توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسئوليات الإعلام الرياضى..

  مصر اليوم -

مسئوليات الإعلام الرياضى

بقلم: حسن المستكاوي

** تناول الزميل عماد حسين قبل أيام مسئولية النقد الرياضى، الذى أصبح الآن يضم تحت رايته الإعلام وبرامجه ومقدمى البرامج والمعلقين أيضا. ومن الطبيعى أن يشجع الإنسان فريقه المفضل، وأن يعلن ذلك. لكن ليس طبيعيا أن يصيغ الناقد رأيه بلون فانلة الفريق الذى يشجعه. وللأسف هناك ظاهرة عربية عامة، وهى تحيز النقاد والصحفيين والمعلقين العرب لمنتخبات ولفرق أندية بلادهم، وتحيزهم للفرق التى تنتمى للإقليم وتواجه فرقا إفريقية وآسيوية وأوروبية، وقد يجد المعلق العربى نفسه فى «خانة اليك»، بلغة أهل الطاولة «حين يواجه فريق بلده العربى فريقا عربيا..!
** أعرف أن المعلق فى المدرسة الإنجليزية ينفعل، ويصيح أحيانا، ويصيبه الحماس لهدف أو للعبة خارقة جميلة، لكنه لا يصرخ على منتخب إنجلترا وهو يلعب أمام ألمانيا ولا يوجهه مع أن البلدين عاشا فى حروب عالمية ذهبت بملايين الضحايا فى القارة الأوروبية كلها، ولا يقول المعلق الإنجليزى وهو يمارس عمله مناديا على لاعبى فريقه أو منتخب بلاده: «حاسب، امسك، شوط.. يا ساتر.. يا لهوى».. ولا ينتقد الحكم كل الوقت وطوال الوقت لأن قراراته ليست فى مصلحة فريقه.
** النقد الرياضى بصفة عامة يعانى فى عالمنا العربى منذ رحيل جيل الرواد والأساتذة الكبار، فأصبحت المهنة مجرد وظيفة، قبل أن تكون هواية وعشقا للرياضة وفهما لها ولقيمها.. لذلك يرى الناقد الرياضى العربى فريقه وحده مع أن المباراة بين فريقين. ويرى الحكم ضد فريقه وحده ويحب أن يراه له وحده، حتى لو كان رجلا عادلا. والإعلام الرياضى بات جزءا من دائرة الاحتقان، بنثر الاتهامات ونشرها. والإعلام الرياضى يدخل أحيانا فى مهاترات لا طائل منها ولا علاقة لها بصميم المهنة، من رؤية الأرقام والمستويات وقدرة الإنسان عل تحدى المسافة والزمن والوزن.. فأصبح هذا كله فى معظم الأحيان هامشيا وثانويا لا ِيحظى بالاهتمام بقدر أهمية مباريات السباب والهباب والأخلاق المنحطة.
** والأخلاق بتعريفها العام والحقيقى هى الروح الرياضية، وقبول الخسارة، والتواضع عند الانتصار، وتهنئة الفائز وشد يد المهزوم. وتقدير الأداء. واحترام المنافس وقبول المنافسة، والأخلاق بمعناها العام هى إعلاء الضمير المهنى والإنسانى، والشفافية، والعمل بأقصى طاقة، والاجتهاد، والإبداع، وعدم الغرور وعدم الكذب. إلا أننا أصبحنا نختصر تعريف الأخلاق فيما لا يمكن إدراجه ضمن الأخلاق، مثل التحرش، والاعتداءات الجنسية، فمن يفعل ذلك عديم الأخلاق. ومن لا يعمل بكل قيم الأخلاق المعروفة منذ وطأ الإنسان الأرض، فهو عنده أخلاق.. كيف ذلك؟
** أكثر من مرة أشار عماد حسين إلى أن منتخب مصر لم يخرج من بطولة إفريقيا لكثير من الأسباب التى ذكرت وتناولتها مواقع التواصل الاجتماعى.. والواقع أن الفريق خرج من البطولة لأسباب فنية عميقة تعرضنا لها كثيرا. وهنا من المهم أن يرى النقد والإعلام الرياضى كله تلك الاسباب بدقة وبموضوعية. ولا ينجرف فى تيار التواصل الاجتماعى الانطباعى سريع الاشتعال والغضب والتحول من مواقف التأييد إلى مواقف الرفض.. هذا لا يجوز بالنسبة للنقد الرياضى.
** أخيرا هناك فارق بين النقد الرياضى والصحافة الرياضية. فالأول يجب أن يتسلح بخبرات، وفهم للمستويات العالمية والعربية، بما فيها من إبداع وتفرد وتميز، وبمعرفة القوانين والقواعد. بينما الصحفى يجرى خلف الخبر والتحقيق، والقصة، لكن أى خبر وأى تحقيق؟ هل هى أخبار الفضائح والمصائب ومعارك السباب والهباب، أم الأخبار المفبركة، أم الرياضية الحقيقية؟
** عندما يصبح الهدف هو نشر أخبار الفضائح.. فإن ذلك يعنى أن الإعلام الرياضى فى محنة مرضية شديدة تحتاج إلى زمن كى يتعافى منها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسئوليات الإعلام الرياضى مسئوليات الإعلام الرياضى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك

GMT 09:42 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك 4 مخاطر للنوم بعد تناول الطعام مباشرة عليك معرفتها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon