توقيت القاهرة المحلي 07:18:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السادات الزعيم الأهم فى تاريخ مصر المعاصر

  مصر اليوم -

السادات الزعيم الأهم فى تاريخ مصر المعاصر

بقلم - طارق عباس

الزعامة الحقيقية لا تُكتسب بالتهليل ولا بالتطبيل ولا بالمزايدات، وليس لها سوق تُباع فيها أو تُشترَى، والزعيم ليس مَن يتحدث الناس عن إنجازاته فى حياته، وإنما مَن يظل فى قلوبهم وعقولهم حتى بعد مماته، لأن به تتحرك عجلة التاريخ وينصلح حال الرعية ويعم الرخاء ويسود العدل، وكم من زعماء حكموا مصر وكانوا حديث الناس فى حياتهم ولايزالون رغم اتساع المدى الزمنى بيننا وبينهم، نتيجة ما تزينوا به من حزم وحسم وفراسة وفطنة، خاصة فى اتخاذ القرار، ومصر لم تعرف الاستقرار والقوة إلا فى عصور هؤلاء الزعماء، منهم على سبيل المثال: «مينا، الذى حكم مصر فى عهد الأسرة الأولى، وإليه يرجع الفضل فى توحيدها، ومنتحوتب، الذى خاض حرباً ضارية من أجل استعادة الأمن والأمان لمصر بعد 150 سنة عاشتها فى الفوضى، بعد ثورة أهلها على الملك بيبى الثانى، آخر حكام الأسرة السادسة، ومن بعده جاء الملك الشاب أحمس، قاهر الهكسوس، ثم حتشبسوت وتحوتمس الثالث وآمون حتوب، وبعد العصر الإسلامى كان أحمد بن طولون وجوهر الصقلى وصلاح الدين الأيوبى، وفى التاريخ الحديث وجدنا محمد على وجمال عبدالناصر وأنور السادات»، ويحلو لى أن أتوقف عند السادات باعتباره- من وجهة نظرى- نقطة فاصلة فى تاريخ مصر، وأذكى وأشجع مَن أنجبته أرضها.

عندما تسلم السادات مقاليد الحكم فى البلاد كان يعى تماماً أنه تحمل مسؤولية تركة ثقيلة، وأن أمامه تحديات كبيرة ينبغى عبورها للوصول بسفينة الوطن لبر الأمان، فلم يَكل ولم يتضجر، واستفز طاقة الناس الإيجابية، فمد إليهم يده بالعمل والمثابرة، فتحملوا معه الأعباء عن طيب خاطر، لذلك كان يُصدر القرارات الجريئة التى يمهد بها لنفسه ولمصر القفز على مرارة نكسة يونيو 1967 إلى آفاق نصر مؤزر طال انتظار الناس له، فتخلص من مراكز القوى وطرد الخبراء السوفييت واستمر فى تسليح الجيش واتخذ قرار الحرب على إسرائيل بداية من الثانية ظهراً فى يوم السادس من أكتوبر، ليتحقق على يديه أعظم الانتصارات فى تاريخ مصر والعرب.

كان الرئيس السادات مثل عموم المصريين مستعداً لفعل أى شىء وكل شىء حماية لكل ذرة من تراب هذا البلد ورفضاً للتنازل عن أى شبر من أرضه مهما كان الثمن، ومما لا يُنسى للرجل كذلك قراره بإعلان إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية من جديد بعد ثمانى سنوات فى نفس يوم النكسة «5 يونيو»، لكن سنة 1975، إصراراً منه على تحويل يوم الهزيمة إلى ذكرى انتصار عظيم، ووقتها قال قولته الشهيرة: «إذا حاولت إسرائيل أن تعكر صفو احتفالنا بهذا اليوم فلن نتردد مطلقاً فى ضرب تل أبيب إذا لزم الأمر».

كان الإنجاز الأهم بالنسبة للسادات استثماره نصر أكتوبر فى التفاوض مع إسرائيل على أرضية جديدة من منطلق القوة عندما أعلن استعداده للذهاب إلى القدس وصنع سلام مع إسرائيل، وفعلها الرجل رغم معارضة العرب له، وأثبتت الأيام أنه كان على حق فى مبادرته، وأنه لو جلس الفلسطينيون معه على مائدة التفاوض مع الإسرائيليين لتغير الوضع واسترد الفلسطينيون أغلب أرضهم. رحم الله أنور السادات، بطل الحرب وبطل السلام.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السادات الزعيم الأهم فى تاريخ مصر المعاصر السادات الزعيم الأهم فى تاريخ مصر المعاصر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon