توقيت القاهرة المحلي 16:07:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

د. محمود خليل يكتب: اختبار صلابة المصريين

  مصر اليوم -

د محمود خليل يكتب اختبار صلابة المصريين

بقلم: د. محمود خليل

منذ أن حفرها المصريون بسواعدهم شاء الله أن يكون بحر القنال مسرحاً لاختبار صلابة هذا الشعب وقدرته على تجاوز التحديات التى يواجهها.

اللافت أن رحلة التحديات بدأت منذ اللحظة التى ضرب فيها أول معول فى حفر قناة السويس فى أحد أيام شهر رمضان. يومها وقف ديلسبس يخطب فى العمال قائلاً: «باسم شركة قناة السويس البحرية الكونية، وبمقتضى قرارات مجلس إدارتها، نضرب الآن أول ضربة فأس على هذه الأرض، لفتح مداخل الشرق إلى تجارة الغرب ومدنيته، ونحن متّحدون هنا فى إخلاص واحد لصالح مساهمى الشركة ومصالح الأمير النبيل محمد سعيد، منشئها الكريم والمحسن إليها صنعاً».

شارك فى حفر قناة السويس كما تذكر كتب التاريخ نحو 20 ألف مصرى، البعض يقول إنهم كانوا أكثر من ذلك بكثير. فالاتفاق المبرم بين «سعيد» و«ديلسبس» ألزم الحكومة المصرية بتقديم أربعة أخماس العمال الذين تحتاج الشركة إليهم، ولو بلغ عددهم عشرين ألفاً.

نجح المصريون فى إنجاز المهمة ودفع جيل منهم ثمناً غالياً وقدم تضحية كبرى من أجل إتمام المشروع الذى صبّت عوائده فى حجر الأجيال التالية من المصريين.

كانت القناة على موعد مع تحدٍّ آخر أثبت فيه المصريون كامل قدرتهم على الإنجاز. واللافت أنه جاء أيضاً فى شهر رمضان. ففى اليوم العاشر من هذا الشهر الكريم عام 1393 هجرية (6 أكتوبر 1973) تمكن المصريون من إنجاز المهمة التى كان يصفها العدو بالمستحيلة، فعبروا القناة واقتحموا خط بارليف وسطروا ملحمة حرب أكتوبر التى أثبت فيها المصرى قدرته على القفز على محنه وأزماته والعبور من شاطئ اليأس إلى شاطئ الرجاء.

كان التحدى كبيراً لكن المصرى أثبت كفاءته وقدرته، وتمكن بروح أكتوبر من تحقيق النصر وخلع ثوب أحزانه وإحباطه الذى تولد عن النكسة.

ومع الساعات الأولى من شهر شعبان فى يومه السادس عشر عام 1442 هجرية (29 مارس 2021) تمكن المصريون من قلقلة السفينة التى شحطت فى بحر القنال وإعادة تعويمها من جديد لتعود الملاحة بالقناة إلى العمل فى خدمة التجارة العالمية.

تكاثرت الأيدى وأجهدت أذهان المصريين، وتعدّدت التجهيزات، وتواصلت المحاولات حتى تمكنا من فعلها، ليعود كل شىء إلى أصله، الماء إلى الجريان، والسفن إلى الإبحار، والناس إلى أعمالها.

يحتاج المصريون من حين إلى آخر إلى «اختبار صلابة» يثبتون من خلاله قدرتهم على الفعل والإنجاز. وقد مثل شحوط السفينة «إيفر جيفن» واحداً من هذه الاختبارات التى نجح فيها المصريون.

إنجاز يستحق الإشادة، وليته يشكل بالنسبة لنا نقطة انطلاق نحو المزيد من الإنجازات التى نجد أنفسنا فى أشد الحاجة إليها.

أكثر ما نحتاجه فى مصر هو الثقة فى أنفسنا وقدراتنا.. فليكن هذا الإنجاز مقدمة لإطلاق طاقات هذا الشعب، وفتح الطريق أمام ما يمتاز به أهله من قدرات، فهم قادرون بأنفسهم -لو مُنحوا الفرصة- على حل مشكلاتهم.

وإلى جوار الثقة فى النفس نحن أيضاً بحاجة إلى الصدق مع أنفسنا، فالصدق مع النفس هو الطريق الأقصر لحل المشكلات، وهو الضمانة الكبرى لعدم تكرارها.

القناة قناة المصريين وكل إمكانيات هذا البلد هى ملك لأهله، وكل إنجاز أو تطوير لهذه الإمكانيات مردوده على الشعب، لذلك علينا أن نحافظ على ما نملكه بمنتهى القوة والعزيمة والإصرار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

د محمود خليل يكتب اختبار صلابة المصريين د محمود خليل يكتب اختبار صلابة المصريين



GMT 03:48 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

قلنا: تفكير.. قالوا: تحصين وتكفير

GMT 03:47 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

فتح ملف الصناعة (١) «القانون هو الحل»

GMT 03:45 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

حسام حسن غلط فى دوري!!

GMT 03:36 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

د. أسامة السعيد.. هل يصبح خليفة سعيد سنبل؟!

GMT 03:25 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«الجن» برىء من الحرائق

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon