توقيت القاهرة المحلي 09:28:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلانات خطر على الصحة النفسية

  مصر اليوم -

الإعلانات خطر على الصحة النفسية

بقلم - علا السعدنى

وكأننا أصبحنا على موعد يومي من النكد بسبب إعلانات رمضان وما تفعله بنا من تعكير صفو حياتنا في أثناء متابعتنا للمسلسلات أو التليفزيون عموما، وإذا كنا قد عانينا منها طوال السنوات الماضية قيراطا واحدا، فإننا وبعد أن زادت مدتها في رمضان هذا العام واستفحلت جرعتها بهذا الشكل المفرط أصبحنا نعاني منها "24 قيراطا".

ويا فرحة ما تمت، فيادوب تنفسنا الصعداء عندما قل أخيرا عدد المسلسلات، فاعتقدنا أنه أصبح في الإمكان متابعة جميع المسلسلات أو بعض منها، كما كنا نفعل سابقا، لكن يبدو أن هناك من لا يريد لنا الفرحة أبدا، وكأنهم صعب عليهم أن يتركونا بدون عكننة فجمعوا أمرهم بشتى الطرق للنكد علينا، فتارة قاموا بزيادة الجرعة الإعلانية حتى أصبحت بهذا الشكل الذي تخطى كل الحدود المتعارف عليها في سائر أنحاء العالم.

فمن غير المعقول ولا المقبول أبدا أن يهاجمنا كل هذا العدد المهول من الإعلانات، وليت المشكلة توقفت عند حدود العدد فقط، بل زاد عليها مدة الإعلان نفسه التي تجاوزت هي الأخرى كل حدود التوقيت المسموح به، إلى أن وصل الأمر وكأننا نشاهد إعلانات يتخللها مسلسلات!.

ولأننا أساتذة في التجديد السلبي أو العكسي، وبدلا من أن يكون الجديد من خلال البحث عن الأفكار الجديدة والهادفة والمفيدة، رأينا المعلنين وهم يتباروا في جمع أكبر عدد ممكن من نجوم الفن والكرة والمشاهير عموما.

العالم كله يتطور ويتقدم دائما إلى الإمام أو للأفضل، إلا نحن يبدو أنه كتب علينا إذا تقدمنا خطوة للأمام آن نتقهقر على أثرها خطوات آخرى للوراء، بدليل هذه الفوضى والعشوائية التى نشاهدها يوميا بزعم أنها إعلانات، بينما هي لا تخرج عن كونها مجرد هوجة وغوغائية تنحصر بين أمرين لا ثالث لهما، إما تلك التي تروج للمنتجعات والكمبوندات وحياة البرتوهات عموما، وكأنها تعلن لشعب وناس آخرين غير ناسنا ولا شعبنا.

وعلى الجانب الآخر والنقيض تماما نرى النوع الثاني من الإعلانات وكلها تتناول موضوع التبرعات، وهكذا أصبح المشاهد المسكين واقعا بين شقي الرحي، فإما يتحسر على نفسه وعيشته وهو يشاهد كل هذا البذخ في المنتجمعات الفاخرة التي لا يراها في حياته سوى من خلال الإعلانات، وبعد كل ذلك مطلوب منه أن يكتم غيظه ويبرد أعصابه الملتهبة أصلا ودمه المحروق؛ ويتبرع للمستشفيات والجمعيات الخيرية وحملات الفقر والجوع والمرض وغيرها وغيرها من الحملات التي لا تعد ولا تحصى، وفي النهاية يخرج الجميع مستفيد، إلا نحن المشاهدين، فدائما ما نخرج من مولد سيدي الإعلانات بلا أي حمص ولا حتى ياميش رمضان.

مثلما طالبنا كثيرا بضرورة التدخل لضبط زوايا الأعمال الدرامية التي جنحت ومالت وخرجت كثيرا عن الخط المسموح به طوال السنوات السابقة، فإننا نطالب الآن الجهات المسئولة بضرورة التدخل هذه المرة أيضا للقضاء على تلك المهزلة الإعلانية، التي وبدلا من تحقيق الهدف فعلت العكس تماما ونجحت بجدارة في تطفيش المشاهدين الذين وبسببها أحجموا وامتنعوا تماما عن مشاهدة التليفزيونات من أساسه.

نقلاً عن الآهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلانات خطر على الصحة النفسية الإعلانات خطر على الصحة النفسية



GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 03:57 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«مالمو 14» لا يكذب ولا يتجمل..

GMT 02:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح

GMT 13:23 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"الخطيب" يدعو أعضاء الأهلي لحضور ندوته الرسمية في الجزيرة

GMT 02:07 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الدولار الأحد في السوق السوداء الأحد

GMT 17:42 2014 الجمعة ,15 آب / أغسطس

حدوث هبوط أرضي في حي الكويت في السويس

GMT 14:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب يطلب زيادة تذاكرة في مواجهة غانا

GMT 20:56 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تودع 2017 من دون خسارة وتحلم بنيل كأس العالم

GMT 10:06 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي يدخل السباق الرمضاني بمسلسل كوميدي

GMT 19:16 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على سلحفاة ضخمة نافقة على أحد شواطئ بلطيم

GMT 23:56 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الأميركية روفينيلي تمتلك أكبر مؤخرة في العالم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon