توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خبر

  مصر اليوم -

خبر

بقلم - ريهام فؤاد الحداد

خبر على مواقع التواصل الاجتماعى مفاده أن تلميذة بإحدى المدارس الإعدادية، ضُبطت تتحدث مع زميل لها أو شىء من هذا القبيل، فما كان من إدارة المدرسة إلا أن عنَّفت الفتاة وتوعدتها بأن فزعاً أكبر ينتظرها بالبيت، وبأنهم قد أبلغوا أسرتها بالجرم المشهود. الطفلة المسكينة تخلصت من الرعب وشبح العودة إلى المنزل ومن حياتها بأن تجرعت سماً!

هذه الحادثة وما يشبهها وما هو أعنف منها، يجب أن يوقظ هذا المجتمع، إلى متى الجهل يستشرى ويلتهم العقول؟! جهل القائمين على العملية التعليمية وجهل الأسر وأولياء الأمور، هناك جملة عقيمة تقال من الجميع (لا تتحدثوا مع الأطفال عن المشاعر؛ كى لا تتفتح أعينهم باكراً!) بالله عليكم كيف تعقلون الأمور؟!

تحدثوا عن المشاعر برقى وبفهم وبطهر ونقاء، علموا أولادكم أن المشاعر البريئة المحترمة الملتزمة شىء طيب، وأنها تأتى بوقتها فلا يستعجلون، علموهم أن الحب والمشاعر صوره متعددة، حب الله وحب الوالدين وحب الوطن وحب الأصحاب والأقارب والإنسانية والكون والمخلوقات، علموهم أن لين القلب وتحرك المشاعر شىء طيب، وأن الانجذاب نحو الطرف الآخر شىء طبيعى لكن فى وقته المناسب، وبضوابط وأخلاق ونظام، علموهم حدود المجتمع والشرع والدين ولكن لا ترهبوهم، لا تفزعوهم، لا تحطموا مشاعرهم ووجدانهم، لا تشوِّهوا إنسانيتهم، لا تغتالوا قلوبهم ولا تصنعوا بينهم وبينكم الجسور والأسوار فتكثر المشاكل والأسرار.

إن أسرع وأبلغ طرق العلاج هى الوقاية، منذ الطفولة الأولى، قصوا عليهم قصص الطفولة البريئة سواء من كلاسيكيات الأدب العالمى أو القصص التراثية الشعبية المعروفة منذ القدم، هذه القصص ترسخ للمشاعر الراقية والمعانى الرائعة من الشهامة والبطولة والتحلى بالأخلاق الحميدة فى الحياة من خلال قصص حب رومانسية، ترسخ معنى مهماً بأن الحب مقترن بالأخلاق والعفاف والطهر والبراءة، وأن المحبة تقترن بالخجل والحياء والعفة والأدب.

كلما كبروا طوروا لغة الحوار وصادقوهم، قللوا المسافات بينكم وبينهم ليسهل توجيههم وتتمكنوا من اكتشاف ما يحيط بهم باكراً، فتستطيعوا التوعية والتنبيه والتحذير، احكوا لهم أن بهذا العالم أشراراً وأن ليس كل ما يقال يصدق، عودوهم أن يخبروكم بما يجيش فى صدورهم.

علموهم قبل كل شىء محبة الله واتباع أوامره سبحانه، وخشية إغضابه، وأنه موجود دائماً يرى ما نفعل، لهذا يجب أن تكون أفعالنا صحيحة مهذبة ومحترمة.

أنت لا تحتاج إلى مراقبة أولادك أو تضييق الخناق عليهم، إذا أنت اعتنيت بتربيتهم أولاً، واعتنيت بزرع القيم والأخلاق بوجدانهم. رَبِّ أولادك بعناية وتفتح ذهن وتنوير واعتدال ومحبة وقرب، لا تفريط ولا إفراط.

لا تجعل خوفك أو جهلك بأسس التربية حاجزاً بينك وبين مناقشة أمور الطفولة والمراهقة الحساسة والشائكة والخطرة، وتذكر أن الإنسان عدو ما يجهل، فإن جهلت اسأل أهل الخبرة، اقرأ، تعلم لتعلم أطفالك وتربى أبناءك، لكن لا تدفن رأسك بالرمال ولا تقل «ما زال الأمر مبكراً، ما زالوا أطفالاً» لأن التوعية تكون بجميع الأعمار، كل فئة عمرية لها ما يناسبها، والأطفال يكبرون بأسرع مما تتخيل والقيم والمبادئ التى تزرعها باكراً، يصعب جداً ترسيخها لاحقاً، ابدأ من اليوم، اقترب من أطفالك وتعامل مع عقولهم وقلوبهم وسوف تجد الكثير، عقولهم لا تتوقف عن طرح الأسئلة، حاول أن تجيب أنت عنها بطريقة صحيحة، قبل أن يتلقوها من المصادر المغلوطة.

نقلا عن الوطن القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبر خبر



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt