توقيت القاهرة المحلي 19:00:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المثابة العربية»... ما تقوم به السعودية!

  مصر اليوم -

«المثابة العربية» ما تقوم به السعودية

بقلم:صالح القلاب

لا بد من التأكيد على أنّ الجهود التي تقوم بها السعودية جهود خيرة... لكن المشكلة هي أنّ القرار اليمني حالياً هو قرار إيراني

جهودٌ خيِّرة هذه التي تقوم بها المملكة العربية السعودية ومعها دولة الإمارات لرأب «الصدوع» في اليمن، الذي قبل أن يصاب بالآفة الإيرانية، قد كان يوصف بأنه سعيد، والواضح أنّ إيران هذه التي باتت تحتل عدداً من الدول العربية احتلالاً إلحاقياً مذهبياً ليس هي بصدد ولا هي مستعدة للانسحاب لا من دول خليجية، غدت تسيطر عليها سيطرة مذهبية إلحاقية ومعها دول أخرى من بينها سوريا... وبالطبع لبنان وأيضاً ما لا تحتله إسرائيل من فلسطين، وبخاصة قطاع غزة... وفعلياً وجزءاً من الضفة الغربية التي من المفترض أنها الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس الشرقية وعلى أساس أنّ القدس الغربية هي عاصمة الدولة الإسرائيلية! إنه بالإمكان اعتبار أنّ ما تقوم به المملكة العربية السعودية يلملم شمل واحدة من أهم الدول العربية، وهذا إنْ في المراحل الأخيرة القريبة وإنْ في المراحل السابقة البعيدة التي هي اليمن الذي كان سعيداً، وحتى قبل أن تكون هناك دولة الجنوب التي لم تعش إلا لفترة قصيرة عابرة، لكن أغلب الظن أنّ كل هذه الجهود الخيرة ستبقى تعترضها إيران التي بات يتجاوز احتلالها الإلحاقي سوريا التي صار رئيسها بشار الأسد يحاول الإفلات من هيمنة دولة الولي الفقيه ويلتحق بأمته العربية... التي عنوانها الفاعل حقاً في هذه المرحلة هو الرياض العاصمة التاريخية.
لكن ورغم كل هذه الجهود الخيرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية ومن يقف معها من العرب ويساندها، فإن إيران هذه، التي باتت أكثر خطراً وخطورة من إسرائيل على الأمة العربية من منها في شرق البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي ومن منها حتى في أفريقيا العربية وصولاً إلى الجزائر «العظيمة»... والمملكة المغربية، وهذه مسائل باتت واضحة ومعروفة... وحيث إنّ الإيرانيين باتوا يتجاوزون الشرق العربي كله وتصل تطلعاتهم الإلحاقية إلى تلك الفترة التاريخية التي وصل «جدودهم» فيها إلى أجزاء ومناطق من القارة الأفريقية. إنّ إيران هذه، وكما باتت تعلن وتدِّعي وتقول، إنّه حتى البحر الأحمر بشواطئه الشرقية والغربية وصولاً إلى باب المندب وبحر العرب قد أصبح بحراً إيرانياً، والخطير في هذا المجال وعلى هذا الصعيد أنّ هذا كله يُواجه ببعض الصمت العربي وكأنه لا وجود لذلك المثل العربي القديم جداً الذي يقول: لقد أكلت يوم أُكل الثور الأبيض... أو الأسود لا فرق!! وبالطبع وبكل تأكيد هو أنّ كل ما تقوم به المملكة العربية السعودية، ومعها دولة الإمارات، لحل الأزمة اليمنية «المستفحلة» حقاً وحقيقة هي جهود خيرة، لكن المشكلة أن القرار اليمني ليس في أيدي أبناء هذا الشعب الطيب وإنما، وهذا يجب أن يقال ويعلن، في اليد الإيرانية.
والمعروف هنا، ومن دون تسمية الأسماء المعنية، أنّ هناك فئات يمنية... وبعض الأطراف المذهبية المعروفة لا يمكن إلا أنْ تقوم، أولاً وأخيراً، كما يقال، بتعطيل كل هذه المحاولات الخيرة التي تمارسها الرياض، فالقرار في هذا المجال ليس في أيدي اليمنيين، بل في اليد الإيرانية التي تستند إلى بعض الأطراف المذهبية وإلى بعض التشكيلات الفئوية.
وهكذا ومع التأكيد والدعم للجهود الخيرة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لإنهاء وحل الأزمة اليمنية المعقدة فعلاً، التي تقوم بها أيضاً دول عربية أخرى، فإنّ الواضح أن التعطيل في هذا المجال يأتي من إيران التي ترى أنها الأولى بالسيطرة على العالم العربي كله والتي هي في حقيقة الأمر باتت تتدخل تدخلاً إلحاقياً في العديد من الدول العربية القريبة والبعيدة، وهذه مسألة باتت واضحة ومعروفة ولا يمكن إنكارها... على الإطلاق!!
وهنا يجب التأكيد على أنّ المفاوضين اليمنيين هم من خيرة أهل اليمن الطيبين وأن توجهاتهم خيرة بالفعل ودوافعهم نبيلة وهنا وبالتأكيد أنهم يعرفون أكثر كثيراً من غيرهم أنّ حل «العقدة اليمنية» ليس سهلاً، وأنّ القرار بالنسبة لليمن في أيدي جهات وأطراف يمنية داخلية فاعلة، وأنّ هناك جهات لديها القوة الرئيسية في هذا البلد الذي أُبتلي سابقاً ولاحقاً وعلى مدى حقب التاريخ بالتدخلات الخارجية... ولأسباب هنا كثيرة ومتعددة... وإذْ إنّ هذا البلد يشكّل في حقيقة الأمر برج مراقبة يطل على العالم العربي بكل أقطاره ودوله البعيدة والقريبة. لقد كان «اليمن الجنوبي» بدولته القومية... الماركسية – اللينينية التي كانت تتكئ على بُعد قومي أساسه حركة القوميين العرب ومعها بعض التشكيلات القومية الأخرى... من بينها حزب البعث، يشكل مثابة سياسية حتى لليمن الشمالي لكنه بعد اندماجه بالشمال غاب نهائياً، وذلك مع أنّ بعض قادته التاريخيين قد حاولوا وهم لا يزالون يحاولون استعادة وجوده وإنعاشه مجدداً، لكن هذا من الواضح أنه لن يتم إطلاقاً، وأن الشعب اليمني لن يقبل به وعلى أساس أنّ اليمن «جغرافيا» واحدة وأنّه شعب واحد وأنه لا عودة إلى واقع كان يشكل انشقاقاً لا يمكن أن يقبل به اليمنيون... لا الجنوبيون وبالطبع ولا الشماليون.
وعليه وعودة إلى البداية فإنه لا بد من التأكيد على أنّ الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في هذا المجال هي جهود خيرة لكن المشكلة هي أنّ القرار اليمني حالياً هو قرار إيراني وبكل معنى الكلمة، وأنّ إيران هذه التي باتت تتدخل تدخلاً شائناً في الشؤون العربية لا يمكن أن تسمح حتى لسوريا بأن تخرج من قبضتها ولا يمكن أن تترك للرئيس بشار الأسد أن يحقق ما يريده... طالما أنه مكبل وعلى هذا النحو وطالما أنّ النفوذ الإيراني بات يسيطر على هذه المنطقة... ومن لبنان إلى البحر الأحمر... وباب المندب وبحر العرب!! ثم وفي النهاية... والواضح... لا بل والمؤكد أنه لا نهاية لهذا الأمر طالما أنّ إيران هي إيران، وطالما أنّ هناك كل هذا التمزق العربي الذي دأبت المملكة العربية السعودية على لملمته... فالإيرانيون، والمقصود هنا هو نظام خامنئي ونظام الولي الفقيه وليس الشعب الإيراني، يرتبطون بالعرب ويرتبط العرب بهم بأواصر تاريخية متعددة كثيرة من الواضح أنهم ذاهبون في توجههم هذا حتى النهاية... والنهاية هذه هي أن يستيقظ العرب على هذا الواقع المرعب وأن يكون ما تقوم به الرياض في هذا المجال «مثابة سياسية» وعسكرية وأمنية للعرب كلهم... واللهم فاشهد!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المثابة العربية» ما تقوم به السعودية «المثابة العربية» ما تقوم به السعودية



GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

في الحنين إلى صدّام

GMT 05:17 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

تذبذب أسعار النفط مع استمرار حروب الشرق الأوسط

GMT 05:14 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مصر في وسط العاصفة الإقليمية!

GMT 05:12 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

«داعش» في موزمبيق: ضمير غائب في أفريقيا؟!

GMT 05:08 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دراما عظيمة... لكن من يتجرّأ؟

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
  مصر اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 12:13 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

أعشاب تساعد على خفض الكوليسترول خلال فصل الصيف
  مصر اليوم - أعشاب تساعد على خفض الكوليسترول خلال فصل الصيف

GMT 18:39 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

يسرا تكشف موقفها من دراما رمضان المقبل
  مصر اليوم - يسرا تكشف موقفها من دراما رمضان المقبل

GMT 12:25 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمات الإنترنت عن شمال غزة
  مصر اليوم - انقطاع شبه كامل لخدمات الإنترنت عن شمال غزة

GMT 08:53 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزل الحب يساعدك على التفاهم مع من تحب

GMT 03:08 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الجمباز المصري يعلن رفع الإيقاف عن ملك سليم لاعبة المنتخب

GMT 11:19 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على آداب تناول الطعام

GMT 22:15 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

حادث سعيد سبب ابتعاد كندة علوش عن الساحة الفنية

GMT 11:37 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعيين الأمير بدر بن عبدالله رئيسًا لمجموعة قنوات "mbc"

GMT 16:36 2021 الأربعاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"CHANEL" تطلق مجموعة الملابس الجاهزة لربيع وصيف 2022

GMT 04:24 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

المؤشر نيكي يرتفع 0.53% في بداية التعامل طوكيو

GMT 02:34 2021 السبت ,20 آذار/ مارس

علاج خراج الأسنان بالمضاد الحيوي

GMT 06:37 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

اكتشاف "حفرية حية" لسمكة من عصر الديناصورات

GMT 20:48 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

الجبلاية تعتمد لجنتي المصالح وكرة القدم في اللائحة الجديدة

GMT 21:29 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

باريس سان جيرمان يحتفي بمئوية نيمار قبل تدريبات الثلاثاء

GMT 04:39 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

كلوب يؤكد أن هدفا صلاح خطوة على الطريق الصحيح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon