توقيت القاهرة المحلي 01:27:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سِحر الشرق: أنور القوادرى

  مصر اليوم -

سِحر الشرق أنور القوادرى

بقلم - حبيبة محمدي

كثيرًا ما يعترينا الحنينُ إلى زمنٍ ماضٍ، وإلى ذكرياتٍ مرتْ، لكنْ مازالَ عبقُها يملأُ أرواحَنا..
ما كان لحياتنا معنى ورسالة وجمال، لولا الفنون والإبداع. ومن مصادر هذا الإبداع والجمال الأعمال الفنية، حيث يظل المبدعون أيقوناتٍ باقيةً عبر الزمن.. واحدٌ من الأسماء التى أبدعت فى مجال الإخراج عربيًا، بل عالميًا، وأحدُ الذين أثرُوا الفنَ العربى، ابن «سوريا» الشقيقة، المخرج الكبير الأستاذ «أنور القوادرى»، ولأنَّ «القاهرة» جامعةٌ حقيقية للعربِ جميعًا، وأرضُ الحضارات والفنون التى تجمع الأحبّة، فقد التقينا بالقاهرة الحبيبة ذات مناسبةٍ ثقافية وفنيّة. «أنور القوادرى» مخرج كبير، دارس وفاهم فى تخصصّه، فقد درس بـ«بريطانيا العظمى»، التى يقيم بها حاليًا، فنونَ الإخراج، وعمل مع مخرجين وممثلين عالميين، فضلًا عن ذلك هو صاحب رؤية، يحاول من خلال أعماله أن يسير على خط العروبة، محاولًا أن يكون للهوية العربية خطوطٌ ومعالمُ، يرسمها هو، حتى لو اختلف معه البعضُ!.

يحاول «القوادرى»، فى معظم أعماله، المزجَ بين الواقع والخيال، بين الأسطورة والحقيقة، كما فعل فى عمله الأشهر وربّما الأجمل «سِحرُ الشرق»، الذى أراد أن يوصل من خلاله رسالةً مهمة، وهى أنَّ الشرق يظل هو المُلهم الأوّل للغرب بكلِّ ما هو فيه من حضارة وتقدم، لأنَّنا نحن العرب أصل الحضارة والفنون والإبداع. فى «سحر الشرق» يحاكى المخرج حضارتيْن، هما الشرق والغرب، وذلك من خلال قصة حقيقية يوّثقها بكلِّ مصداقيةٍ وسحرٍ فنى يسمح للخيال بالجمال، أيضا..؛ فـ «جين إليزابيث ديغبي» (Jane Digby)‏ (1807- 1881م)، هى سيدة إنجليزية أرستقراطية جميلة، تزوجت من ساسة وملوك ورجال معروفين، امتدت شهرتها بين القارتين الأوروبية والآسيوية؛ وقد جذبها سحرُ الشرق فى منتصف عمرها، وكانت امرأة جريئة ونبيلة، فسافرت إلى سوريا عام 1852م، ومن خلال رحلتها تلك تعرفت إلى الشيخ العربى «مجول المصرب»، الفارس الشُجاع، ونشأت بينهما قصةُ حبٍّ جميلة تُذكِّرنا بالقصص الشهيرة، مثل «قيس وليلى»، وغيرهما، تركت الحياة الأوروبية بكلِّ زخمها وعاشت فى البادية مع زوجها، ترعاه وتخدم أبناءها، عاشت بكلِّ جمالٍ الحياةَ البدوية الفطرية البسيطة التى افتُتنتْ بها، حيث عاشت جلَّ عمرها تقريبا بدمشق، إلى أن تُوفيت بها، وقد خرج فى جنازتها كبارُ السياسيين ورجال الدولة آنذاك، ودُفنت فى «باب شرقى» فى دمشق.

فقد كانت سيدة معروفة، حتى إنَّها تعرفت على «الأمير عبدالقادر الجزائرى»، وكان صديقا للعائلة حين انتقلت مع زوجها بين «تدمر» و«دمشق»، وتحديدًا «حى الأقصاب»، حيث كان يسكن «الأمير عبدالقادر الجزائرى»، كما حكى لى صديقى المثقف الكبير الأستاذ «أنور القوادرى»، وقد تميّز «الأمير عبدالقادر الجزائرى» بشهامته وبطولته. ومازالتْ الحكايا والذكريات مستمرةً..

ومازال كلُّ إبداعٍ هو ثورةٌ على القبح، انتصارٌ للجمال، ودعوة إلى المحبّة الإنسانية!.

تُرى.. هل ما زالتْ شمسُ العَرب تسطعُ على الغرب؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سِحر الشرق أنور القوادرى سِحر الشرق أنور القوادرى



GMT 01:27 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

GMT 01:22 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

فرنسا العظمى «سابقاً»

GMT 05:16 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

ولنا في الكويت عبرة يا أصحاب الشعبويات!

GMT 05:13 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

لا بديل في الحالتين

GMT 05:09 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

ديمقراطية الكويت إلى أين؟

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ مصر اليوم

GMT 10:34 2021 الأحد ,04 تموز / يوليو

إصابة بيريسيتش نجم منتخب كرواتيا بكورونا

GMT 04:40 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

طريقة عمل جلاش ملفوف بالمكسرات

GMT 09:35 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

تصاميم فساتين جريئة من وحي لين أبو شعر

GMT 03:19 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

العلماء يحلون لغزا عمره 100 عام بشأن مرض "السرطان"

GMT 11:05 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يتحدى نابولي على كأس السوبر الإيطالي

GMT 15:58 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

شوبير يكشف سر استبعاد الشناوي من مواجهة الاهلي وبطل النيجر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon