توقيت القاهرة المحلي 09:33:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحدث في مصر الآن

  مصر اليوم -

يحدث في مصر الآن

بقلم - يوسف القعيد

كان نص الخبر متقشفاً مختصراً:
- محافظة القاهرة تغير اسم شارع سليم الأول، وتؤكد: قتل آلاف المصريين.
ثم خرج علينا أحد أساتذة التاريخ الحديث ليعلن أنه هو الذي سعي لتغيير اسم الشارع لأن الرجل كان جلاداً، ثم إنه يمثل هجمة عثمانية قديمة علي مصر.
دُهشت من الخبر. وتوقفت أمامه طويلاً بسبب طريقة التجزئة في التعامل مع قضايانا. فليس اسم شارع سليم الأول بالزيتون هو المشكلة الوحيدة. عندما كنت أذهب إلي هذه المنطقة لأحضر وأشارك في الفعاليات التي كانت تقام في ورشة الزيتون الإبداعية الكائنة بمقر حزب التجمع بالزيتون. والتي كان يتولاها الشاعر شعبان يوسف. وكانت الورشة منارة ثقافية فكرية لعبت دوراً مهماً في ثقافتنا المصرية والعربية.. وقتها كنت أستغرب أن شارع سليم الأول يوازيه شارع طومان باي. والمعروف تاريخياً أن الأول قتل الثاني. ومثَّل بجثته. وفعل به ما لم يفعله إنسان بإنسان، فطومان باي قاوم الاحتلال العثماني لمصر 1517، وحاول استنهاض همم المصريين ضده، ولكنه - مثلما يحدث للكثيرين - مُني بالهزيمة ومُثِّل به أشنع تمثيل.
لست ضد إعادة النظر في مسلمات حياتنا، وأسماء الشوارع والميادين العامة ليست مقدسة، ويمكن أن نطرح عليها تساؤلاتنا ومتغيرات حياتنا، وما يقوم به الإنسان قابل للتغيير إذا رغب، لكن خطورة الإجراء الذي اتُخِذَ ونُسِبَ لمحافظة القاهرة وهو اسم معنوي. ولم ينسب للمحافظ المهندس عاطف عبد الحميد، وقد تولي المحافظة 7 سبتمبر 2016 وهو اسم معنوي. وإلغاء اسم الشارع خطوة ناقصة تُشكل مبتدأ جملة لم نصل إلي خبرها. ألغي اسم سليم الأول، ولكن الشارع لا بد أن يكون له اسم آخر، وقبل أن أحذف الاسم القديم لا بد أن أكون قد توصلت للاسم الجديد.
المفروض أن في كل محافظة لجنة علمية متخصصة لتسميات الشوارع تشمل المؤرخين وعلماء الحضارة ومن يهتمون بالمدن قديمها وحديثها. قرارات اللجنة تعتمد من المحافظ، لكن لا أعتقد أنه من سلطة المحافظ إلغاء اسم أو استحداث اسم إلا بعد العودة للجنة، هذا إن كنا نريد أن نرسي دولة المؤسسات.
لا أدافع عن الغازي والمحتل العثماني، وإن كنت لا أحب أن يكون تغيير اسم الشارع رداً علي الهوس الهستيري الذي يقوم به المهووس حاكم اسطنبول. فهناك ردود كثيرة لم نقترب منها ولم نجربها ولم نستخدمها. لا بد أن تكون لدينا معايير عامة معلنة شفافة لأي قرار يمكن اتخاذه، خصوصاً إذا اقترب من الحياة اليومية للناس، أما سياسة الفعل ورد الفعل فلا تليق بمصر

 

 

 

عن الاخبار القاهري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحدث في مصر الآن يحدث في مصر الآن



GMT 02:56 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«حماس» 67

GMT 02:50 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نهاية مقولة «امسك فلول»

GMT 02:30 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الإعلام البديل والحرب الثقافية

GMT 02:26 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«الدارك ويب» ودارك غيب!

GMT 02:11 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاستثمار البيئي في الفقراء

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon