" تطلق تشكيلتها الجديدة

GMT 23:47 2021 الأربعاء ,18 آب / أغسطس

"Dior Baby" تكشف عن مجموعتها لموسم خريف شتاء 2021-2022

GMT 23:17 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

​المصري يبحث التعاقد مع حارس مرمى في كانون الثاني

GMT 03:00 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

فتاة توجه نصيحة للمصريين بعد إصابة 12 فردًا من أسرتها بكورونا

GMT 21:54 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

5 خطوات لاستخراج بدل فاقد لبطاقة التموين فى مصر إلكترونيا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

الأسهم الباكستانية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

أسعار الأسمنت في مصر اليوم الثلاثاء 28 يوليو

GMT 09:35 2020 السبت ,25 تموز / يوليو

غاريث بيل يضع شرطًا للرحيل عن ريال مدريد

GMT 10:49 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

تعرف على عمر هالة فاخر في عيد ميلادها

GMT 06:42 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

طريقة إعداد الدجاج على الطريقة التركية

GMT 11:54 2020 الأحد ,17 أيار / مايو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon