توقيت القاهرة المحلي 12:07:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

الأردن يعبر المرحلة الحرجة؟

  مصر اليوم -

الأردن يعبر المرحلة الحرجة

بقلم - محمد علي فرحات

 ليس الأردن وحده في أزمة اقتصادية، فالأمر ينسحب على لبنان، وعلى دول أخرى في المشرق تعاني ما يتجاوز الاقتصاد إلى الخطر على كيانها السياسي والاجتماعي، مثل فلسطين وسورية والعراق.

ثمة إجماع على استناد الاقتصاد الأردني، في واحد من بنوده الرئيسية، إلى مساعدات عربية ودولية، وهو لم يصل بعد إلى وضع يمكّنه من الاستغناء عنها. هذه هي المشكلة في الأصل، وما يجعلها تتفاقم اعتياد الجمهور الأردني على استقرار اقتصادي أوصله إلى الشعور بالعيش في دولة رعاية، وهذا الأمر غير صحيح، وفي حال صحته فهو يفتقد ضمانات الديمومة.

الأردن واحد من الكيانات السياسية في المشرق العربي التي اعتاد القوميون الرومانسيون اعتبارها مرتبطة بأدوار، حتى إذا انتهى الدور ينتهي الكيان. هذه النظرة التي سادت لدى حركة القوميين العرب وحزب البعث منعت أو أضعفت تشكّلات الإدارة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في كل من هذه الكيانات. وحيث حكم البعثيون، أي في سورية والعراق، جرى احتقار الشعور الوطني واعتباره خيانة للأمة الواحدة الكبرى: «من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر» وهي جملة شعرية أهداها الشاعر سليمان العيسى لاحقاً لزعيم حركة 23 يوليو المصرية حين حقق الوحدة مع سورية، وأردفها بالقول «لبيك عبدالناصر».

ليس الأمر ببساطة هذه الرومانسية القاتلة، فالكيانات السياسية التي نشأت بعد انهيار السلطنة العثمانية ما لبثت أن أصبحت أوطاناً ترتبط بها شعوب وتنتمي إليها، وتريد العيش كما يعيش مواطنو دول أخرى في العالم. لقد صار حقيقياً وملموساً وواقعياً وجود مواطن أردني وآخر سوري وثالث عراقي ورابع لبناني، بل أيضاً مواطن فلسطيني ينتظر أن تتحقق مواطنته في دولة. ومن هنا فالأزمة الأردنية ليست ناتجة عن نهاية دور للكيان لأن الأدوار تتغير والأوطان تبقى. المواطن الأردني يعيش هذه الحقيقة، والمجموعات المتظاهرة اعتراضاً على مشاريع قوانين اقتصادية، إنما بعثت برسالة عتب إلى النظام أو إلى بعض مكوّناته، لكن الثقة باقية والخطاب الموجّه إلى الملك عبدالله الثاني كان موحّداً بين المتظاهرين ورجال الشرطة الذين يحرسونهم.

الثقة الإجماعية بالملك صار مطلوباً أن تنسحب على القياديين الرئيسيين فالوضع لا يحتمل اجتهادات غير محسوبة، والمساعدات الآتية من خارج الحدود هي أرقام وليست فقط كلاماً يؤكد الصداقة. صارت نظرة المحيط القريب والمحيط البعيد فاترة في خصوص العون الاقتصادي، وقد تغيرت الأولويات مع التعقيد السياسي والعسكري، وبالتالي الاقتصادي، الذي تعيشه أوروبا وأميركا ودول الشرق الأوسط. من هنا يفترض المراقبون الحسنو النية أن تعمد الحكومة الأردنية الجديدة إلى التأكيد على الثقة بين الحاكم والمحكوم، انطلاقاً من الشفافية والمصارحة، فما هو مطلوب من أركان الدولة مطلوب مثله من المواطنين: حسن التدبير والصبر على ندرة الموارد، والسعي الواقعي إلى تحسين الإنتاج في الزراعة والصناعة والسياحة والتجارة ومناجم الفوسفات وغيره، والتعاون بين المقيمين والمغتربين لتخطي مرحلة الشحّ الاقتصادي التي يمر بها الأردن ويعاني منها مواطنوه. ولحسن الحظ فإن أوروبا والولايات المتحدة لا تزالان تدعمان في الأردن مشاريع إنمائية وإنسانية، مثل إنشاء المدارس وتحسين أدائها وإنشاء وتطوير مستشفيات وتمكين المرأة عبر مؤسسات تقدم لها آفاق العمل والحضور الاجتماعي. هذا الدعم يخفف عن خزينة الدولة أعباء يمكن تخصيصها لمجالات أخرى يحتاجها المجتمع.

وقبل أي أمر آخر يجب توضيح الصورة: ما هي معالم الأزمة الاقتصادية حقاً في الأردن؟ وما هي مشاريع القوانين التي تتحاور الحكومة والمجتمع حولها لإقرارها ومراقبة تطبيقها على أرض الواقع؟ رئيس الحكومة الجديد عمر الرزاز من أهل الوضوح والتفاعل مع الآخر، ويمكن بالشفافية والثقة المتبادلة بين مختلف الأطراف، بمن فيهم الحرس القديم، أن يعبر الأردن دولة ومجتمعاً هذه المرحلة الحرجة.


نقلا عن الحياة اللندنية.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

ليس الأردن وحده في أزمة اقتصادية، فالأمر ينسحب على لبنان، وعلى دول أخرى في المشرق تعاني ما يتجاوز الاقتصاد إلى الخطر على كيانها السياسي والاجتماعي، مثل فلسطين وسورية والعراق.

ثمة إجماع على استناد الاقتصاد الأردني، في واحد من بنوده الرئيسية، إلى مساعدات عربية ودولية، وهو لم يصل بعد إلى وضع يمكّنه من الاستغناء عنها. هذه هي المشكلة في الأصل، وما يجعلها تتفاقم اعتياد الجمهور الأردني على استقرار اقتصادي أوصله إلى الشعور بالعيش في دولة رعاية، وهذا الأمر غير صحيح، وفي حال صحته فهو يفتقد ضمانات الديمومة.

الأردن واحد من الكيانات السياسية في المشرق العربي التي اعتاد القوميون الرومانسيون اعتبارها مرتبطة بأدوار، حتى إذا انتهى الدور ينتهي الكيان. هذه النظرة التي سادت لدى حركة القوميين العرب وحزب البعث منعت أو أضعفت تشكّلات الإدارة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في كل من هذه الكيانات. وحيث حكم البعثيون، أي في سورية والعراق، جرى احتقار الشعور الوطني واعتباره خيانة للأمة الواحدة الكبرى: «من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر» وهي جملة شعرية أهداها الشاعر سليمان العيسى لاحقاً لزعيم حركة 23 يوليو المصرية حين حقق الوحدة مع سورية، وأردفها بالقول «لبيك عبدالناصر».

ليس الأمر ببساطة هذه الرومانسية القاتلة، فالكيانات السياسية التي نشأت بعد انهيار السلطنة العثمانية ما لبثت أن أصبحت أوطاناً ترتبط بها شعوب وتنتمي إليها، وتريد العيش كما يعيش مواطنو دول أخرى في العالم. لقد صار حقيقياً وملموساً وواقعياً وجود مواطن أردني وآخر سوري وثالث عراقي ورابع لبناني، بل أيضاً مواطن فلسطيني ينتظر أن تتحقق مواطنته في دولة. ومن هنا فالأزمة الأردنية ليست ناتجة عن نهاية دور للكيان لأن الأدوار تتغير والأوطان تبقى. المواطن الأردني يعيش هذه الحقيقة، والمجموعات المتظاهرة اعتراضاً على مشاريع قوانين اقتصادية، إنما بعثت برسالة عتب إلى النظام أو إلى بعض مكوّناته، لكن الثقة باقية والخطاب الموجّه إلى الملك عبدالله الثاني كان موحّداً بين المتظاهرين ورجال الشرطة الذين يحرسونهم.

الثقة الإجماعية بالملك صار مطلوباً أن تنسحب على القياديين الرئيسيين فالوضع لا يحتمل اجتهادات غير محسوبة، والمساعدات الآتية من خارج الحدود هي أرقام وليست فقط كلاماً يؤكد الصداقة. صارت نظرة المحيط القريب والمحيط البعيد فاترة في خصوص العون الاقتصادي، وقد تغيرت الأولويات مع التعقيد السياسي والعسكري، وبالتالي الاقتصادي، الذي تعيشه أوروبا وأميركا ودول الشرق الأوسط. من هنا يفترض المراقبون الحسنو النية أن تعمد الحكومة الأردنية الجديدة إلى التأكيد على الثقة بين الحاكم والمحكوم، انطلاقاً من الشفافية والمصارحة، فما هو مطلوب من أركان الدولة مطلوب مثله من المواطنين: حسن التدبير والصبر على ندرة الموارد، والسعي الواقعي إلى تحسين الإنتاج في الزراعة والصناعة والسياحة والتجارة ومناجم الفوسفات وغيره، والتعاون بين المقيمين والمغتربين لتخطي مرحلة الشحّ الاقتصادي التي يمر بها الأردن ويعاني منها مواطنوه. ولحسن الحظ فإن أوروبا والولايات المتحدة لا تزالان تدعمان في الأردن مشاريع إنمائية وإنسانية، مثل إنشاء المدارس وتحسين أدائها وإنشاء وتطوير مستشفيات وتمكين المرأة عبر مؤسسات تقدم لها آفاق العمل والحضور الاجتماعي. هذا الدعم يخفف عن خزينة الدولة أعباء يمكن تخصيصها لمجالات أخرى يحتاجها المجتمع.

وقبل أي أمر آخر يجب توضيح الصورة: ما هي معالم الأزمة الاقتصادية حقاً في الأردن؟ وما هي مشاريع القوانين التي تتحاور الحكومة والمجتمع حولها لإقرارها ومراقبة تطبيقها على أرض الواقع؟ رئيس الحكومة الجديد عمر الرزاز من أهل الوضوح والتفاعل مع الآخر، ويمكن بالشفافية والثقة المتبادلة بين مختلف الأطراف، بمن فيهم الحرس القديم، أن يعبر الأردن دولة ومجتمعاً هذه المرحلة الحرجة.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن يعبر المرحلة الحرجة الأردن يعبر المرحلة الحرجة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt