توقيت القاهرة المحلي 00:05:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر المستقبل

  مصر اليوم -

مصر المستقبل

بقلم - رشا الشايب

مبادرة سجون بلا غارمين التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدف الإفراج عن الغارمين من السجون المصرية بعد تحمل الدولة سداد ديونهم، لا شك أنها مبادرة إنسانية واجتماعية في المقام الأول، ولكن، أتمني أن تُعلِن الدولة بعد الانتهاء من الإفراج عن جميع الغارمين أنها المبادرة الأولي والأخيرة في هذا الشأن، ولن تتحمل الدولة مرة أخري أعباء سداد ديون المدينين المحكوم عليهم قضائيًا، أو تُقنن بشروط، وإلا سَيستَغِل ضعاف النفوس هذه المبادرة أسوأ استغلال، فأخافُ أن يَركَنَ بعضهم وعن سوء قصد إلي أن الدولة ستُسدد دينه، فيلجأ إلي الاستدانة بغير حاجة ويتهرب من رد دينه اتكاءً علي الدولة وبمنتهي الاستغلال والاستهانة.
    علي مدار سنوات حياتي الحافلة بالأحداث، كثيرًا كنتُ أسأل نفسي هذا السؤال: أيهما أفضل أن تعفو عمن ظلمك؟ أم أن تسترد حقك؟ أن تغفر لمن آذاك؟ أم أن تنتقم منه؟ أن تُسامح من جَنَي عليك؟ أم تُعاقبه؟ ولو سامحته، هل سيشعر الجاني بذنبه؟ هل سيندم الظالم علي ظلمه؟ هل سيكف أساسًا عن تكرار ظُلمه فيما بعد مَرات ومَرات وهو في الأساس لم يُحاسب؟ هل كل ما سَيَذكره الظالم أن الطرف المُسامح هو الطرف الأضعف الذي لا يملك رد الظلم عنه؟والأهم من ذلك كله، أنه إذا تركَ الجميع حقوقه وسَامَح ونَسِيَ ومَضَي، من المؤكد أن سيشيع الظلم، ويضيع الحق، ويختل ميزان العدالة، وسينتصر الظلم، ولكن، هيهات؛ استرد حقك وادفع الظلم عن نفسك ولكن لا تنتقم، سامح واغفر ولا تظلم إذا تعرضت للإساءة من الآخرين، ولكن لا تصمت عن حق أبدًا ولا تسكت عن ظلم نهائيًا.
    يَتَمَلَكُني الحزن وبقسوة، وتُسيطر علي نبضات قلبي مشاعر الشفقة وبقوة، ويتزايد مستوي هرمون التعاطف في دمي، وأجد صعوبة بالغة في منع دمعي من أن يَنسَاب، إذا وجدتُ شخصًا طيبًا بعد أن اضطره آخر سيئ، إلي أن يكره طيبته، أو أن يلعن حُسن خُلُقه، أو أن يندم علي جميلِ فعله، بل والأسوأ من ذلك تجده يبدأ في التحول تدريجيًا إلي شخص آخر علي النقيض منه، يبدأ الشر في الدخول بسرعة لشرايينه يهجمُ علي الخير بداخله ويطرده خارج جسمه، فيكفُرُ بالمبادئ، ويسخَرُ من القيم والثوابت، ويُعلن وبحسرة انتهاء زمانها وأنهأصبح للأسفلا طائل منها، مشهد مُروع لا أحب رؤيته لأن نهايته كارثية، إن زادت وتيرة التحول أو إن عَلَت قوة الشر، أبدًا لا تكره طيبتك، ولا تندم علي حسن خلقك

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر المستقبل مصر المستقبل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 23:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

محمد عبده يوقف أنشطته الفنية لأجل غير مسمى
  مصر اليوم - محمد عبده يوقف أنشطته الفنية لأجل غير مسمى

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon