توقيت القاهرة المحلي 05:36:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مذبحة «ذكرى النكبة».. و«السبوبة»

  مصر اليوم -

مذبحة «ذكرى النكبة» و«السبوبة»

بقلم : د. محمود خليل

 كانت القضية الفلسطينية ولم تزل محركاً أولاً للكثير من الأحداث التى يشهدها العالمان العربى والإسلامى. تحولات كثيرة شهدتها المنطقة العربية منذ نكبة 1948، وحتى مذبحة الاثنين الماضى، التى استُشهد فيها العشرات وأصيب المئات من الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الفلسطينى، أثناء محاولتهم اقتحام السياج الفاصل مع إسرائيل. تلك المذبحة التى وقعت بالتزامن مع افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس المحتل، ضمن احتفال الصهاينة بذكرى مرور 70 عاماً على استعمارهم الاستيطانى لدولة فلسطين.

طوال 70 سنة تمكنت الأنظمة السياسية والحركات والجماعات المناوئة لها من استثمار القضية الفلسطينية لتحقيق أهداف خاصة داخل الدول العربية، لكنها أبداً لم تُسهم فى حل القضية، بل قل زادتها تعقيداً. منذ عام 1948 والكل يستفيد من الدم الفلسطينى، دون أن ينفع القضية فى شىء. جماعة الإخوان حملت السلاح فى 1948، وشاركت فى حرب العصابات الصهيونية، جنباً إلى جنب مع القوات المصرية التى شاركت فى الحرب. عادت «الإخوان» تتاجر بالأرض التى ضاعت والدولة اللقيطة التى وُلدت. لا تتوقف الجماعة عن الحديث عن القضية والدم الفلسطينى المهدر، والحكام المرتخين الذين أضاعوا القدس والأقصى السليب، كلامهم عن السلطان عبدالحميد، آخر سلاطين الدولة العثمانية ورفضه بيع أرض فلسطين لليهود يفتأ يتكرر، وهم لا يتوقفون عن التمحُّك بهذه الواقعة للدفاع عن فكرة الخلافة. رغم أن التخريب الذى أحدثته الدولة العثمانية فى ربوع العالم الإسلامى كان السبب المباشر وراء ضياع فلسطين. لم يتوقف الإخوان ولا غيرهم من الجماعات المتطرّفة عن المتاجرة بالدم الفلسطينى منذ حسن البنا، وحتى المنظرين الجدد لـ«فقه الدماء»، ورغم ذلك لا تجد عملية واحدة تنفذ ضد إسرائيل!.

وجدت بعض الأنظمة العربية أيضاً فى القضية الفلسطينية أداة جيّدة لتحقيق أهدافها الخاصة. لعلك تعلم أن فكرة ثورة يوليو اختمرت فى ذهن الضباط الأحرار خلال «حصار الفالوجا» بفلسطين. عاد الضباط من النكبة وهم مصمّمون على الإطاحة بالملك، وتغيير نظام الحكم، وكانت الذريعة الأهم التى استندوا إليها أنه أسهم وغيره من الحكام العرب فى ضياع فلسطين. مثلت قضية «الأسلحة الفاسدة» (البعض يشكك فيها) واحدة من الأدوات الأساسية التى اعتمد عليها خطاب يوليو فى تبرير فكرة التخلص من الملكية. فالسر فى النكبة -من وجهة نظر الضباط الأحرار- ارتبط بفساد السلاح، وليس بأى سبب آخر، وبما أن الملك هو الذى زوّد الجيش به لا بد أن يتم التخلص منه.

الكل يستفيد من الدم الفلسطينى. كذلك يبدو المشهد منذ النكبة وحتى مذبحة الذكرى السبعين. لا أحد يبذل جهداً فى حل القضية، لأن الكل مستفيد من استمرارها بلا حل. هل بمقدور أحد أن يتخلص بسهولة من «السبوبة» التى يربح ويكسب بها؟!. لم يعد أمام الفلسطينيين سوى الاستعانة بأيديهم. ويقينى أن من يفهم معنى التضحية بالدم، دفاعاً عن الأرض والوطن هو الأجدر والأقدر على حل مشكلته. رحم الله شهداء مذبحة «ذكرى النكبة».

 نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مذبحة «ذكرى النكبة» و«السبوبة» مذبحة «ذكرى النكبة» و«السبوبة»



GMT 02:33 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

أصايل ومستقبليّون

GMT 02:30 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

صحوة الحجّاج

GMT 02:22 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

لماذا تستعين القومية بالدين؟

GMT 02:20 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

إيران: العمامة والقبعة العسكرية

GMT 02:15 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

غزة... وثنائية المحرقة والنكبة

الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 05:36 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

إنكلترا تطلق تجربة أول لقاح للسرطان في العالم
  مصر اليوم - إنكلترا تطلق تجربة أول لقاح للسرطان في العالم

GMT 16:25 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

عُطل في خدمات "أخبار غوغل" في أنحاء العالم
  مصر اليوم - عُطل في خدمات أخبار غوغل في أنحاء العالم

GMT 23:49 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

مي عمر تؤكد استمتاعها بالعمل مع أحمد السقا

GMT 08:52 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

الفنان رامي عياش يتعرض لـ"خيانة" ويرد بـ"حِكمة"

GMT 07:46 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

حدائق منزلية صغيرة خارجية في ملكيات المشاهير

GMT 15:00 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

"مان سيتي" يعود لصدارة الدوري بعد "سداسية" تشيلسي

GMT 12:37 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير فطيرة بالليمون الحامض والشوكولاتة

GMT 22:38 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ يخطط لخطف نجم دورتموند

GMT 16:46 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخص خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في الجيزة

GMT 02:43 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 00:45 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو دياب يصرح بأن تركي آل الشيخ "رمز" من رموز الثقافة

GMT 14:28 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

تعرف على مواصفات أيباد برو المنتظر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon