توقيت القاهرة المحلي 16:07:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحذر والقدر

  مصر اليوم -

الحذر والقدر

بقلم: د. محمود خليل

قرارات حاسمة اتخذها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى مواجهة الموجة الثالثة من فيروس كورونا.

يأتى على رأس هذه القرارات توسيع الحجر الصحى لمواجهة الفيروس ليشمل جميع أراضى البلاد لمدة أربعة أسابيع، بالإضافة إلى إغلاق المدارس لثلاثة أسابيع، وتوقّع «ماكرون» أن تصل أعداد الوفيات فى بلاده جرَّاء الوباء إلى 100 ألف حالة قريباً.

السر فى هذه الخطوة من جانب الرئيس الفرنسى يرتبط بظهور السلالة البريطانية من «كورونا» وانتشارها وتفشيها فى أنحاء فرنسا. وكان «ماكرون» قد ذكر أوائل مارس الماضى أن 60% من مصابى «كورونا» التقطوا عدوى السلالة البريطانية بالأساس.

خطورة هذه السلالة أنها أسرع وأقدر على التحور، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين المصابين بها.

هذا الوضع لا ينطبق على فرنسا وحدها، بل يمتد إلى العديد من الدول الأوروبية الأخرى، وكذلك إلى غيرها من دول العالم. وقد أكد الرئيس الأمريكى جو بايدن أن المعركة ضد «كورونا» أبعد من أن تكون قد انتهت.

يحدث هذا فى دول توسعت فى تطعيم مواطنيها باللقاحات المحصّنة ضد الفيروس. فما بالك بالوضع فى غيرها؟!.

فى مصر أعداد المصابين بـ«كورونا» تزيد يوماً بعد يوم. الوزارة تقول إنها تزيد اثنتين أو ثلاث أو أربع حالات عند الانتقال من يوم إلى آخر، ويبدو أن مسئوليها نسوا أحاديثهم السابقة عن المتوالية الهندسية التى تحكم الزيادة فى أعداد المصابين.

منذ يومين أعلنت الوزارة أن أعداد المصابين بلغت 712 مصاباً بعد عدة أيام كان الرقم فيها يقل عن الـ700 إصابة، وكانت الزيادة اليومية التى تعلن عنها وزارة الصحة لا تزيد على 5 أو 10 إصابات فى اليوم.

وإذا كانت دول العالم المختلفة مشغولة بالحديث عن السلالات، خصوصاً السلالة البريطانية، فإن هذا الحديث غائب تماماً عن مسئولى الصحة بالمحروسة مصر، فما نعرفه أن عندنا «كورونا»، أما التفاصيل المتعلقة بنوع السلالة أو خرائط انتشارها أو نوع التحور الذى حدث للفيروس أو تأثيراته وأعراضه الجديدة وغير ذلك فأمر لا يشغل وزارة الصحة كثيراً.

الملاحظ أيضاً أن كم التشدد الذى تبديه الحكومة فى إجراءات مواجهة الموجة الجديدة من «كورونا» انخفض كثيراً مقارنة بما كانت عليه الحال خلال مثل هذه الأيام من العام الماضى.

يحدث هذا فى وقت يلاحظ فيه الجميع أن صفحات التواصل الاجتماعى عادت من جديد لتصبح منصات للدعاء من أجل الشفاء أو المواساة لمن فقد عزيزاً لديه نتيجة الإصابة بالفيروس.

ويبدو أن الحكومة رفعت الشعار المصرى الشهير «مفيش فايدة» فى مواجهة الفيروس. وحجتها حين السؤال حاضرة دائماً، فالسر دائماً يتمثل فى عدم وعى الشعب وعدم التزامه بالإجراءات الاحترازية التى ظلت تعلّمها له طيلة الأشهر الماضية.

المشكلة أن حالة التزاحم المعتاد التى تسبق شهر رمضان المبارك على أشدها هذه الأيام، وسوف تتضاعف معدلات التزاحم حتى داخل البيوت خلال الشهر الكريم.

ويبدو أن الجميع تصالح على فرضية أن «الحذر لا يمنع القدر».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحذر والقدر الحذر والقدر



GMT 03:48 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

قلنا: تفكير.. قالوا: تحصين وتكفير

GMT 03:47 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

فتح ملف الصناعة (١) «القانون هو الحل»

GMT 03:45 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

حسام حسن غلط فى دوري!!

GMT 03:36 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

د. أسامة السعيد.. هل يصبح خليفة سعيد سنبل؟!

GMT 03:25 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«الجن» برىء من الحرائق

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon