توقيت القاهرة المحلي 10:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المحتوى يا هوووو

  مصر اليوم -

المحتوى يا هوووو

بقلم: د. محمود خليل

عجيب أمر الناس فى بلادنا.. والأعجب منه أمر الحكومة.

منذ بدء تطبيق المشروع الذى تبنته الدولة لتطوير التعليم وما فتئ الدكتور طارق شوقى وزير التعليم يمطرنا بالتصريح تلو التصريح شارحاً وموضحاً أبعاد النظام الجديد الذى يستند إلى منظومة إلكترونية -جوهرها التابلت- فى التعليم والتقويم.

النظام الجديد ووجه بغضب وسخط من جانب أولياء الأمور والطلاب. وعلى مدار شهور طويلة كان التراشق بين الوزير وأولياء الأمور على أشده، وكل طرف يتهم الآخر ويهدده ويتوعده.

الجمهور يتهم الوزير باللجوء إلى نظام إلكترونى دون توافر البنية الأساسية اللازمة لتفعيله بالمدارس أو البيوت.

يكفى أن نشير إلى «الأداء التعبان» لشبكة الإنترنت التى يعتمد عليها هذا النظام.. فالشبكة تسير على سطر وتترك سطراً.. والنظام يقع فى حالة التزاحم للدخول على الامتحانات وغير ذلك من شكاوى أظن أننا حفظناها عن ظهر قلب.

من ناحيته أصر الوزير على توجهه، وبرر زهد الناس فى المنظومة الجديدة بقدرتها على مواجهة مجموعة الظواهر السلبية المرتبطة بالمنظومة الورقية التقليدية مثل الغش الجماعى وتسريب الامتحانات وخلافه.

مؤخراً خرج الوزير وأعلن التراجع عن النظام الإلكترونى فى امتحانات أولى وثانية ثانوى والعودة إلى النظام الورقى عبر «الامتحان المجمع»، خلال الفصل الدراسى الثانى، بهدف تقليل قلق وتوتر الطلاب.

قوبل قرار الوزير بلغط من جانب الناس حول حالة اللخبطة التى أصبحت تضرب نظم الامتحانات.

فى الحالتين (حالة التابلت - وحالة الورقى) بدا الوزير متبرماً من الناس وردود فعل الناس على قراراته.. وفى الحالتين أيضاً بدا الناس ساخطين، سواء عند تطبيق النظام الإلكترونى، أو حين العودة إلى النظام الورقى التقليدى فى الامتحانات.

فى غمرة الجدل المتبادل بين كل من طارق شوقى وأولياء الأمور، لم يلتفت الوزير كثيراً إلى ما ردده منتقدوه من أن البنية التكنولوجية والتعليمية فى مصر لا تساعد بسهولة على التحول إلى المنظومة الجديدة، وأنه نسى فى غمرة الحماس للمنظومة الجديدة أوضاع الاتصالات فى مصر وفى المدارس، وأن التأسيس يسبق البناء.

بدا «الامتحان» هو الشغل الشاغل للوزير.. وبدأ موضوع التطوير وكأن جوهره التحول إلى نظام «الامتحان بالتابلت».

أما الناس فهى فى الأغلب ليست مشغولة بمسألة التعليم قدر ما هى مشغولة بحصول الأولاد على الشهادات.. وأغلبهم يتعامل مع المدرسة كمؤسسة لقيد الأبناء، أما التعليم فمحله الدروس الخصوصية.

ظهر أن جوهر الجدل لدى كل من الوزير والناس هو الامتحانات ونظم الامتحانات المشفوعة بالتابلت. فأولياء الأمور والطلاب رفضوه فى البداية إيثاراً لنظام الامتحان الورقى اللى اتودكوا على العبور منه.. وعندما عاد الوزير إليه كانت الغالبية قد أصبحت ضليعة فى المرور من امتحانات «التابلت» فامتعضت.

جوهر التطوير «تابلت».. ولعبة الامتحانات هى التى استدعت توظيف «التابلت».. أما المحتوى التعليمى.. والأداء التعليمى نفسه.. والكيفية التى يرتقى من خلالها بقدرات الدارس فلا تهم لا الحكومة ولا الناس.

جوهر المشكلة فى أدائنا التعليمى والثقافى والإعلامى هو المحتوى وآليات صناعته ووسائل تمريره إلى الجمهور المستهدف.. المحتوى يا هوووو.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحتوى يا هوووو المحتوى يا هوووو



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon