توقيت القاهرة المحلي 10:22:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

أحزان الإعلام المصرى

  مصر اليوم -

أحزان الإعلام المصرى

بقلم-جمال أبو الحسن

ربما نعيش اليوم نهاية مرحلة فى عُمر الإعلام والصحافة المصرية. وفى النهايات، أى نهايات، ما يُثير الحزن ويبعث على الشجن فى كل الأحوال. فيها أيضاً ما يدعو للتفكير فيما مضى، والتأمل فيما يجرى، والتطلع إلى المستقبل.

أتابع فى الفترة الأخيرة تجليات مختلفة لما يُمكن تسميته «أزمة الإعلام المصرى». صحفٌ تواجهُ أزماتٍ طاحنة. قنواتٌ تُغلق. برامج تُلغى. صحفيون يواجهون عنتاً فى ممارسة المهنة إلى الحد الذى يدفعهم للتخلى عنها تجنباً للمتاعب. لا أدعى فهماً لما يجرى. الإعلام صناعةٌ معقدة. يختلط فيها الربح بالترفيه، والثقافة بالسياسة، والتنوير بالتسلية. هناك متخصصون بالطبع أقدر على شرح آلياتها ودخائلها. أسجل هنا انطباعات مُستهلك داوم على «تعاطى» الإعلام المصرى لعقدين من الزمان!

المرحلة التى تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة اليوم تعود أصولُها إلى النصف الثانى من التسعينيات. ظهر فى مصر وقتها، ولأول مرة منذ تأميم الصحافة فى الستينيات، ما يُمكن تسميته الصحف الخاصة كالدستور وغيرها. سُرعان ما لحقت بها القنوات الخاصة مع بدايات الألفية. كانت تلك ثورة حقيقية. كان التحول ضرورياً أيضاً فى ضوء ظهور إعلام الجزيرة وإقبال الجمهور عليه فى بداياته الأولى.

هل يُمكن أن نقف، اليوم، لنُقيم التجربة؟ هى- كأى تجربةٍ- لها ما لها، وعليها ما عليها. حركت هذه الموجة الإعلامية الكثير من المياه الآسنة. وضعت قضايا على أجندة الرأى العام. ربما كان أخطر هذه القضايا على الإطلاق ما تعلق بالتغيير السياسى فى مصر. سؤال التغيير والمستقبل صار ضاغطاً منذ بدء الألفية، وأصبح ملتهباً بعد 2005. الجمهور المتنور كان يقرأ باهتمام وشغف.

مياهٌ كثيرة جرت تحت الجسر. 2011 كانت فشلاً كبيراً للجميع. المجتمع عجز أن ينتقل إلى وضع سياسى مستقر يُفضى للازدهار والخير العام. بل كاد ينزلق إلى فوضى مدمرة. هل صنع الإعلام هذا الفشل؟ ربما لا، ولكنه كان شريكاً بلا شك. السلطة والجمهور حمّلا الإعلام نصيباً من المسؤولية.

أزمة الإعلام المصرى اليوم لها أبعاد مختلفة ومتداخلة. مواقع التواصل الاجتماعى خلقت فضاءً أكثر حريةً. فضاء سمح للناس بأن ينتجوا هم المحتوى من دون جرائد وصحافة وتليفزيونات. أصبحت هذه المنصات أكثر جاذبية، بل صار الإعلامُ ذاته يتغذى عليها ويعكس أصداء ما تموج به من أفكار وجدل. لا تنسَ أنه لم يكن فى مصر إعلام حر بالمعنى الحقيقى فى أى وقتٍ. كانت هناك مساحاتٌ وهوامش تضيق وتتسع. فضاء التواصل الاجتماعى هو أقرب شىء للإعلام الحر. لذلك كان طبيعياً أن يُزيح الإعلام التقليدى بالتدريج.

أضِف إلى هذا أن الدولة تشعر بأن «سوق» الإعلام قد تحولت إلى «سويقة»، وأن هذه الفوضى أضعفت المجتمع والدولة وخلقت حالة من الانقسام والبلبلة. الدولة تبدو عازمة على إنهاء هذه الحالة بالتدريج وبالموت البطىء. غير أنه يخطئ من يظن أن الأمرَ مرهونٌ بإرادة الدولة وحدها. ثمة ثغرات قاتلة فى التجربة ذاتها أفضت إلى هذه النتيجة. الجمهور- وهو الحكم الرئيسى- لا يبدو حريصاً اليوم على هذه المنابر والمنصات الإعلامية التى تكاثرت من دون أى قيمة مُضافة. وسط كل هذا الضجيج لا توجد قناة إخبارية مصرية واحدة بمعايير عالمية، أو حتى إقليمية. الجمهور انفضَّ عن أغلب هذه المنابر من تِلقاء نفسه. لو أن كثيراً منها أُغلق غداً ما شعر الناسُ بأى نقص. فى هذا دلالةٌ لا تخفى.

ليست هذه نتيجة جيدة، حتى لو أراحت الدولة من «وجع الراس» فى المدى القصير. ترك الناس لمنصات التواصل ينطوى على ما هو أخطر. الإعلام المصرى- بكل سوءاته- فتح نوافذ هنا وهناك للأفكار. كان جسراً لا غنى عنه بين أهل الرأى وأهل الحُكم. هذا جسرٌ يتعين إصلاحُه وترميمه وتحصينه بالمهنية والإبداع، لا نسفه بالكلية.

نقلا عن المصري اليوم 
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحزان الإعلام المصرى أحزان الإعلام المصرى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt