توقيت القاهرة المحلي 05:29:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل ستعتذرين يا معالى الوزيرة؟!

  مصر اليوم -

هل ستعتذرين يا معالى الوزيرة

بقلم - طارق عباس

منذ وعيت بهذه الحياة وأدركت أننى أعيش وأفكر وأميز بين الساخن والبارد، بين الولد والبنت، بين العاقل والمجنون، بين الممكن وغير الممكن وحتى هذه اللحظة التى أكتب فيها مقالى، وأنا أكاد أجزم وأقسم بأننى لا أعرف ولا أفهم وليس بمقدورى أن أتخيل: «لماذا تذهب حكومات وتأتى حكومات؟ وهل هناك فرق بين التى ذهبت والتى أتت؟ وعلى أى أساس يُنتقى وزراء ويُستبدَل وزراء بوزراء ويستمر وزراء ويُطاح بوزراء؟» .

استرجعت كل هذه الانطباعات السلبية والأسئلة الحائرة وأنا أتابع القرار الذى أصدرته معالى وزير الصحة  مؤخرا الدكتور هالة زايد بإلزام المستشفيات الحكومية بإذاعة السلام الجمهورى يوميا، وأن يقسم الأطباء  على القيام بواجباتهم تجاه المرضى والإخلاص للوطن وحماية أراضيه، وهو قرار لا أدرى إن كان قد دُرِس أم لا؟ وهل هو من أجل تعزيز الانتماء، كما تقول سيادتها؟ أم انه لأسباب أخرى ستُتكشف بمضى الوقت؟ لكننى متأكد من أنه قرار مرتبك، أثار الجدل رغم عدم إمكانية تطبيقه وتحول بسرعة لمزحة وطرفة ونكتة، وفى تقديرى أن وجه الغرابة فى القرار يرجع إلى: أولا: إن المستشفيات ليست أماكن للسلام الجمهورى ولا الأغنيات الوطنية أو الشعبية وإنما هى ملاذ المرضى الذين يلجأون إليه للاستشفاء وبالتالى لن يشغلهم السلام وربما لن يلتفتوا مطلقا لأى نوع من أنواع الموسيقى، لحاجتهم الماسة للهدوء والراحة والسكينة قبل أى شئ آخر.

ثانيا: لا توجد دولة فى العالم تعزز الانتماء فى المستشفيات فقط وتتركه فى النقابات والوزارات، ولا توجد دولة فى العالم فكرت بتلك الطريقة، فهل أتت معالى الوزيرة بما لم يأت به جهابذة الإدارة الصحية فى العالم؟.

ثالثا: إن المستشفيات التى سوف يشملها القرار هى: «المستشفيات الحكومية وأمانة المراكز الطبية والمعاهد التعليمية وهيئة التأمين الصحى ومديريات الصحة  وا... وا... » فهل يعنى هذا أن مستشفيات القطاع الخاص لن تحظى بشرف الاستماع للسلام الجمهورى وحلف أطبائها للقسم؟

رابعا: كيف سيمكن العمل به؟ وأين؟ هل سيكون من خلال طابور للمرضى والأطباء عند بداية كل وردية؟ ومن سينظم الطابور؟ هل هم الأطباء أم الممرضون أم الممرضات أم الحكيمات أم زوار المرضى؟

يا معالى وزير الصحة، إن القرارات تُدرَس قبل أن تُتَخذ، وعند التأكد من إمكانية تطبيقها ومناسبتها للظروف العامة للدولة ولأبنائها، يُعلَن عنها لتدخل حيز التنفيذ، وأن الأهم من قسم الأطباء رفع مستوى معيشتهم ومنحهم الرواتب الآدمية التى تتناسب مع ما بذلوه ويبذلونه من جهد وما يعطيهم الحق فى حياة كريمة لائقة بمن هم مثلهم فى بقية بلدان العالم، كما أن المرضى لن يتعزز الانتماء لديهم بالسلام الجمهورى بل بالإدارة الرشيدة وتوفير كافة المستلزمات الطبية لعلاج المرضى.. وخلاصة ما أرجوه منكِ يا معالى الوزير أن تقدمى اعتذارك عن كل هذا اللغط الذى أثرتِهِ دون داعٍ وكل الجدل الذى سينتهى حتماً لاستنزاف الوقت والجهد والأعصاب فيما لا طائل من ورائه.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ستعتذرين يا معالى الوزيرة هل ستعتذرين يا معالى الوزيرة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon