توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حل عادل لمأساة اللاجئين الفلسطينيين

  مصر اليوم -

حل عادل لمأساة اللاجئين الفلسطينيين

بقلم - إبراهيم البحراوي

الرئيس الأمريكى ترامب اسمح لى أن أواصل مخاطبتك بما أنك الرئيس الوحيد فى العالم القادر على إنهاء الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى بصورة تزيل أكواما من الكراهية والأحزان، ويحل محلها واقع جديد من علاقات الجيرة الحسنة بين الشعبين الفلسطينى والإسرائيلى.

لقد بلغ علمك بالتأكيد نبآن: الأول هو نبأ غضب الفلسطينيين من الموقف الأمريكى السلبى الذى أدى إلى إضعاف منظمة غوث اللاجئين «الأونروا»، والثانى نبأ مسيرة العودة السلمية الكبرى التى يقوم بها اللاجئون الفلسطينيون كل يوم جمعة منذ ستة أسابيع على مسافة من السياج الحدودى الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، فى محاولة للعودة إلى منازلهم المغتصبة بطريقة سلمية، وهى المسيرة التى ستصل إلى ذروتها بمحاولة عبور الحدود يوم ١٤ مايو الجارى.

أرجو أن تتصور حجم المأساة لأناس تركوا بيوتهم تحت تهديد السلاح والرعب من المجازر وفراراً من الموت منذ سبعين عاما، وهم يعيشون اليوم مجردين من الأمل فى الحياة، يحاصرهم واقع الحرمان ومشاعر المرارة وهم يحلمون بالعودة إلى ممتلكاتهم التى سُلبت منهم، والتى تقع فى مرمى أبصارهم.

سيادة الرئيس ترامب.. هؤلاء اللاجئون الفلسطينيون ولدت مشكلتهم بالتدبير الإسرائيلى المسبق وبالنار والدم، كما يقول المؤرخ الإسرائيلى بنى مورس، ولم يتركوا بيوتهم بمحض إرادتهم كما تزعم أبواق الدعاية الإسرائيلية، ولابد لهم من حل عادل يحيل استعدادهم للموت على أيدى القناصة الإسرائيليين فى مسيرات سلمية إلى رغبة فى الحياة لهم ولجيرانهم، وهو الحل الذى ينتظره منك العرب والأوروبيون وسائر دول العالم فى خطتكم للسلام الشهيرة بصفقة القرن.

لقد اعتمد بنى مورس فى رسالته للدكتوراه، التى نشرتها دار النشر التابعة لجامعة كمبريدچ تحت عنوان (The expulsion of palestinians and birth refugee problem) على الوثائق الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية عن فترة إنشاء دولة إسرائيل عام ١٩٤٨، وهى الوثائق التى أُفرج عنها وأتيحت لاطلاع الباحثين فى مطلع الثمانينيات.

يقول بنى مورس اعتمادا على هذه الوثائق إن الخطة ذات البعد الأيديولوچى الصهيونى التى تم تطبيقها لدفع السكان العرب للهرب خوفا من المجازر قد وافقت عليها رئاسة الوكالة اليهودية برئاسة بن جوريون فى مايو ١٩٤٦، وتعرف فى الوثائق بخطة مايو، أما الخطة العسكرية التنفيذية لخطة مايو فهى الخطة (دال)، التى وافق عليها بن جوريون وقادة الهجاناه فى مارس ١٩٤٨.

يقول الدكتور بنى مورس إن رؤساء منظمة الهجاناه العسكرية اليهودية اجتمعوا فى شهر مارس عام ١٩٤٨ بقيادة بن جوريون، ووضعوا الخطة (دال) التى هدفت إلى حماية الدولة اليهودية المستقبلية، وكانت المهمة الأولى تتمثل فى إلحاق الهزيمة بالقوات الفلسطينية المحلية، وقد جاء فى هذه الخطة: «ولكى نضمن سلامة حركة السير على الطرق فلابد أولا من إسكات القرى والمدن المطلة على هذه الطرق بالقوة، فإما أن ترضخ لسلطات الهجاناه أو يتم تدميرها وترحيل سكانها بالقوة». ويعلق بنى مورس بقوله: «أى أن الهدف من هذه الخطة هو إخلاء التجمعات السكانية العربية الواقعة ضمن المنطقة التى ستقوم عليها الدولة اليهودية». لقد نصت الخطة (دال) على ضرورة احتلال المدن والقرى العربية، وإذا أمكن البقاء فيها بقوة الاحتلال فلا مانع، أما إذا تعذر ذلك فيتم تدميرها وإشعال النار فيها وطرد سكانها، وكذلك نسفها وزرعها بالألغام لضمان عدم عودة أصحابها لها. لقد جاء فى أوامر العمليات التى عثر عليها الدكتور بنى مورس بين الوثائق والتى كانت موجهة من قيادة الهجاناه إلى عدد من الألوية أنه يجب احتلال القرية أو المدينة وإشعال النار فيها أو تدميرها حسبما تراه مناسبا. يقول الدكتور بنى مورس تعليقا على هذا الأمر: «وبما أن هذه الخطة كانت تنطوى على توجيهات استراتيجية أيديولوجية لعمليات ترحيل السكان العرب وطردهم على أيدى قادة الجبهات بشكل غير مباشر، فإن الخطة دال قد وفرت غطاء رسميا مقنعا لقادة وحدات الهجاناه، حيث كانوا يدَّعون دائما أنهم طردوا السكان العرب من قراهم ومدنهم لأن الوضع العسكرى كان يتطلب ذلك الإجراء كإجراء مناسب».

سيادة الرئيس ترامب.. هذا هو التاريخ الدامى لمأساة اللاجئين الفلسطينيين أمامكم بالوثائق، فلتحولوه إلى تاريخ عادل مختلف فى صفقة القرن، لتكون بحق معجزة الإنصاف والسلام.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حل عادل لمأساة اللاجئين الفلسطينيين حل عادل لمأساة اللاجئين الفلسطينيين



GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا

GMT 13:16 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لتحضير الهريسة الحلوة

GMT 11:35 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إنتاج الجيل الثالث من المحفظة الذكية المضادة للسرقة

GMT 21:19 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

زهير مراد يعلن عن فساتين زفاف لربيع وصيف 2017

GMT 15:06 2013 الإثنين ,20 أيار / مايو

خان الخليلي وجهة سياحية مصرية لا تُعوض

GMT 15:15 2021 الأربعاء ,21 تموز / يوليو

حمادة هلال يتصدر تريند يوتيوب بكليب «أم أحمد»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon