توقيت القاهرة المحلي 16:07:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مذبحة «ذكرى النكبة».. و«السبوبة»

  مصر اليوم -

مذبحة «ذكرى النكبة» و«السبوبة»

بقلم : د. محمود خليل

 كانت القضية الفلسطينية ولم تزل محركاً أولاً للكثير من الأحداث التى يشهدها العالمان العربى والإسلامى. تحولات كثيرة شهدتها المنطقة العربية منذ نكبة 1948، وحتى مذبحة الاثنين الماضى، التى استُشهد فيها العشرات وأصيب المئات من الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الفلسطينى، أثناء محاولتهم اقتحام السياج الفاصل مع إسرائيل. تلك المذبحة التى وقعت بالتزامن مع افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس المحتل، ضمن احتفال الصهاينة بذكرى مرور 70 عاماً على استعمارهم الاستيطانى لدولة فلسطين.

طوال 70 سنة تمكنت الأنظمة السياسية والحركات والجماعات المناوئة لها من استثمار القضية الفلسطينية لتحقيق أهداف خاصة داخل الدول العربية، لكنها أبداً لم تُسهم فى حل القضية، بل قل زادتها تعقيداً. منذ عام 1948 والكل يستفيد من الدم الفلسطينى، دون أن ينفع القضية فى شىء. جماعة الإخوان حملت السلاح فى 1948، وشاركت فى حرب العصابات الصهيونية، جنباً إلى جنب مع القوات المصرية التى شاركت فى الحرب. عادت «الإخوان» تتاجر بالأرض التى ضاعت والدولة اللقيطة التى وُلدت. لا تتوقف الجماعة عن الحديث عن القضية والدم الفلسطينى المهدر، والحكام المرتخين الذين أضاعوا القدس والأقصى السليب، كلامهم عن السلطان عبدالحميد، آخر سلاطين الدولة العثمانية ورفضه بيع أرض فلسطين لليهود يفتأ يتكرر، وهم لا يتوقفون عن التمحُّك بهذه الواقعة للدفاع عن فكرة الخلافة. رغم أن التخريب الذى أحدثته الدولة العثمانية فى ربوع العالم الإسلامى كان السبب المباشر وراء ضياع فلسطين. لم يتوقف الإخوان ولا غيرهم من الجماعات المتطرّفة عن المتاجرة بالدم الفلسطينى منذ حسن البنا، وحتى المنظرين الجدد لـ«فقه الدماء»، ورغم ذلك لا تجد عملية واحدة تنفذ ضد إسرائيل!.

وجدت بعض الأنظمة العربية أيضاً فى القضية الفلسطينية أداة جيّدة لتحقيق أهدافها الخاصة. لعلك تعلم أن فكرة ثورة يوليو اختمرت فى ذهن الضباط الأحرار خلال «حصار الفالوجا» بفلسطين. عاد الضباط من النكبة وهم مصمّمون على الإطاحة بالملك، وتغيير نظام الحكم، وكانت الذريعة الأهم التى استندوا إليها أنه أسهم وغيره من الحكام العرب فى ضياع فلسطين. مثلت قضية «الأسلحة الفاسدة» (البعض يشكك فيها) واحدة من الأدوات الأساسية التى اعتمد عليها خطاب يوليو فى تبرير فكرة التخلص من الملكية. فالسر فى النكبة -من وجهة نظر الضباط الأحرار- ارتبط بفساد السلاح، وليس بأى سبب آخر، وبما أن الملك هو الذى زوّد الجيش به لا بد أن يتم التخلص منه.

الكل يستفيد من الدم الفلسطينى. كذلك يبدو المشهد منذ النكبة وحتى مذبحة الذكرى السبعين. لا أحد يبذل جهداً فى حل القضية، لأن الكل مستفيد من استمرارها بلا حل. هل بمقدور أحد أن يتخلص بسهولة من «السبوبة» التى يربح ويكسب بها؟!. لم يعد أمام الفلسطينيين سوى الاستعانة بأيديهم. ويقينى أن من يفهم معنى التضحية بالدم، دفاعاً عن الأرض والوطن هو الأجدر والأقدر على حل مشكلته. رحم الله شهداء مذبحة «ذكرى النكبة».

 نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مذبحة «ذكرى النكبة» و«السبوبة» مذبحة «ذكرى النكبة» و«السبوبة»



GMT 03:48 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

قلنا: تفكير.. قالوا: تحصين وتكفير

GMT 03:47 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

فتح ملف الصناعة (١) «القانون هو الحل»

GMT 03:45 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

حسام حسن غلط فى دوري!!

GMT 03:36 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

د. أسامة السعيد.. هل يصبح خليفة سعيد سنبل؟!

GMT 03:25 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«الجن» برىء من الحرائق

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon