توقيت القاهرة المحلي 16:07:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العدو فى الداخل

  مصر اليوم -

العدو فى الداخل

بقلم - عاطف الغمري

ليس هناك خلاف على أن مصر تخوض حربا فى سيناء ضد عدو يضم وكلاء لدول أجنبية، وتمتد من ناحية هذه الدول خطوط إمداده ودعمه. وفكرة هذا النوع من الحروب كان قد بدأ ظهورها فى عام 1991، تطبيقا لإستراتيجية نقل خط المواجهة إلى داخل الدولة.

وكان قد ظهر فى الشرق الأوسط تحديدا، عقب انتهاء الحرب الباردة ما يسمى بانتقال خط المواجهة إلى داخل الدولة. وهو الخط الذى كان تقليديا وعلى طول السنين السابقة، يمتد من على حدود الدولة.

وأخذت تتوالى على طول السنوات اللاحقة، خطوات لاستنبات عدو الدولة من داخلها، سواء عن طريق الترويج لأفكار مناقضة لمفهوم الدولة القومية، أو اختراق مخابراتى لمنظمات متطرفة، أو تجنيد عملاء محليين، من داخل مجتمعات دول المنطقة.

إلى أن تجسد هذا المبدأ بشكل صريح فى 20 سبتمبر 2002، وهو تاريخ إعلان البيت الأبيض إستراتيجيته الجديدة للسياسة الخارجية، والتى تحدثت عن مبدأ الهجوم الوقائى ضد عدو محتمل، ونقل المعركة إلى أرضه قبل أن يبادر هو بالهجوم. مع كون هذا العدو المحتمل، مازال متخيلا، ويمكن أن يكون حتى ذلك الحين دولة صديقة.

ولحق بهذا المبدأ، إعلان إدارة بوش أن الشأن الداخلى فى منطقتنا، ليس شأنا داخليا، طالما أنه- من وجهة نظرها- لا يمس أمنها القومى.

وانعكس هذا المعنى فيما أعلنه وزير الدفاع وقتها دونالد رامسفيلد من أن الولايات المتحدة، قد تقوم بعمليات خاصة باستخدام وحدات خاصة، داخل دول دون علم حكومات هذه الدول. كانت تلك إشارة إلى صورة من صور نقل خط المواجهة إلى داخل الدولة، باستخدام عملاء ووكلاء، وعن طريق وسائل ضغط اقتصادية وسياسية ودبلوماسية.

فى تلك الفترة ظهر فى إطار مناقشات على مستوى المسؤولين مصطلح أطلقوا عليه AUXILIATORY FORCES

ومعناه- قوى محلية فى خدمة دولة أجنبية محاربة. وأن يقتصر دور الدولة الأجنبية على تدريب هذه القوى وتسليحها، ودعمها، بالمعدات ووسائل الانتقال والتمويل. ومع أنه مفهوم قديم نوعا ما، إلا أن إعادة صياغته والتركيز عليه، جاء اتفاقا مع تغييرات فى استراتيجيات القوى الغربية، كرد على تحويلات فى مناطق العالم، وخاصة فى الشرق الأوسط، جعلت هذه القوى تتخوف من إمكان إفلات هذه المناطق من تحت زمام سيطرتها.

وترافق مع التحركات لنقل نظرية العدو فى الداخل، إلى أرض الواقع، ما جرى من التدخل لإشعال صراعات بين جماعات من مذاهب أو طوائف أو أعراق مختلفة، وهو ما شهدناه فى العراق وسوريا وغيرها.

وما دمنا قد أشرنا إلى أن ما يجرى فى سيناء هو فى جانب كبير منه يعد جزءا من مفهوم نقل خط المواجهة إلى داخل الدولة، فإن تأمل ما سبق أن أوضحه البروفيسور الأمريكى ماكس مايوراينك، فى هذه المسألة يقدم شرحا عمليا، وذلك فى محاضرة أمام معهد الأمن القومى الإسرائيلى، تحدث مايوراينك عن خطة نشر الفوضى وعدم الاستقرار داخل الدول العربية، وقال إن تلك الخطة هى جزء من مشروع دولى أبعد مدى، الهدف منه استثمار النشاط الإرهابى، المتمثل فى وجود قاعدة إرهابية متعددة الجنسيات داخل الدولة المستهدفة. فهل يختلف كل ذلك عما نراه الآن فى سيناء؟.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدو فى الداخل العدو فى الداخل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon