توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شعب متدين بطبعه!

  مصر اليوم -

شعب متدين بطبعه

بقلم-فتحية الدخاخني

اعتدنا على وصف المصريين فى كتب التاريخ وفى وسائل الإعلام، وحتى المناقشات العامة، بأنهم «شعب متدين بطبعه»، ومهما وقعت أحداث غريبة تتناقض مع الأعراف الدولية والتقاليد المجتمعية، وحتى الدينية، لا زلنا نعتبر أنفسنا شعبا متدينا بطبعه.

لا أعلم من أين جاءت هذه الصفة، وكيف التصقت بالمصريين، الذين لم يردعهم هذا الطبع المتدين عن المطالبة برشوة، ولم تمنعهم الأخلاق المزعومة من التحرش فى النساء والفتيات فى الشوارع وأماكن العمل والمقاهى وحتى المنازل بين أفراد العائلة الواحدة، ولم تشكل التقاليد التى تربوا عليها أى عائق لوقف حوادث العنف الأسرى التى تطورت إلى حوادث قتل بشعة، جعلت الأب والأم يقتلان أولادهما بقلب بارد؟!.

لا أعلم ما الذى حدث للمصريين، وأين اختفى هذا الطابع المتدين الذى ربما اتسموا به فى فترة من الفترات، هل هذا التعبير مجرد وصف مجازى لم ينطبق أبدا على المصريين؟، أم أن تدينهم من نوع خاص ليس له علاقة بتعاليم الأديان السماوية أو الأرضية، أو ربما جاء هذا الوصف كنوع من الإنكار للحالة المتردية التى أصبحت عليها الأخلاق المصرية، وكنوع من التبرير للتصرفات الخاطئة بلصقها فى الدين؟.

فنحن شعب نعشق التبرير وتعليق أخطائنا على شماعات الآخرين، فالفتاة هى المسؤولة عن جرائم التحرش، أما الرجل فهو بطل قومى يفعل ما تمليه عليه عاداته وتقاليده، ولعل قضية «متحرش التجمع» أكبر دليل على الانحدار القيمى وانهيار المعايير، وفقدان مؤشرات التفرقة بين الخطأ والصواب، فالفتاة ضحية التحرش فى التجمع تمت إدانتها وتحويلها إلى شخص باحث عن الشهرة، فى حين تم تمجيد المتحرش باعتباره شخصا لطيفا «عاكس بذوق»، وأصبح نجما من نجوم المجتمع يتباهى بما فعل فى كل مكان يذهب إليه.

فى كل يوم نطالع أخبارا عن جرائم قتل وتحرش وفساد وسرقة، ومع كل جريمة من هؤلاء نجد مبررات لا تسمن ولا تغنى من جوع، وإن كانت هذه الأخبار والجرائم ليست إلا قليل من كثير يظهر على السطح، فلو تجولت فى الشوارع ستجد أن العنف أصبح جزءا من الحياة اليومية للمصريين، والشتائم أصبحت جزءا رئيسيا من قاموسهم اليومى، حتى أنها وصلت للأطفال، والرشوة أمر طبيعى فى جميع المصالح، والهيئات والمكاتب، تحت مسمى «الشاى» أو «القهوة»، وغيرها الكثير من العادات التى وسمت المصريين وربما غيرت سمتهم الرئيسية وهى «التدين الطبيعى». أعتقد أن ما وصلنا إليه هو استمرار للانهيار القيمى الذى تحدث عنه أستاذنا جلال أمين فى كتابه «ماذا حدث للمصريين»، وهو أمر يحتاج إلى دراسة وبحث، فلم يعد كافيا إدانة مثل هذه الجرائم فى وسائل الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعى.

نقلا عن المصري اليوم 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعب متدين بطبعه شعب متدين بطبعه



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon