توقيت القاهرة المحلي 10:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صاحب الرأي.. وأهل السياسة

  مصر اليوم -

صاحب الرأي وأهل السياسة

بقلم: د. محمود خليل

ينتمى عبدالله بن عمر إلى الجيل الثانى من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم، من أبناء كبار الصحابة الأوائل، لكنه كان مختلفاً أشد الاختلاف عن الكثير من رصفائه من أبناء جيله، مثل الحسين بن على وعبدالله بن الزبير بن العوام.

عبدالله بن عمر لم يكن ابن دنيا، بل كان عالماً زاهداً، روى العديد من الأحاديث عن النبى صلى الله عليه وسلم، وامتاز بقدر كبير من الزهد دفعه إلى النأى بنفسه عن المواقف السياسية التى اشتعلت وتفاعلت بعد وفاة النبى، لكن أحياناً ما كانت تدفع به الظروف إلى معتركات السياسة على غير رغبة منه.

ظهر عبدالله بن عمر على مسرح الأحداث لحظة احتضار عمر بن الخطاب، عندما كان الخليفة يضع معايير عمل «أهل الشورى» الستة الذين عهد عمر باختيار الخليفة من بينهم، حين رضى عبدالله الدخول كحكم فى حالة وقوع خلاف أهل الشورى، لكن كُتاب التراث لا يذكرون له أى دور فى هذا السياق، بعد أن استأثر عبدالرحمن بن عوف بالأمر.

فى كل الأحوال كان «ابن عمر» ينأى بنفسه عن مشاهد الصراع السياسى، وعندما كان على بن أبى طالب يحاول ندب أهل المدينة للخروج معه لقتال أهل الشام ويأبون عليه، طلب عبدالله بن عمر، وحرضه على الخروج معه، فقال: إنما أنا رجل من أهل المدينة، إن خرجوا خرجت على السمع والطاعة، ولكن لا أخرج للقتال فى هذا العام، ثم تجهز ابن عمر وخرج إلى مكة.

رفض عبدالله بن عمر أيضاً المشاركة فى الثورة التى شهدتها المدينة ضد حكم يزيد بن معاوية والمسماة بثورة «الحرة»، وعندما استشاروه فى أمر خلع الوالى الأموى عليها رفض ذلك ونصحهم بالسمع والطاعة لبنى أمية.

كان «معاوية» أكثر من يفهم شخصية عبدالله بن عمر، وكذا شخصية كل نظرائه من أبناء كبار الصحابة، يشهد على ذلك مقالته لولده يزيد، لما اشتد به المرض وشارف على الوفاة، قال معاوية ليزيد: «إنى لست أخاف عليك أن ينازعك فى هذا الأمر إلا أربعة نفر من قريش: الحسين بن على، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن الزبير، وعبدالرحمن بن أبى بكر؛ فأما ابن عمر فإنه رجل قد وقذته العبادة، فإذا لم يبق أحد غيره بايعك؛ وأما الحسين بن على فهو رجل خفيف، ولن يتركه أهل العراق حتى يخرجوه، فإن خرج وظفرت به فاصفح عنه، فإن له رحماً ماسة وحقاً عظيماً، وقرابة من محمد صلى الله عليه وسلم، وأما ابن أبى بكر فإن رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله، ليس له همة إلا فى النساء واللهو، وأما الذى يجثم لك جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب فإن أمكنته فرصةٌ وثب فذاك ابن الزبير، فإن هو فعلها بك فظفرت به فقطعه إرباً إرباً؛ واحقن دماء قومك ما استطعت».

لست أجد قولاً يلخص شخصية هذا الرجل مثل قوله: «من سئل عما لا يدرى، فقال: لا أدرى، فقد أحرز نصف العلم».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صاحب الرأي وأهل السياسة صاحب الرأي وأهل السياسة



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة

GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon