توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الشعوب تريد الترفيه

  مصر اليوم -

الشعوب تريد الترفيه

بقلم - محمد رُضــا

سمعتها في أذني لأول مرّة عندما علّق قارئ على فيلم كان مدحه الناقد الراحل سمير نصري ما دفع القارئ إلى مشاهدة الفيلم بعدما سطت كلمات ناقد «النهار» آنذاك عليه. حين خرج كتب ما مفاده أن الفيلم لم يعجبه ووجده لا يستحق المشاهدة، وبيَّن أسبابه، ثم أضاف أنه خرج من الفيلم بدرس مفاده إذا أُعجب الناقد بفيلم فإن معنى ذلك الوحيد هو أنه لا يستحق المشاهدة، وإذا شتمه «فسأسارع بمشاهدته على الفور» كما قال ذلك القارئ.

تفحصت المقطع المقصوص الذي احتفظت به وسواه من تلك الأيام الغابرة، وأدركت أن الوضع لا يزال على حاله. ها هو طبيب تعرفت عليه في الطائرة التي أقلتني أمس من برلين إلى لندن يقول بعدما تبادلنا حوار الطائرات المعتاد: «إذن أنت ناقد سينمائي... ما هو الفيلم الذي أعجبك لكي لا أشاهده؟».

كانت إشارة خبيثة لكنها منتشرة نشرتها مجلات السينما في زاوية «بريد القراء» منذ الأزل. ما يعجب الناقد لا يعجب الجمهور، ونقده المناوئ لفيلم هو دعوة غير مباشرة لحضوره. وهذا ما زال واقعاً إلى اليوم لأنه إذا ما راجع الواحد منا معظم الأفلام التي اعتلت المركز الأول في الإيرادات الأسبوعية، وجد أن النقاد (الفعليين وليس أولئك الذين يكتبون آراء سينمائية) تصدوا لها بالمرصاد، أو على أضعف تقدير عكسوا للقارئ وجهة نظر لا تحبذ صرف 10 دولارات لمشاهدة الفيلم (وغالباً أكثر).
هذا الواقع ليس شاملاً ومن دون استثناءات. لكن هناك العديد من «نقاد» المواقع، وهي بالألوف، يكتبون ما يحتاجه الجمهور. لقد قرروا أن الزبون على حق فاستجابوا له. وجدوا أن تأييد الجمهور على وجه أو آخر يبقيهم أكثر في أعمالهم.
لكن هل هناك نقيض فعلي بين النقاد والجمهور؟ بالطبع. هناك نقيض وهناك لقاء. لكن رقعة النقيض ربما كانت أوسع، خصوصاً أن هذا يعتمد على حقيقة أن هناك مصدرين ثقافيين في هذه اللعبة: جمهور غالب يود الترفيه ونقاد آتون من مراجع فكرية وفنية.
في عالمنا العربي هناك أسباب أخرى لمثل هذا التناقض: إذ تفتح الصحف والمواقع كثيراً ما تطالعك إحدى هذه الروتينيات:
• مقال نقدي مؤلف من خطاب في الفكر مع استخدامات لكلمات صعبة للبرهنة عن العلم بالشيء.
• مقال يذكر الحكاية من «طقطق لسلام عليكم» كما لو أن هذا هو ما يحتاجه القارئ.
• مقال ينتمي إلى رأي الكاتب في أي شيء يثيره الفيلم، فيعتبر أن النقد هو إذا ما كان هو - وحده - يوافق عليه أم لا.
• ثم تلك الهجمة على الكتابة حول الذات (وهذه منتشرة حول العالم) ما يجعل القارئ يترك الناقد المتأله بنفسه ويمضي لسواه.
السينما هي الكل. والناقد يجب أن يكون متوازناً ومدركاً أن رسالته هي جذب القارئ إلى الفيلم الجيد، وليس إلقاء نظرياته ويلقنه دروسه. هو صلة الوصل بين الفيلم وجمهوره.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعوب تريد الترفيه الشعوب تريد الترفيه



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك

GMT 09:42 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك 4 مخاطر للنوم بعد تناول الطعام مباشرة عليك معرفتها

GMT 21:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

بدرية طلبة على سرير المرض قبل مشاركتها في موسم الرياض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon