توقيت القاهرة المحلي 17:06:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيندي جونيور... هل يعيد التاريخ نفسه؟

  مصر اليوم -

كيندي جونيور هل يعيد التاريخ نفسه

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

في الحادي عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، قدَّم المرشح المستقل، روبرت كيندي جونيور، التماساً لخوض سباق الانتخابات الأميركية مرشحاً رئاسياً مستقلاً عن ولاية كارولينا الشمالية.

كيندي جونيور هو الديمقراطي الأصل، المنتمي لتلك الأسرة العريقة ذات الأصول الآيرلندية التي قدَّمت من قبل رئيساً مغدوراً، عمه جون فيتزجيرالد كيندي، ونائباً عاماً كاد بدوره يقترب من البيت الأبيض؛ والده روبرت كيندي الذي لاقى مصير أخيه الرئيس.

في ذلك النهار، كان كيندي جونيور يصرح بأنه حضر ليلعن استقلاله عما سماه رحلة الفساد السياسي؛ تلك التي باتت تحرم الأميركيين من الحياة ميسورة التكاليف، والإيمان بالمستقبل، واحترام الأميركيين بعضهم لبعض، الأمر الذي دفعه لأن يعلن ذاته مرشحاً مستقلاً لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة.

قانونياً يتعيَّن على المرشحين للرئاسة غير المنتسبين لأي حزب جمع توقيعات من 1.5 في المائة من الناخبين الذين صوَّتوا في انتخابات حاكم الولاية الأخيرة، ويعني هذا الحصول على نحو 83 ألف توقيع هذه المرة.

تبدأ التساؤلات عن المرشح المستقل من عند هويته وتاريخه، وتمتد إلى توجهاته السياسية، ورؤاه لأميركا والعالم معاً، وتصل إلى تأثير ترشحه على حظوظ نجاحات بايدن، وصولاً إلى الذروة والاحتمال المخيف القائم مِن حوله في نهاية المطاف.

يحتل روبرت المرتبة الثالثة في تعداد 11 طفلاً، هم أبناء السيناتور والمدعي العام روبرت كيندي، وإيثيل كيندي.

نشأ كيندي جونيور في منازل عائلته بماكلين، فيرجينيا وكيب كود، ماساتشوستس، كان عمره 9 أعوام عام 1963، عندما اغتيل عمه الرئيس جون كيندي، بينما كان يبلغ من العمر 14 عاماً في 1968، عندما اغتيل والده أثناء ترشحه للرئاسة في الانتخابات التمهيدية بالعام ذاته.

بعد حصوله على الشهادة الثانوية، واصل كيندي تعليمه في هارفارد وكلية لندن للاقتصاد، وتخرج في كلية هارفارد، عام 1976، بدرجة بكالوريوس في الآداب بالتاريخ الأميركي والأدب، وحصل بعد ذلك على دكتوراه في القانون من جامعة فيرجينيا وماجستير في القانون من جامعة بيس.

يُعد روبرت كيندي الابن من أهم المحامين الأميركيين العاملين في مجال القانون البيئي، لدرجة أنه يُعرف باسم «حارس النهر»، لكن حياة روبرت الأولى لا تخلو من سقطات، استطاع تجاوزها لاحقاً، وبكثير من الانتصارات، الأمر الذي مكَّن له من الظهور على سطح الحياة السياسية الأميركية بقوة من جديد.

يعني ترشح كيندي جونيور مستقلاً أول الأمر، أن هناك حالة مؤكدة من الغضب العارم في الشارع الأميركي لدى نخبة النخبة، وربما بما يفوق ما لدى العوام، من الأوضاع السياسية الحزبية التي آلت إليها الأوضاع في الداخل الأميركي.

قبل بضعة أيام، وفي مقابلة له مع قناة «فوكس نيوز»، تحدث كيندي جونيور حديثاً أقل ما يُقال عنه إنه دخل به إلى عش الدبابير، وتجاوز الخطوط الحمراء للدولة الأميركية العميقة، حيث تخطيها يعني صداماً لا محالة.

وعد كيندي جونيور بأنه حال انتخابه رئيساً للبلاد سوف يسعى لتفكيك «الإمبراطورية العسكرية الأميركية»، ووضع حد لسياسات واشنطن «المتهورة والعدائية»، بحسب وصفه.

من الواضح تماماً أن كيندي جونيور لا يزال واقعاً تحت التأثير التاريخي لأفكار عمه وأبيه، الرجلين اللذين أمكنهما، من خلال ضمير صالح، تجنيب العالم حرباً عالمية نووية كانت ستضحي الأولى، وربما الأخيرة من نوعها، بعد أزمة الصواريخ الروسية في كوبا عام 1962.

جونيور يرى أن الوقت لم يَفُت للتخلي عن طريق الحرب والسير على طريق السلام؛ ذاك الذي تصوره عمه للأمة الأميركية.

وفيما يشبه الوعد، يتحدث جونيور عما سيفعله حال انتخابه رئيساً؛ إذ يقطع بأنه سوف يستأنف العملية التي طرحها عمه قبل 60 عاماً لتفكيك الإمبراطورية العسكرية الأميركية، وسيعيد الجيش إلى وظيفته الأصلية، وهي الدفاع عن الوطن.

أكثر من ذلك، سوف يعيد إحياء ما أنشأه عمه من «فيالق السلام» لتجوب العالم زرعاً للسلام وقلعاً للكراهية والخصام.

هل تبدو هذه الأفكار قابلة للتطبيق، أم أن مجرد ذكرها سيفتح (وربما فتح عليه) أبواب الجحيم؟

هنا نعود إلى عنوان هذه القراءة حول التاريخ الذي لا يكرّر نفسه بحسب كارل ماركس، لكنه عند الكاتب الأميركي الساخر مارك توين تبدو أحداثه متشابهة.

يعني ذلك أن جون فيتزجيرالد كيندي، الذي أراد التواصل مع الاتحاد السوفياتي وإنهاء الحرب الباردة، يصحو من جديد، لا سيما أن كيندي جونيور يُحمّل إدارة جو بايدن تكاليف الخسائر التي حاقت بالروس والأوكران والأميركيين، من جراء أفكار الهيمنة والسيطرة، التي دفعت روسيا لشن عملية خاصة في أوكرانيا.

لا يوفر كيندي جونيور اتهاماته لواشنطن التي يصفها بأنها هي مَن قامت ومنذ التسعينات بخطوات معادية للروس منذ تسعينات القرن الماضي.

هنا يقطع جونيور بأنه حال فوزه سيتم تركيز جهوده على المبادرات السلمية والدخول في حوار مع روسيا لتوقيع اتفاقيات جديدة حول مراقبة والحد من التسلح في سبيل نزع السلاح التدريجي لجميع الدول.

هل تكفي هذه التصريحات لإيقاظ قرون استشعار المجمع الصناعي العسكري الأميركي، لا سيما أن الفرصة مواتية لإعادة تشغيل مصانع السلاح بعد أن أفرغتها حرب أوكرانيا؟

تقول «نيويورك تايمز» إن تحليل بيانات محرك البحث «غوغل»، تظهر كيندي جونيور مرشحاً مفضلاً للروس، بعد متابعة تصريحاته الساعية لوقف الحرب في أوكرانيا.

ولأن هذا يمكن أن يُعد سلاحاً ضده، جاءت الصحيفة المعنية لتقطع بأنه ليس لديه روابط مع الحكومة الروسية أو وسائل الإعلام الروسية.

ترشح كيندي جونيور حكماً سيقتطع ما بين 22 في المائة و25 في المائة من أصوات الديمقراطيين؛ ما يعني أنه خطر محدق على بايدن، وعلى عالم صناعات الحرب والموت الأميركية.

كيف يمكن لمسيرة كيندي جونيور أن تمضي، وهل هناك مَن يدبر له بليل بهيم نهاية مأساوية، وإن لم تكن بالضرورة عبر الاغتيال الجسدي؟

إنها لعبة التاريخ مرة جديدة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيندي جونيور هل يعيد التاريخ نفسه كيندي جونيور هل يعيد التاريخ نفسه



GMT 02:54 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

بلينكن يعظ!!

GMT 02:52 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

احتجاجات أمريكا ودلالاتها

GMT 02:50 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أن تُصلح الفساد بالأفكار

GMT 02:49 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هوامش في قمة البحرين: مجلس أم «مقنص»

GMT 02:46 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

الانهيار المخيف

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 14:26 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 00:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الكويت يتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد بهدف قاتل على النصر

GMT 21:03 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يضم مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"جبل الصايرة البيضاء" موقع سياحي مهجور رغم إمكاناته الكبيرة

GMT 11:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طوارئ في مطار القاهرة استعدادًا للتفتيش الأمنى الأميركي

GMT 19:40 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث أشجار الأمازون ونصف أنواعها مهددة بالإندثار

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

يرقة الفراشة اليابانية تتحول إلى براز لتحمي نفسها من الطيور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon