توقيت القاهرة المحلي 11:02:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاتجاه نحو الشرق.. وتحديات العلاقات المصرية ــ الروسية

  مصر اليوم -

الاتجاه نحو الشرق وتحديات العلاقات المصرية ــ الروسية

بقلم ـ د. جمال زهران

لعل الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى أخيرا إلى روسيا، تمثل أهمية كبيرة بالمقارنة بالزيارات السابقة منذ توليه رئاسة مصر عام 2014. وتتمثل هذه الأهمية فى أن فى هذه الزيارة قد اتضحت الأمور فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، فضلاً عن أن ثبات القيادة فى البلدين يعطى زخمًا للعلاقات، حيث إن هذه الزيارة هى امتداد لما سبق. وعلى العكس من ذلك فإن تغيير أوباما إلى ترامب فى الولايات المتحدة منذ عامين تقريبًا، قد أدى بضرورة بذل الجهد فى الحوار بين مصر وأمريكا ترامب. فى ظل هذه الأهمية لهذه الزيارة، فإن علاقات البلدين تواجه تحديات كبرى، وتتمثل في:

-حالة استعادة الثقة: فمن الواضح أن روسيا تعانى مشكلة اهتزاز الثقة مع مصر منذ عام 1972، حيث قرر السادات فى صورة تليفزيونية إنهاء مهمة الخبراء السوفيت فى مصر، تمهيدًا لمد الجسور مع الولايات المتحدة، وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك وصولاً لزيارة إسرائيل واتفاقيتى كامب ديفيد، وأن أوراق اللعبة فى القضية الفلسطينية فى يد أمريكا بنسبة 99%!! وقد حدث أن أوضح لنا المستشار الأول للرئيس بوتين فى موسكو، لوفد شعبى مصرى مكون من (11) عضوًا، تشرفت أن أكون عضوًا فيه فى أكتوبر 2013، تلك الشكوك القائمة لدى القيادة الروسية. ومن ثم فإن الفريق المصرى لابد أن يدرك هذه الحقيقة، وذلك بغرس الثقة، لدعم العلاقات بين روسيا ومصر.

-حالة التعاون والحياد: فقد استطاعت روسيا تثبيت أقدامها فى المنطقة على خلفية الأزمة السورية، ولم تسمح روسيا للولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية، بالتمكن من إسقاط النظام وتدمير الجيش السوري، وبالتالى خرجت سوريا من معاناة السنوات الثماني، منتصرة بالتماسك الداخلى والدعم الروسي. وفى هذا السياق، فإن مصر مطالبة بضرورة التعاون مع روسيا على خلفية أن سوريا دولة عربية والإقليم الشمالى للجمهورية العربية المتحدة، والمؤكد أن فى المقابل فإن روسيا ستكون داعمة لمصر فى جميع المجالات.

-حالة الاستقلال والتبعية: حيث استطاعت روسيا تدعيم محور المقاومة، ودوله فى المنطقة بين سوريا ولبنان والعراق، وغيرها، دون أن تفقد هذه الدول استقلالها. على العكس خاصة الدول المرتبطة بالولايات المتحدة تخضع لحالة عدم الاستقلالية، وترتبط بسياسات أمريكا ومصالحها فى المنطقة، رغم تناقضاتها فى أحيان كثيرة

ولذلك فإن مصر تعزز سياستها الخارجية بالاتجاه شرقًا حيث روسيا والصين، والهند، وغيرها. ومن المستحيل أن تمد أو تزود أمريكا، مصر وغيرها من الدول الحليفة، بأسلحة متقدمة، وكذلك بالتنسيق الأوروبى الأمريكي؛ والسبب واضح أن إسرائيل لابد أن تكون الأقوى، فكيف تسترد الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب؟!.

ولذلك فإن الاتجاه شرقًا وبثبات يحقق المصلحة الوطنية العليا. وكما هو مستقر فإن الشرق يتعامل معنا كأصدقاء وشركاء، بينما لا يقبل الغرب وأمريكا إلا نمط التبعية فقط. ولعل فى قراءة وقائع الأحداث ما يؤكد وجهة نظرنا هذه . وبمتابعة ما تم توقيعه من اتفاقات بين مصر وروسيا، فى هذه الزيارة، فقد تم حسم ملفات عديدة لعل من أهمها التوقيع النهائى للرئيسين على مشروع الضبعة النووي، وعلى الطيران الروسى والسياحة الروسية لجميع مطارات مصر (القاهرة وخارجها)، وغيرها من اتفاقات اقتصادية مهمة

إن العلاقات بين الدولتين، لها جذور إيجابية كبرى قبل إنهاء مهمة الخبراء عام 1972، وتواجه الآن تحديات كبرى، أشرت إلى بعضها، وعلينا، أن ندعم الاتجاه شرقًا، لأنه يحمل الخير لمصر وشعبها بلا جدال.

نقلًا عن الاهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتجاه نحو الشرق وتحديات العلاقات المصرية ــ الروسية الاتجاه نحو الشرق وتحديات العلاقات المصرية ــ الروسية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon