توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البذور التي لا تموت

  مصر اليوم -

البذور التي لا تموت

بقلم - عائشة سلطان

الذين يسلطون آلة القتل ضد النساء والأطفال تحديداً، لا يفعلون ذلك بطريق الخطأ حتماً، ذلك تبرير مستفز يحمل ما يحمل من تضليل للرأي العام، فالذي يقتل الأطفال لا يفكر إلا في هدف وحيد هو قتل الحياة، من خلال الخلاص من بذور الحياة: الأطفال، الذين يمثلون الغد، والأمل، والنهوض، والتغيير.

إن الأطفال في كل مكان هم خمائر المستقبل، المؤتمنون على الحقوق وحفظ الحياة والجينات وجميع المورثات الثابتة لكل أمة، هم ولا أحد غيرهم، من تخطط المدن لأجلهم، ويؤسس الأمن والسلام والاقتصاد لأجل تأمين الحياة المثلى لهم، لذلك وبرغم كل ما نراه ونشهده، فإن وأد الحياة على أرض فلسطين أمر مستحيل الحدوث، فهذا شعب متجذر لآلاف السنين في تربته وحضارته ولغته وهويته، وليس من اليسير أو الممكن اجتثاثه أو إبادته، إنه ليس كالهنود الحمر ليتلاشى، ولا كالديناصورات لينقرض، إنهم بذور صلبة كأشجار الزيتون المباركة والمعمرة.

«حاولوا دفننا ولم يعلموا أننا بذور» إن هذه العبارة ذات المغزى العميق والملهم جداً، والتي تنسب لجيفارا، تصلح أن تقال في مواجهة كل محاولة للإلغاء والطمس والاجتثاث والإبادة، فوحدها البذور الفاسدة تعطب في الأرض، أما البذور الصالحة والشعوب القوية، فكلما حاولت دفنها منحتها فرصة أقوى للحياة، لأنها تحتمي بدفء تربتها لتنبت من جديد مراراً وتكراراً.

يقول أحدهم متحدياً: أتظن أنهم بمحو الشعر ينهون القصائد، وأنهم إذا طمسوا البذور عميقاً تنتهي حكاية الأشجار؟ إن للحكايات منطقاً عكس ذلك تماماً!

في روايتها الأخيرة «جزيرة الأشجار المفقودة» تصرخ الكاتبة التركية ألف شافاق، مستعيرة صوت الطفلة إيدا ابنة الأب اليوناني والأم التركية المسلمة، لتتحرر من حالة الطمس القاتل لجذورها التي تشعر بها حية في داخلها، برغم اجتهادات والديها لقطع صلاتها بهذه الجذور، وإعادة إنتاج هوية جديدة للطفلة عبر العيش والتعلم في بيئة لندن التي عجزت أن تتخذها هوية بديلة لها، فالانتماء بذرة، والبذور إذا دفنت تنمو أشجاراً ولا تموت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البذور التي لا تموت البذور التي لا تموت



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt