توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التجبر الإيراني يزيد الحوثيين تمادياً

  مصر اليوم -

التجبر الإيراني يزيد الحوثيين تمادياً

بقلم: د. محمد علي السقاف

أدهشني كثيراً أن يقوم الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، الذي أكدت أغلب وسائل الإعلام حجم التحديات التي تواجه إدارته الجديدة على مستوى الداخل الأميركي من أزمة «كورونا»، وتداعياتها الاقتصادية، وبرنامجه في سبل معالجة هذه الأزمة الكونية، إضافة إلى تطويق تنامي المجموعات المتطرفة والعنصرية التي تهدد أسس الدولة الأميركية ذاتها بعد ما حدث في الهجوم يوم 6 يناير (كانون الثاني) الماضي على مبنى الكونغرس رمز الديمقراطية الأميركية، الذي أساء دولياً للصورة التقليدية لأميركا في العالم الخارجي، وما يعنيه ذلك عند تناوله للسياسة الخارجية الدولية عليه أن يبعث برسائل اطمئنان للعالم، لأن السياسة الداخلية لا يمكن أن تنطلق إلا من قاعدة صلبة في الداخل الوطني.
من هنا أولى الرئيس بايدن الحديث عن بعض توجهاته في السياسة الخارجية من مقر مبنى وزارة الخارجية نفسها في الكلمة التي ألقاها في يوم الخميس 4 فبراير (شباط) الماضي، أفرد فيها الحديث عن الأزمة اليمنية، من دون الإشارة إلى الخلاف مع إيران في كيفية حل أزمة الملف النووي.
في إشارته للأزمة اليمنية، وضعها في إطار إعلانه «اتخاذ خطوات إضافية لتصحيح سياساتنا الخارجية وتوحيد قيمنا الديمقراطية بشكل أفضل مع قيادة دبلوماسيتنا». وجاء ذكره للملف اليمني بالقول «بأننا سنقوم بتكثيف جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الأزمة في اليمن... لقد طلبت من فريقي المعني بالشرق الأوسط ضمان دعمنا للمبادرة التي تقودها الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار، وفتح القنوات الإنسانية، ومعاودة محادثات السلام...».
وذكر في هذا السياق أن وزير خارجيته أنتوني بلينكن، عين تيم ليندركينغ، الذي أشاد به الرئيس بايدن، ووصفه بأنه مهني متخصص في السياسة الخارجية ليكون مبعوثاً خاصاً له إلى اليمن، ويتمتع بخبرة طويلة في المنطقة، وسوف يعمل مع مبعوث الأمم المتحدة وجميع أطراف النزاع للدفع نحو التوصل إلى حل دبلوماسي.
وفي الوقت الذي أكد بايدن التزام بلاده في مواصلة دعم المملكة العربية السعودية ومساعدتها في الدفاع عن سيادتها، وعن سلامتها الإقليمية، وعن شعبها، مديناً في الوقت نفسه الهجمات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيّرة التي تتعرض لها من قبل القوات التي تدعمها إيران في العديد من البلدان.
وقد استقبلت جماعة «أنصار الله» تصريحات الرئيس الأميركي بارتياب وتحفظ، وأعلنت الحكومة اليمنية ترحيبها بالتصريحات الرامية إلى وقف الحرب وإحلال السلام، وقالت إنها ملتزمة تحقيق ذلك بالاستناد إلى المرجعيات الثلاث، بما فيها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، في مقدمتها القرار «2216»، كما رحبت المملكة العربية السعودية بالجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.
من جانب آخر، جدد مجلس الوزراء السعودي الترحيب بالتزام الولايات المتحدة التعاون مع المملكة للدفاع عن سيادتها، والتصدي للتهديدات التي تستهدفها.
ولكن إعلان الإدارة الأميركية أنها ألغت بشكل رسمي مشروع القرار الذي تقدمت به إدارة الرئيس دونالد ترمب السابقة إلى الكونغرس بشأن إدراج جماعة الحوثي على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية لم يلق الترحيب ذاته، وأرجع وزير الخارجية بلينكن الهدف من اتخاذ هذا القرار إلى الاعتراف بالوضع الإنساني المتردي في اليمن.
وأكد وزير الخارجية الأميركي، أن قادة جماعة «أنصار الله» الحوثية يخضعون للعقوبات بموجب الأمر التنفيذي «13611»، وهم عبد الملك الحوثي، وعبد الخالق بدر الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحكيم، وذلك حسب قوله بسبب أفعالهم التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في اليمن، وأضاف الوزير أن الولايات المتحدة واضحة بشأن أفعال «أنصار الله الخبيثة»، وعدوانها بما في ذلك السيطرة على مناطق واسعة من اليمن بالقوة… وتحويل المساعدات الإنسانية. والقمع الوحشي لليمنيين في المناطق التي يسيطرون عليها، والهجوم المميت في 30 ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي (2020) في عدن ضد الحكومة الشرعية في اليمن، مقراً بأن أفعال «أنصار الله»، وتعنتهم يطيل أمد هذا الصراع، وتترتب عليه تكاليف إنسانية جسيمة.
تعمدت سرد مقاطع كثيرة مما قاله وزير الخارجية الأميركي في تبريراته لإلغاء قرار ترمب اعتبار حركة «أنصار الله» منظمة إرهابية لتوضيح المأزق في تفسير قرار الإلغاء، فالتمييز بين الحركة وزعيمها وقادة آخرين من الحركة تمييز غير دقيق، فزعيمها عبد الملك الحوثي تتجسد فيه الحركة، ويصعب الفصل بين الرأس وبقية الجسد.
وتبريره مثل منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى أسباب الإلغاء لدواعٍ إنسانية، في حين في الوقت نفسه أشار في تصريحه إلى قيام الحركة بتحويل المساعدات الإنسانية... وأن تعنت الحركة يترتب عليه تكاليف إنسانية جسيمة؟
وبرغم هذا الموقف الأميركي المرن لم يثن ذلك الحركة من استهداف مطار أبها الدولي في 10 فبراير الماضي، الذي اعتبره مندوب السعودية في رسالته إلى مجلس الأمن الدولي يشكل جريمة حرب، وتجب محاسبة ميليشيات الحوثي وفق القانون الدولي الإنساني.
من المؤمل أن يؤدي قرار تعيين الإدارة الأميركية مبعوثها الخاص إلى اليمن؛ الدبلوماسي المخضرم تيم ليندركينغ، بالعمل مع مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، إلى إحياء محادثات السلام بين أطراف النزاع في اليمن، ولكن ما يخشاه المرء تعرقل هذه المساعي إذا لم يتوصل الجانب الأميركي إلى حل مع الطرف الإيراني بخصوص الملف النووي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التجبر الإيراني يزيد الحوثيين تمادياً التجبر الإيراني يزيد الحوثيين تمادياً



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt