توقيت القاهرة المحلي 00:55:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التاريخ يروي.. محاولة اغتيال «عادل إمام»

  مصر اليوم -

التاريخ يروي محاولة اغتيال «عادل إمام»

بقلم : عبدالله بن بجاد العتيبي

التاريخ يجد طريقه أحياناً ليروي مستوراً ويكشف مغطى، وقد تحدث العضو السابق في الجماعة الإسلامية بمصر محمد كروم خلال وثائقي عرضته «قناة العربية» باسم «عادل إمام... ذاكرة مصرية» عن تكليفه من عبود الزمر حين كان في السجن باغتيال عادل إمام. كانت الخطة هي اغتيال مفتي مصر سيد طنطاوي، وتم تغييرها لاغتيال الفنان المبدع عادل إمام.
وبحسب «العربية نت» فقد «قال كروم الذي كان يستغل زيارته لوالده السجين، ويتلقى الأوامر من القيادات خلف القضبان، إن الجماعة الإسلامية أصدرت فتوى بتكفير عادل إمام، مشيراً إلى أن الخطة بدأت بمراقبة الزعيم في محيط مسرح الهرم الذي كان يشهد عرض مسرحية «بودي جارد». وأضاف أنه: «بعد رصده لفترة ومعرفة مواعيده يتم إطلاق النار عليه أمام المسرح»، مؤكداً أن الجماعة اعتبرت أن عادل إمام تجاوز كل الخطوط الحمراء بعد فيلم «الإرهابي».
قصة جديدةٌ تروى عن سنواتٍ سوداء من تاريخ مصر والدول العربية في مواجهة الأصولية والإرهاب، لقد كانت الاغتيالات حقيقةً واقعيةً، لا تزيد فيها ولا تهويل، شهودها الأرواح التي أزهقت والدماء التي أريقت، وعشرات الأسماء في مصر والجزائر وغيرها من الدول العربية، وثمة اغتيالات وقعت مثل اغتيال فرج فودة وأخرى خطط لها وكُشفت مثل نجيب محفوظ، وغيرها خطط لها ولم تنفذ ولم يعلم بها أحد في وقتها مثل عادل إمام، وهذا في مصر وحدها، وقد شهدت بعض الدول العربية خلايا لتنظيمات إرهابية كانت مهمتها اغتيال المثقفين والكتاب والفنانين.
التهديد بالاغتيال لم يكن مزحةً بأي حالٍ من الأحوال، وفتاوى التكفير التي يصدرها الفقهاء المتطرفون هي المنطلق التي تتحرك منه للتنفيذ تنظيمات وخلايا الإرهاب، ولا يدرك صغار السن الذين لم يعيشوا تلك المراحل أن تلك التهديدات والمخططات كانت تجعل البعض يحمل روحه على كفه في مواجهة الأصولية والإرهاب فعلياً وعملياً. على طول عقودٍ من المواجهة، كان المثقفون والكتاب والفنانون متنوعين في مواقفهم من الأصولية والإرهاب، فبعضهم يتقرب من هذه الجماعات ويفتش عن المشتركات معها ويضخمها بوعي منه ليكسب منها، مادياً أو شعبوياً، وبعضهم تاجر شنطة هو بطبعه مع من غلب، وأمثال هؤلاء يعيشون في كل العصور ومع كل التوجهات لأنهم بلا عظام، وبعضهم معارض للسلطة لوجه المعارضة، وهو يركب على كل موجة تنتشر في المجتمع مثل بعض مخلفات «اليسار» المتحمسين الذين لا يعون طروحاته العميقة، ويتشبثون بما يشبه ما يفهمونه منه على سطحيته كشعاراتٍ عامةٍ وحماسية. ومن هؤلاء وهم الأقل بطبيعة الحال، رجالٌ ثابتون في أفكارهم متعمقون في رؤيتهم، صارمون في مواجهتهم، وطنيون مخلصون في مواقفهم، وهؤلاء هم من دفعوا ضرائب باهظة من حياتهم أو سمعتهم أو أمنهم، ولكنهم هم من نفعوا الناس وصنعوا الفارق ودخلوا التاريخ.
كانت جماعات الإسلام السياسي تعرف مطايا الإرهاب والأصولية وتتعامل معهم، وتعرف - كذلك - خصومها الحقيقيين جيداً، وتسلط عليهم أجنحتها الإرهابية قتلاً واغتيالا واستهدافاً، بالفتاوى والخطب والمقالات والحملات، ومن هؤلاء الفنان الكبير عادل إمام.
وثائقي «العربية» يتحدث عن سيرة فنانٍ وطنيٍ حقيقيٍ، لا فنان ملتزمٍ كما هو التعبير «اليساري» المعروف، والوطنية - يا للمفارقة - في زمنٍ قريبٍ مضى كانت تهمةً رديفة للنفاق أو التملّق ولم تكن، كما هي اليوم، مفخرةً قبل أن تكون واجباً، وقد كان عادل إمام مبدعاً في تجنبه للتيارات الفكرية والسياسية المتصارعة وانحيازه للوطن. أخيراً، فبخلاف غيره، كانت معركة عادل إمام مع الأصولية والإرهاب صادقةً وواضحة لا لبس فيها، وقد انتصر لأن الأوطان تنتصر في النهاية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التاريخ يروي محاولة اغتيال «عادل إمام» التاريخ يروي محاولة اغتيال «عادل إمام»



GMT 00:55 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إسرائيل ليست ضحية

GMT 09:13 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مبروك للأبيض.. عقبال الأحمر

GMT 09:11 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

ماذا بعد رئيسى؟

GMT 02:27 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تحشيش سياسي ..!

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 15:28 2019 الجمعة ,15 شباط / فبراير

حرس الحدود يخشى انتفاضة بتروجت على ستاد المكس

GMT 03:36 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيَّاد في كوبا يعثر على سلحفاة غريبة برأسين وجسمين متصلين

GMT 23:01 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 02:43 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

شريهان تخطف الأنظار في حفل زفاف شيماء سيف

GMT 01:33 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

هايدي موسى تطرح " دي حياتي" عبر "اليوتيوب"

GMT 02:28 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

مصر تشارك في مهرجان بغداد الدولي لمسرح الشارع

GMT 00:23 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

قصر ثقافة الأقصر يعرض فيلم رسوم متحركة للأطفال

GMT 20:32 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

غابرييل غيسوس يعود إلى الملاعب بعد أسبوعين

GMT 00:30 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الخطيب يجتمع مع سيد عبد الحفيظ لمناقشة العروض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon