توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المساجد والمستشفيات

  مصر اليوم -

المساجد والمستشفيات

بقلم : محمود خليل

لا بأس من أن يتحدث عضو مجلس النواب المصري محمود بدر فيقول إن بناء المستشفيات مقدم على تشييد المساجد، فنحن بالفعل بحاجة إلى أن يكون بناء المستشفيات وتزويدها بما يلزمها هدفاً أساسياً من أهدافنا بعد تجربة كورونا بموجاتها المختلفة وأحاديث البعض عن ظهور أوبئة جديدة.

ولا بأس أيضاً من أن تعلق وزارة الأوقاف على هذا الطرح مشيرة إلى أهمية بناء المستشفيات وأهمية أن يتبرع الناس لها كما يتبرعون لبناء المساجد، وأن التبرع لعلاج الناس صدقة جارية، تماماً مثل التبرع لبناء مكان للتعبد.

أنا معهما تماماً فى أن بناء المستشفيات والمدارس والجامعات يعد أولوية على ما عداه، لأن هذه المشروعات هى التى تيسر مساحة لبناء الإنسان، جسماً وعقلاً.. كما أن دورها يتكامل مع دور المسجد فى البناء الروحى للإنسان.

لكننى فى المقابل لا أرى ضرورة للزج بقضية تجديد الخطاب الدينى فى هذا السياق. فليس المقصود من التجديد تهميش أماكن التعبد فى حياة المؤمنين بديانة سماوية معينة وإهمالها.

تجديد الخطاب الدينى يعنى تطوير فهم المؤمن لقضايا دينه تبعاً لمتغيرات ومستجدات عصره (العصرنة) مع تفعيل القيم النبيلة الثابتة التى توافقت عليها كل الأديان بالشكل الذى يؤدى إلى ترسيخ علاقات إنسانية أرقى (التطوير) بالإضافة إلى تحرير العقل الدينى مما علق به من شوائب وأفكار وخرافات لا تمت إلى الدين بصلة (التحرير) ووضع حد لاستغلال الدين كأداة لتحصيل المغانم الدنيوية بالضحك على عباد الله (التنوير).

ذلك هو المفهوم الذى أتصوره لقضية تجديد الخطاب الدينى، وهو مفهوم لا علاقة له من قريب أو بعيد بمسألة الاهتمام ببناء المساجد أو إهمالها، أو ترك التبرع لها وبذل المال فى مشروعات غيرها.

أخشى أن أقول إننا لا نتعامل مع مشكلاتنا بالدرجة المطلوبة من الجدية والعقلانية. فنحن بحاجة ملحة لتجديد فهم الناس للدين، لكن عندما نربط قضية التجديد بمحاصرة المساجد، بما تحمله من رمزية دينية، فإننا نخسر القضية، وبدلاً من أن نعمل فى اتجاه العقل الذى يعد الهدف الرئيسى للمجددين نعمل فى اتجاه مبان.

أحد أهداف تجديد الخطاب الدينى يتمثل فى محاصرة الإرهاب. والإرهاب لا يولد فى المسجد بل فى عقل إنسان يحتشد فكره بالضلالات التى غذاها فيه أطراف لها أهداف معينة، تسعى من خلالها لتوظيف الدين فى خدمة أغراض دنيوية. والمسجد كمبنى لا علاقة له بالمسألة.

ويبقى أن بناء وتطوير مستشفيات مصر أصبح ضرورة لا بد منها، وباتت المشروع الأهم الذى يجب أن يتبناه كل من المجتمع والدولة بكافة مؤسساتها.

المجتمع الأهلى له دور فى هذا السياق. ومن المهم بالفعل أن توجه وزارة الأوقاف وكافة المؤسسات الدينية الناس إلى القيمة الإنسانية الكبرى للتبرع للمستشفيات، بشرط الشفافية الكاملة فى الإعلان عن التبرعات ومسارات توجيهها، لأن للبعض تجارب سيئة مع مستشفيات ظلت تجمع تبرعات لعشرات السنين ولم تكتمل خدماتها حتى الآن، وقد أثير حول بعضها شبهات فساد.

ومن المهم فى المقابل أن نشير إلى أن مجرد التبرع لبناء مستشفيات لن يحل المشكلة إذا لم تنزل الحكومة بثقلها كاملاً وتتفهم أن تطوير المؤسسة الصحية لدينا أصبح واجب الوقت.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المساجد والمستشفيات المساجد والمستشفيات



GMT 05:30 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

اعترافات ومراجعات (59) من أحمد حسنين إلى أسامة الباز

GMT 05:27 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

مشروع إنقاذ «بايدن»!

GMT 05:24 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

ما تحمله الجائزة

GMT 05:20 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

من هو (موسيقار الأجيال الحقيقي)؟!

GMT 05:16 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

هل من نجاة؟

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 21:14 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

الفنانة مي فخري تعلن ارتدائها الحجاب بشكل رسمي

GMT 09:50 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

معلومات مهمة عن عداد الكهرباء مسبوق الدفع

GMT 09:34 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

"دويتشه بنك" يتوقع حلول "عصر الفوضى"

GMT 14:16 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 13:50 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

إصابة نجل جوليا بطرس بفيروس كورونا في لندن

GMT 08:12 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعود من دبي من أجل "البرنس"

GMT 21:16 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أول تعليق لـ"منى فاروق" على شائعة انتحارها

GMT 05:24 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

600 مليون دولار حجم الاستثمارات الأردنية في مصر

GMT 02:05 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أب يذبح ابنته الصغرى لضبطها في أحضان عشيقها داخل غرفتها

GMT 21:35 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

السيطرة علي حريق بقرية الشنطور فى بني سويف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon