توقيت القاهرة المحلي 20:29:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العدو فى الداخل

  مصر اليوم -

العدو فى الداخل

بقلم - عاطف الغمري

ليس هناك خلاف على أن مصر تخوض حربا فى سيناء ضد عدو يضم وكلاء لدول أجنبية، وتمتد من ناحية هذه الدول خطوط إمداده ودعمه. وفكرة هذا النوع من الحروب كان قد بدأ ظهورها فى عام 1991، تطبيقا لإستراتيجية نقل خط المواجهة إلى داخل الدولة.

وكان قد ظهر فى الشرق الأوسط تحديدا، عقب انتهاء الحرب الباردة ما يسمى بانتقال خط المواجهة إلى داخل الدولة. وهو الخط الذى كان تقليديا وعلى طول السنين السابقة، يمتد من على حدود الدولة.

وأخذت تتوالى على طول السنوات اللاحقة، خطوات لاستنبات عدو الدولة من داخلها، سواء عن طريق الترويج لأفكار مناقضة لمفهوم الدولة القومية، أو اختراق مخابراتى لمنظمات متطرفة، أو تجنيد عملاء محليين، من داخل مجتمعات دول المنطقة.

إلى أن تجسد هذا المبدأ بشكل صريح فى 20 سبتمبر 2002، وهو تاريخ إعلان البيت الأبيض إستراتيجيته الجديدة للسياسة الخارجية، والتى تحدثت عن مبدأ الهجوم الوقائى ضد عدو محتمل، ونقل المعركة إلى أرضه قبل أن يبادر هو بالهجوم. مع كون هذا العدو المحتمل، مازال متخيلا، ويمكن أن يكون حتى ذلك الحين دولة صديقة.

ولحق بهذا المبدأ، إعلان إدارة بوش أن الشأن الداخلى فى منطقتنا، ليس شأنا داخليا، طالما أنه- من وجهة نظرها- لا يمس أمنها القومى.

وانعكس هذا المعنى فيما أعلنه وزير الدفاع وقتها دونالد رامسفيلد من أن الولايات المتحدة، قد تقوم بعمليات خاصة باستخدام وحدات خاصة، داخل دول دون علم حكومات هذه الدول. كانت تلك إشارة إلى صورة من صور نقل خط المواجهة إلى داخل الدولة، باستخدام عملاء ووكلاء، وعن طريق وسائل ضغط اقتصادية وسياسية ودبلوماسية.

فى تلك الفترة ظهر فى إطار مناقشات على مستوى المسؤولين مصطلح أطلقوا عليه AUXILIATORY FORCES

ومعناه- قوى محلية فى خدمة دولة أجنبية محاربة. وأن يقتصر دور الدولة الأجنبية على تدريب هذه القوى وتسليحها، ودعمها، بالمعدات ووسائل الانتقال والتمويل. ومع أنه مفهوم قديم نوعا ما، إلا أن إعادة صياغته والتركيز عليه، جاء اتفاقا مع تغييرات فى استراتيجيات القوى الغربية، كرد على تحويلات فى مناطق العالم، وخاصة فى الشرق الأوسط، جعلت هذه القوى تتخوف من إمكان إفلات هذه المناطق من تحت زمام سيطرتها.

وترافق مع التحركات لنقل نظرية العدو فى الداخل، إلى أرض الواقع، ما جرى من التدخل لإشعال صراعات بين جماعات من مذاهب أو طوائف أو أعراق مختلفة، وهو ما شهدناه فى العراق وسوريا وغيرها.

وما دمنا قد أشرنا إلى أن ما يجرى فى سيناء هو فى جانب كبير منه يعد جزءا من مفهوم نقل خط المواجهة إلى داخل الدولة، فإن تأمل ما سبق أن أوضحه البروفيسور الأمريكى ماكس مايوراينك، فى هذه المسألة يقدم شرحا عمليا، وذلك فى محاضرة أمام معهد الأمن القومى الإسرائيلى، تحدث مايوراينك عن خطة نشر الفوضى وعدم الاستقرار داخل الدول العربية، وقال إن تلك الخطة هى جزء من مشروع دولى أبعد مدى، الهدف منه استثمار النشاط الإرهابى، المتمثل فى وجود قاعدة إرهابية متعددة الجنسيات داخل الدولة المستهدفة. فهل يختلف كل ذلك عما نراه الآن فى سيناء؟.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدو فى الداخل العدو فى الداخل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 19:37 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

سفيتولينا تودع بطولة فرنسا المفتوحة للتنس أمام بودوروسكا

GMT 12:53 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

علماء يكتشفون79 مضادا حيويا جديدا في براز الإنسان يطيل العمر

GMT 01:31 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

رانيا يوسف ترقص أمام مدرسة ابنتها احتفالا بتخرجها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon