توقيت القاهرة المحلي 18:25:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ومن النفاق ما قتل

  مصر اليوم -

ومن النفاق ما قتل

بقلم : د. محمود خليل

عنوان المقال هو عنوان لأحد الكتب المثيرة التى أبدعتها قريحة الراحل الكريم الدكتور إبراهيم عبده. ولمن لا يعرفه يعد «إبراهيم عبده» واحداً من ألمع أساتذة الصحافة فى مصر قبل ثورة يوليو 1952 وبعدها. وربما كان جيلنا فى كلية الإعلام آخر جيل استمع إليه، وكان قد بلغ من الكبر عتياً، بعد قرار تعيينه أستاذاً متفرغاً بالكلية عام 1982. الكتاب يبين من عنوانه فهو يعالج حالة الضياع التى تعيشها الأمم التى يسودها النفاق، والمآلات الكارثية التى تنتهى إليها.

تتوجه أغلب أفكار الكتاب إلى فترة السبعينات، التى احترف فيها العديد من الساسة والإعلاميين نفاق الرئيس السادات، وكيف أنه كان يطرب لذلك، رغم علمه بأن من يصفِّقون ويطبِّلون ويرقصون من حوله، أوجعتهم أيديهم من التصفيق وشبعوا طبلاً ورقصاً أيام سلفه الرئيس جمال عبدالناصر. لم ينسَ الكاتب وهو يقدم للطبعة الثالثة من كتابه (صدرت عام 1983) أن يوجه رسالة إلى حسنى مبارك الذى كان قد ترأس الجمهورية عقب اغتيال الرئيس السادات فى حادث المنصة الشهير (أكتوبر 1981)، نصحه فيها بأن يكون رئيساً لكل المصريين، وألا يتحزَّب ولا يستجيب لمن يدعوه إلى التحزُّب أو رئاسة حزب، وأن يعلم أن الديمقراطية هى أكبر ضمانة للاستقرار، وأنسب بيئة للتنمية، وحذره من النفاق والمنافقين، حرصاً على أُمته وحرصاً على نظام حكمه.

نصيحة إبراهيم عبده صالحة أيضاً لهذا الزمان. لعلك تتفق معى بأن أهل المغنى فى الإعلام أوجعوا دماغنا، وأصبح الجمهور فى عرض «دقيقة سكوت لله». إعلاميون متلوّنون، يجيدون تغيير جلدهم وتغيير بوصلتهم مع كل نظام جديد. يفتقرون إلى أدنى درجات الاستقامة، ولا يتورعون عن التناقض مع أنفسهم عشرات المرات فى الدقيقة الواحدة، ولك أن تتخيل كم من المرات يتناقضون فيها مع أنفسهم عبر تجربتهم فى العمل. مَن كانوا يصفقون له بالأمس يلعنونه اليوم. هذه الفصيلة من الإعلاميين التى سوّتهم تجربتهم من «نفاق» يضرون أكثر مما ينفعون. وأمثال هؤلاء ينطبق عليهم ما قِيل للحسين من بعض مَن حذروه من أهل العراق: «إن هؤلاء قوم قلوبهم معك وسيوفهم عليك»!.

أما مشاهد النفاق لدى بعض المسئولين داخل عدد من مؤسساتنا فتستطيع أن تجدها فى هذا المسئول أو ذاك الذى يستغرق بلسانه فى الحديث عن الوطن والوطنية والعطاء والعمل، فى حين تجد بعضهم حول المؤسسات التى يقودها إلى تكية أو عزبة شخصية يديرها كما شاء، إنه يرى أن ذلك من حقه وتلك مكافآته.. ألم يؤدّ تحية العلم ويصلب نفسه وسط المجموع حتى يأخذ «اللقطة»؟!. ألم يرتدِ ملابس شبابية رياضية وجمع عدداً من الشباب ودخل معهم فى سباق أو لعب معهم «ماتش كورة»؟!. يكفيه جداً هذا ليبروز نفسه كقيادة رشيدة فى موقعه، ثم إنه فوق ذلك يسمع ويطيع لمن يظن أنه يملك له نفعاً وضراً، ويشنّف أذنه بمواويل المديح. لقد بلغ أمثال هذا المسئول من «علم اللوع» مبلغه.. ذلك العلم الذى قال عنه صلاح جاهين: «علم اللوع أضخم كتاب فى الأرض.. بس اللى يغلط فيه يجيبه الأرض.. أما الصراحة فأمرها ساهل.. لكن لا تجلب مال ولا تصون عرض». عجبى!.

نقلا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ومن النفاق ما قتل ومن النفاق ما قتل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 19:37 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

سفيتولينا تودع بطولة فرنسا المفتوحة للتنس أمام بودوروسكا

GMT 12:53 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

علماء يكتشفون79 مضادا حيويا جديدا في براز الإنسان يطيل العمر

GMT 01:31 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

رانيا يوسف ترقص أمام مدرسة ابنتها احتفالا بتخرجها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon