توقيت القاهرة المحلي 10:24:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تذكرة المترو.. والفيل و«قرص الأسبرين»..!

  مصر اليوم -

تذكرة المترو والفيل و«قرص الأسبرين»

بقلم : عبدالعظيم درويش

 أى «عاقل» فى الدنيا لا يستطيع -مهما بذل من جهد ومهما بلغت «حدة ذكائه»- أن يرصد أى نقاط شبه بين «الفيل وقرص الأسبرين» ليعقد مقارنة بينهما.. غير أن «عبقرية» الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، كشفت له عن نقاط هذا الشبه بين ذلك الحيوان الضخم «رمادى اللون» وقرص «الأسبرين» المستدير أبيض اللون، ونجح بالتالى فى مقارنتهما ببعضهما..!.. فبذكاء منقطع النظير ومن خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «الحياة اليوم» قال الوزير بالحرف الواحد: «إن سعر تذكرة مترو الأنفاق فى مصر أرخص من أى مكان فى العالم حتى بعد الزيادة، إذ إن سعرها فى المكسيك يصل إلى 2.25 دولار أمريكى، ولكنها فى مصر تباع بـ3 جنيهات.. ولا أدرى أى وجه للمقارنة وجده الوزير بين سعر التذكرة هنا وهناك.. ؟!

لم يكلف الوزير نفسه بإطالة وقت مداخلته التليفونية ليعقد مقارنة بالتالى بين دخل المواطن هناك ودخل نظيره المصرى الذى بالتأكيد لن يمانع إطلاقاً فى محاسبته على سعر التذكرة بـ2.25 دولار أو حتى بأكثر قليلاً، شريطة أن يتسلم مرتبه بالدولار مكافئاً لمرتب نظيره «الخواجة»..!

ولم يجد وزير النقل ومعه قيادات وزارته مفراً من توزيع أنفسهم طوال الأسبوع الماضى على البرامج الليلية بالتليفزيون فى محاولة من جانبهم لإقناع المواطنين بفعلتهم هذه «زيادة سعر تذكرة المترو بنسبة 250% دفعة واحدة»، وهى الزيادة الثانية خلال نحو عام واحد، وإن كان من الأصح وصف محاولة قيادة النقل هذه بأنها «مجرد خداع وقتى»، إذ قال الوزير بتعبير صادم ومستفز: «الناس هترضخ لأن مالهاش حل»، وهو هنا يلخص «ثقافة الصدمة» التى اعتادت الحكومة على اللجوء إليها دوماً..!

ومن ناحية أخرى بدا الوزير فى أحد البرامج التليفزيونية وكأنه يحكى «حدوتة»، إذ قال: «إن نظام تعريفة تذكرة المترو كان خاطئاً طوال السنوات السابقة، وأدى لخسائر الشركة بصورة كبيرة، إذ إنه لم يتم تحديث هذه المنظومة طوال 30 عاماً، ونحتاج حالياً 30 مليار جنيه لصيانة الخط الأول»، مؤكداً أن تغيير منظومة تحصيل تذكرة المترو راعت المواطنين فيما يتعلق بالمسافات بين المحطات، مشيراً إلى أن تكرار أعطال المترو خلال الفترة الماضية أدى لخروج المواطنين والبحث عن مواصلات أخرى، ما أدى للتكدس فى الشوارع وبخاصة أنه ينقل نحو 3 ملايين و500 ألف راكب..!

حدوتة الوزير يمكن اعتبارها من وجهة نظر أصحاب نظرية التفسير التآمرى للأحداث بأنه تهديد بصورة غير مباشرة بإمكان تعطيل المترو، ووقتها سيدوخ المواطن من مواصلة لأخرى مثلما يدوخ «القرد من شجرة لشجرة طوال اليوم»..!

وحتى يثبت صحة كلامه اضطر الوزير أن يظهر أخيراً فى أحد برامج قناة «ON E»التليفزيونية -لزوم التصوير- وهو بين المواطنين فى إحدى محطات المترو، إذ سبق أن قال فى مداخلة هاتفية مع فضائية «إكسترا نيوز»: «أنا دائم التواصل مع الناس بشكل يومى وبقول للناس اللى بقابلهم فى المترو إن تذكرة المترو هتبقى بعدد المحطات ومعندناش حل آخر عشان نحافظ على خدمة مترو الأنفاق اللى كلنا بنفخر بيها فى مصر»..!

الوزير لم يكتف بكل ما قاله بل أضاف إليه تأكيده بأن تذكرة مترو الأنفاق لا تساوى ثمن «شقة فول»..!! ويبدو هنا أن الوزير كان يقصد «شقة فول من مطعم مكسيم بباريس»..!

ما قاله الوزير كله كان «حمادة» أما ما قاله عبدالهادى أحمد عبدالهادى، المتحدث الرسمى باسم هيئة مترو الأنفاق، فقد كان «حمادة تانى خالص»، إذ قال خلال مداخلة هاتفية بفضائية «إكسترا نيوز» إن وزير النقل أصدر تعليمات لجهاز المترو «بحسن التعامل مع المواطنين» فى جميع المحطات..!

البشارة التى زفها عبدالهادى للمواطنين «بحسن التعامل» تؤكد مدى «حنان» الهيئة فى تعاملها مع المواطنين، بعد أن قررت التخلص من تقمص دور «مرات الأب» فى فيلم اليتيمتين.. أو كما لو كان من المفروض أن تتولى الهيئة «جلد» المواطنين فى المحطات وتعذيبهم ذات العذاب الذى تلقاه «سيدنا بلال» على أيدى كفار قريش وقت أن أعلن إسلامه.!!

ولأن الحكومة تلجأ دوماً للحل السهل وتهجر «الأسهل»، فقد رأت أن تضع يدها فى جيب المواطن لتفرغه تماماً مما فيه -إن كان فيه بقية- لتواجه خسائرها وتضيف مورداً دائماً للإيرادات تسد به الفجوة بينها وبين مصروفات التشغيل دون أن تلجأ للحل الأسهل وتفكر فيه -لا قدر الله- على الرغم من امتلاكها مقوماته، التى تتلخص فيما لديها من مساحات إعلانية غير محدودة بالمحطات «ظهر التذاكر، شاشات إعلانية، عربات المترو ذاته، الإذاعة الداخلية»، إضافة إلى المساحات المكانية من خلال إجراء مقايسة مساحية بالمحطات وتنظيم مناقصات على حقوق الانتفاع من تلك المساحات للشركات المختلفة لوضع أكشاك عرض ودعاية وفقاً للشروط والمواصفات التى تحددها الهيئة.

وإذا كانت الحكومة ممثلة فى وزارة النقل قد انفردت بقرار زيادة قيمة التذكرة بعيداً عن «مجلس النواب» الذى من المفترض فيه رعاية مصالح المواطنين، إلا أن «المجلس الموقر» اكتفى حتى الآن بإعلان رفضه لهذه الزيادة التى تمثل حرجاً بالغاً له، واكتفى نوابه بالقول: «قرار الزيادة يفتقد الصواب والتوقيت غير الملائم، فى ظل الظروف الصعبة التى يعيشها أغلب المصريين»، دون أن يفكر أحدهم -حتى وقت كتابة هذه السطور- فى إعمال أدواته الرقابية التى يوفرها له الدستور فى وقف القرار أو تعديله باقتراح أسلوب معتدل فى تحقيق التوازن بين إيرادات تقديم الخدمة وبين مصروفاتها، بعيداً عن جيوب المواطنين.. وإذا لم تنجح هيئة الأنفاق كعادتها فى التوصل إلى حل عملى لتحقيق ذلك، فليحمل أعضاؤها ومعهم وزيرهم «شنطة الهدوم» ويسمعونا «السلام عليكم».. والمركب اللى تودى..!

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة المترو والفيل و«قرص الأسبرين» تذكرة المترو والفيل و«قرص الأسبرين»



GMT 09:13 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مبروك للأبيض.. عقبال الأحمر

GMT 09:11 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

ماذا بعد رئيسى؟

GMT 02:27 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تحشيش سياسي ..!

GMT 02:21 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

السلطة والدولة في إيران

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي
  مصر اليوم - تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال

GMT 15:00 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

محمد الحنفى يؤكد انتظاره إدارة القمة منذ 3 سنوات

GMT 05:38 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

انطلاق أول رحلة لطائرة في الصيف "Stratolaunch"

GMT 10:06 2018 الجمعة ,13 إبريل / نيسان

هادجنز تتألق في تقديم مجموعة "سينفول كلورز"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon