توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضرورة تطوير سياسة مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف

  مصر اليوم -

ضرورة تطوير سياسة مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف

بقلم - نبيل عبد الفتاح

فى ضوء الواقع الحالى، ما هو وضع المقاربات الحالية إزاء التطرف والإرهاب الدينى؟

إن نظرة على المقاربات الرسمية فى مواجهة التطرف والتطرف العنيف والإرهاب، تشير إلى ما يلى:

- الخلط فى السياسة الإعلامية الرسمية بين مفاهيم التطرف والتطرف العنيف، والإرهاب دونما تمييز أو ضبط للمصطلحات، فى ظل محدودية الدراسات المتخصصة، والتحقيقات الاستقصائية حول الجماعات والظواهر والسلوكيات المتطرفة والإرهابية.

- فى ظل مرحلة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، تراجعت فعالية المؤسسة الدينية الرسمية عموما فى المجال الدينى، واعتمدت السلطة السياسية الحاكمة على السياسة الأمنية، والأجهزة البوليسية فى مواجهة جماعات التطرف والعنف والإرهاب، وذلك لفعالية وسرعة أدائها. واللجوء إلى بعض أشكال التحالف مع بعض القوى الإسلامية إزاء القوى الأخرى التى تتصارع مع الدولة والنظام، مع استمرار الاعتماد على المؤسسة الدينية الرسمية.

- تراجع بعض فعالية المؤسسة الدينية الرسمية يعود إلى مشكلات السياسة التعليمية الدينية ونمط المناهج، وتكوين المتخصص فى العلوم الدينية الرسمية الذى يعود إلى مشكلات السياسة التعليمية الدينية ونمط المناهج النقلية السائدة،

- ظهر عداء جماعة الإخوان والسلفيين لقيادة المؤسسة الأزهرية وشيخها الأمام الأكبر أحمد الطيب عقب 25 يناير 2011، ووصولهم إلى سدة السلطة، ومظاهراتهم أمام مقر المشيخة، وهجومهم على بعض الأساتذة فى بعض الكليات واحتلالهم لها فى مرحلة الفوضى والاضطراب الأمنى.

- اعتمدت أجهزة الدولة على الأدوات الأمنية أكثر بكثير من الاعتماد على غيرها من الأدوات، وذلك لفعالية هذه الأجهزة تاريخيًا فى مواجهة جماعات العنف والإرهاب ذى السند التأويلى الدينى، وقدراتها على اختراق هذه الجماعات، ولأنها تحوز بنية معلوماتية تاريخية متراكمة ومتنامية حول هذه الجماعات وبنياتها الفكرية والإفتائية.

- يلاحظ أن المقاربة المؤسسية الدينية الرسمية، والجهاز الإفتائى افتقرت إلى النزعة الوقائية التى تعتمد على الدراسات السوسيولوجية السياسية، والسوسيو ـ دينية، ومن ثم تتصدى مبكرًا لأنماط الفكر والإفتاء المتطرف والعنيف والإرهابى، قبل أن يتحول من مجال الفكر والإيديولوجيا إلى مجال السلوك المتطرف والعنيف والإرهابى على التمايز بين هذه الأنماط. إن مقاربة المؤسسة الرسمية اتسم برد الفعل على الفعل المتطرف العنيف والإرهابى، وهو ما ظهر فى رد الأزهر على أطروحات أيديولوجيا جماعة الإخوان المسلمين ــ التى اشتهرت إعلاميا بالتكفير والهجرة- فى هذا بيان للناس. أن نمط الفتوى على الفتوى هو تعبير عن سياسة رد الفعل لا الفعل. من ناحية أخرى يظهر هذا التوجه فى نمط الخطاب الدينى الوعظى للدعاة الرسميين فى المساجد الخاضعة لإشراف وزارة الأوقاف.

- بعض التغيرات الجديدة التى ظهرت فى الفترة الماضية مهمة، وتتمثل فى عقد عديد من المؤتمرات التى عقدها الأزهر، وركز بعضها على تقديم بعض الاجتهاد حول العلاقة مع الآخر الدينى والتعايش المشترك. من ناحية أخرى شكلت مبادرات الأزهر الثلاث بين بعض علماء الأزهر والمثقفين التى تبنت بعض المبادئ السياسية والدستورية الحديثة حول الدولة الديمقراطية الدستورية والثورات العربية، والحقوق والحريات الأساسية. بعض المؤتمرات التى عقدتها وزارة الأوقاف حول تجديد الخطاب الدينى، إلا أن بعضها لا يزال يدور فى المدار التقليدى الموروث.

- تبدى الدولة ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى اهتماما متزايدًا، بضرورة إحداث ثورة دينية، ثم تجديد وإصلاح الخطاب الدينى، وأخيرا ضرورة تصويب الخطاب، إلا أن مستوى الاستجابة لا يزال يدور فى الإطار الجزئى والتقليدى، سواء فى بعض مناهج التعليم الدينى الأزهرى المقررة، أو فى بعض المؤتمرات، وهو أمر يحتاج إلى رؤية ووقت وسياسة تعليمية ودينية إصلاحية.

من مجمل ما سبق نستطيع القول:

- إن المقاربة الأساسية فى مواجهة التطرف والتطرف العنيف والإرهاب أمنية بالأساس، وأن المقاربة المؤسسية الدينية والإفتائية لا تعدو أن تكون ردود أفعال، ولا توجد رؤية إصلاحية للعقل والفكر والتعليم والوعظ والإفتاء الدينى، وذلك على الرغم من بعض الجهود التى قدمت من وزارة الأوقاف ومرصد مواجهة الفكر المتطرف وجهود الأزهر.

- أن دور المؤسسة الدينية مهم، وضرورى، ولكنه جزء من مكونات سياسية شاملة للمواجهة فى إطار السياسات التعليمية والإعلامية والتربوية والثقافية والدينية والأمنية.

- المقاربة الدينية للمؤسسة الرسمية لابد من اعتمادها على رؤية إصلاحية للعقل الدينى، وللفكر الإسلامى الوضعى، وسياسة إفتائية لا تعتمد على رد الفعل، وإنما تتسم بالنزعة الوقائية، ومن الأهمية بمكان متابعة بصيرة وعقلانية لأثر الثورة التكنولوجية الرابعة والذكاء الصناعى على الكيان والوجود الإنسانى وما يطرحه ذلك من أسئلة وإشكاليات فلسفية ودينية استثنائية وغير مألوفة. إذ لم تعد الدنيا هى الدنيا التى كنا نعرفها، وكتب عن مشكلاتها وأسئلتها فقهاؤنا وفلاسفتنا القدماء.

نقلا عن الاهرام القاهريه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرورة تطوير سياسة مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف ضرورة تطوير سياسة مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt