توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطاقة يا عالم

  مصر اليوم -

الطاقة يا عالم

بقلم : محمد زهران

عنوان هذا المقال قد لا يعطي الكثير من المعلومات عن محتوى المقال لأن كل قارئ سوف يفسره بناء على ثقافته ومعتقداته، فإذا كنت من المؤمنين بالتنمية البشرية أو الروحانيات فقد تظنه عن الطاقة المحفزة أو ما شابه، وإذا كنت من الرياضيين مثلاً فستظنه عن الطاقة البدنية، أما إذا كنت مهندساً أو فيزيائياً مثلاً فستظنه مقالاً يتكلم عن مصادر الطاقة واستخدام هذه الطاقة وهو الأقرب إلى محتوى المقال، مقالنا اليوم عن الطاقة المستخدمة لإدارة الحياة البشرية في القرن الواحد والعشرين، وكما أن عنوان المقال يفسره القارئ تبعاً لثقافته فالطاقة ينظر لها كل شخص أو إدارة تبعاً لمفهومه كما سنرى.

 أغلب الحروب في القرن العشرين قامت من أجل الطاقة: إما للسيطرة على أماكن تواجد عناصر توليد الطاقة مثل النفط والغاز أو للسيطرة على طرق نقله أو حتى منع دول أخرى من السيطرة على تلك الطرق أم منع مصادر الطاقة عنها كنوع من الحرب، الطاقة تحتاج تكنولوجيا لتوليدها وأخرى للنقل والتخزين والاستخدام، مصادر الطاقة تختلف من عصر إلى آخر فقد كان الفحم ثم أصبحالنفط والغاز ثم ظهرت الطاقة النووية بالإضافة إلى توليد الطاقة من الضوء (مثل الخلايا الشمسية) أو الرياح إلخ.

توليد الطاقة يعتمد علىتكاليف استخراج مصدرالطاقة مثل تحديد أماكن المصادر ثم حفر الآبار ثم توليد الطاقة من المصدر وبعد توليد الطاقة يتم نقلها وتخزينها (مثل الطاقة الشمسية) ثم استخدامها في الحياة اليومية لنا وإدارة المصانع والأجهزة الإلكترونية ووسائل النقل من سيارات وقطارات وطائرات إلخ، إذن فالحياة اليومية للإنسان في هذا القرن تعتمد كلية على الطاقة... بمعنى آخر الطاقة هي من صميم الأمن القومي لأية دولة.

قلنا أن الطاقة لها عدة مفاهيم تبعاً لمنظور كل شخص.

من مفهوم السياسي:الطاقة هي خريطة مصادر الطاقة في العالم وطرق نقل تلك الطاقة، هي خريطة العالم موضحاً عليها تلك المعلومات تحدد الدول القوية والدول التابعة أو الضعيفة، الدول تكون قوية إذا كانت تمتلك مصادر للطاقة وتمتلك تكنولوجيا توليدها، إذا تحقق شرط واحد منها فهي قوة منقوصة، تقريباً في هذا العالم لا توجد دولة واحد مكتفية ذاتياً من مصادر الطاقة، إذا فالتحالفات السياسية والمعاهدات بين الدول تمثل الطاقة جزء مهم من قدرة كل دولة على التفاوض، هناك دراسة مهمة عن أهمية الطاقة الجيوسياسية بقلم الدكتور محمد أبو سريع علي بعنوان "صراع الطاقة وإعادة تشكيل التحالفات العالمية" في عدد يوليو 2018 من مجلة السياسة الدولية،يوجد كتاب مهم للغاية في هذا الموضوع كتبه أستاذ الفيزياء بجامعة كاليفورنيا بيركلي ريتشارد موللر بعنوان:

 "Energy for Future Presidents: The Science Behind the Headlines"

 أو (الطاقة لرؤساء المستقبل: قراءة من وراء الأخبار) وهو كتاب يشرح للسياسيين تأثير الحصول على الطاقة على إتخاذ القرار السياسي... هذا من المفهوم السياسي.

من المفهوم الاقتصادي سنجد أن الاقتصاد في عصرنا الحالي يعتمد على التكنولوجيا وهي بدورها تعتمد على الطاقة فبدون طاقة لا يوجد إقتصاد في القرن الحادي والعشرين، إذن كل دولة تطمح في تحسين إقتصادها يجب عليها أن تحاول بقدر الإمكان الوصول للإكتفاء الذاتي من الطاقة وذلك يتحقق على عدة محاور: أولاً استخدام طاقة نظيفة بقدر الإمكان، ثانياً تنويع مصادر الحصول على الطاقة حتى لا تكون الدولة تحت رحمة مصدر هذه الطاقة أو هذه التكنولوجيا المستخدمة لتوليد هذا النوع أو سعر استخراج أو توليد هذا النوع الوحيد من الطاقة، ثالثاً يجب ترشيد استهلاك الطاقة عن طريق استخدام تكنولوجيا موفرة للطاقة وتوعية الشعوب لهذا ... هذا من الناحية الاقتصادية.

من مفهوم التكنولوجيا نجد علاقة مثيرة: الدول المتقدمة تكنولوجياً تستهلك طاقة أكثر من الدول الأقل تقدماً وللحصول على الطاقة تحتاج الدول إلى تكنولوجيا متقدمة ولا توجد تكنولوجيا دون طاقة، هي دائرة مغلقة لكن للخروج منها نحتاج إلى تكنولوجيا صديقة للبيئة والطاقة ونحتاج لتقليل تكاليف هذه التكنولوجيا ونحتاج للشروط الثلاثة التي ذكرناها في هذا المقال في المفهوم الاقتصادي.

في مصر قد لانملك مخزوناً من النفط مثل دول الخليج لكن نمتلك بعض النفط بالإضافة إلى حقول الغاز التي أُعلن عن إكتشافها ونملك مصدراً كبيراً للطاقة لا تمتلكه الكثير من الدول: الشمس، الطاقة الشمسية هي كنز بدأنا إكتشافه لكن لم ننته بعد من استغلاله كله ... أعيد ما قلته سابقاً: الطاقة أمن قومي ... والطاقة تحتاج تكنولوجيا ... والتكنولوجيا تحتاج علماً ... إذا فالتعليم أمن قومي أيضاً!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطاقة يا عالم الطاقة يا عالم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt