توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العرب.. أبناء اللحظة

  مصر اليوم -

العرب أبناء اللحظة

بقلم: د. محمود خليل

لا يوجد فى السياسة عداوات دائمة أو صداقات دائمة.. يوجد فقط مصالح دائمة.

ثمة اتفاق على هذه القاعدة التى قرأ الكثيرون فى ضوئها تحركات بعض الدول العربية للتصالح أو التوافق مع دول أخرى سبق وعادتها أو خاصمتها على مدار السنوات الماضية.

قمة العلا التى عُقدت فى المملكة العربية السعودية أوائل العام الحالى أعادت العلاقات بين الدوحة والعواصم العربية الأربع التى سبق وقاطعتها.

طيلة سنوات المقاطعة كانت الملاسنات بين أطراف الخصومة على أشدها، وبعدها وجدنا لغة أخرى فى الخطاب وفى حديث الأطراف عن بعضها البعض.

الأمر نفسه ينطبق على تركيا التى تتردد إشارات من هنا وهناك على أن بعض الدول العربية التى خاصمتها عبر السنوات الماضية توشك على إعادة هيكلة علاقتها بها.

أداء العرب على هذا المستوى يقول إنهم يعانون من مشكلتين أساسيتين: أولاهما «التفكير الحنجورى»، وثانيتهما «اللعب على المصالح المؤقتة».

العرب يفكرون بحناجرهم أكثر من أى شىء آخر.. وقت الخصومة تنطلق الحناجر باللعن والاتهام دون أى توازن.. وفى حالة الوفاق تنطلق قصائد الإطراء ومواويل المديح بلا توقف.

منطق «العلاقات المتأرجحة» هو الذى يحكم علاقة الدول العربية ببعضها البعض وكذلك علاقتها بغيرها.

قد يبدو ذلك طبيعياً فى ظل مبدأ تأرجح العداوات والصداقات، لكن هل نستطيع أن نقول إن الالتقاء أو التوافق على مصالح معينة هو الذى يؤدى إلى خروج الخصوم العرب من دائرة العداوة إلى دائرة الصداقة وتصفية الأجواء؟.

التجربة تقول إن دولتين مثل قطر وتركيا كان لهما العديد من الاستثمارات التى تواصلت بل وزادت فى بعض الأحوال داخل عدد من الدول العربية التى كانت تقاطعهما وتعيش فترات خصومة معهما.

المصالح عادة ما تتواصل وتتدفق من تحت لتحت، بعيداً عما يطفر على السطح من ملاسنات فى حال الخصام، أو مواويل إطراء فى حال الوفاق.

العديد من الدول العربية التى طبّعت علاقاتها مؤخراً مع إسرائيل كانت تربطها مصالح تحتية بالدولة العبرية منذ عدة سنوات، أما على السطح، فكان الخطاب المتبادل مكللاً بالعداء ويعبّر عن حالة خلاف.

يفكر العربى فى المصلحة بمنطق التجار. المنطق الذى يقول «اللى تغلب به العب به».. لذلك فالبحث عن المصالح هو فى الأغلب بحث مؤقت.. فكل ما فى حياتنا العربية هو مؤقت بلحظة المكسب أو الخسارة.. العداوات مؤقتة.. والصداقات مؤقتة.. بل والمصالح نفسها مؤقتة. لا يكترث العربى كثيراً بفكرة «المصالح الاستراتيجية» التى تتميز بالامتداد، فهو يتحرك بضغط اللحظة وتبعاً لمتطلباتها ولا يعتنى كثيراً بالتخطيط للمستقبل أو يفكر بمنطق «اللى ما تحتاجش وشه النهارده بكره تحتاج قفاه» كما نردد فى مصر. بإمكانك على سبيل المثال أن تراجع علاقة بعض الدول العربية بأفريقيا، وسوف تجد أنها محكومة بمنطق «المصلحة المؤقتة»، وبعيدة كل البعد عن بناء علاقات استراتيجية ممتدة ترتكز على مصالح مشتركة حقيقية. والمشكلة أننا ندفع ثمن ذلك غالياً فيما بعد.

إذا وجدت دولة عربية فى حالة عداء وخصام مع غيرها فاعلم أنه الوضع المؤقت.. وإذا وجدتها عكس ذلك فتوقع ألا يدوم الوفاق بينها وبين غيرها إلا لفترة من الوقت.. وإذا وجدتها تتحدث عن مصالح فتأكد من أنها «مصالح لحظوية» ما أسهل أن تذروها أى رياح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب أبناء اللحظة العرب أبناء اللحظة



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt