توقيت القاهرة المحلي 03:11:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كشف حساب لمواجهة الإرهاب في مصر

  مصر اليوم -

كشف حساب لمواجهة الإرهاب في مصر

بقلم - منير أديب

 تضع الدولة المصرية على كاهلها، وفي مقدم أولوياتها، مواجهة الإرهاب الذي يستهدف استقرارها السياسي والاقتصادي، خصوصاً في أعقاب إطاحة حكم «الإخوان المسلمين» انطلاقاً من ثورة 30 حزيران (يونيو) 2013. وحققت مصر في هذا الصدد نجاحاً ملموساً، يمكن رصده في عشر نقاط.

1- ضرب البيئة الحاضنة للإرهاب في كل المحافظات المصرية، ما أسفر عن تراجع العمليات الإرهابية، وبخاصة التي استهدفت الكنائس ودور العبادة واستمرت عامين كاملين. 2- تفكيك عشرات الخلايا التابعة للتنظيمات التكفيرية وتصفية مئات التكفيريين داخل محافظة شمال سيناء وخارجها، بعد نجاح أجهزة المعلومات في تحديد أماكن هؤلاء التكفيريين ومسارات تحركهم.

3- التعامل مع الإرهاب تمّ وفق إستراتيجية عامة بدأت بمواجهته في كل محافظة كان يزحف عليها أو يحاول أن ينشط فيها، حتى تمت محاصرته ثم مواجهته في شكل حاسم في العملية الشاملة «سيناء 2018»، وهو ما ظهرت نتائجه في توقف موقت للعمليات الإرهابية، غير أن الأمر يحتاج إلى مواجهة أخرى فكرياً لاجتثاث ما تبقى من أفكار تغذي الإرهاب.

4- الدولة شاركت في مواجهة الإرهاب خارج حدودها من خلال ضرب الخلايا التابعة للتنظيمات التكفيرية الموجودة في الجنوب الليبي، وتحديداً في مدن أجدابيا ودن الكفرة وسبها، وحتى في الوسط في مدينة سرت، فضلاً عن دعم التفاهمات السياسية بين الفرقاء، على اعتبارها خطوة في طريق مواجهة الإرهاب العنيف هناك. الشيء نفسه تقوم به مصر في فلسطين المحتلة بدعم التفاهمات السياسية بين حركتي «حماس» و «فتح»، في محاولة للتخلص من أي انقسام أمام تواجد التنظيمات المتطرفة في غزة.

5- قضت مصر على حلم التكفيريين بالعودة إلى المشهد، بعد أن تصدروه في عدد من العواصم العربية، والأخطر في هذه المواجهة أنها شملت كل جماعات العنف، سواء التي تستخدمه أو تؤجل استخدامه بينما تدعم بقية الجماعات، وهذه التنظيمات لا تقل خطورة عن مثيلاتها التي ترفع السلاح.

6- نجحت الدولة في استنفار المجتمع ومشاركتها خوض المعركة، فبات نجاحها وشيكاً.

7- مصر قدمت فكرة مواجهة الإرهاب على حساب الأوضاع الاقتصادية التي تأزمت كثيراً بعد ثورتي 2011 و2013، فضلاً عن أن هذه المواجهة كانت خصماً من الاستقرار السياسي، فكان يمكن لها أن تختار الطريق السهل بالبحث عن مواءمات سياسية مع التنظيمات المتطرفة، كما كان يحدث في السابق.

8- مصر تؤسس حلفاً عربياً في مقدمه السعودية والإمارات لمواجهة الإرهاب، يضع قضية الإرهاب في أعلى سلم الأولويات، بعد تزايد اليقين بأن الدول الكبرى لا تواجه الإرهاب وإنما تترك هذه المواجهة للدول العربية المتضررة منه.

9- الإرهاب في مصر يمر بمرحلة الأنفاس الأخيرة، غيره أنه ما زال قادراً على التشكل والعودة إلى الحياة مجدداً عبر أطوار مختلفة، وهو ما يستلزم مراجعة وإصرار على استمرار المواجهة بالإرادة نفسها الحيّة للتخلص من كل صور الإرهاب القلق.

10- لا بد أن يحدث ما يمكن أن نسميه استنساخ لكل صور المواجهة الفاعلة ومحاولة الاستفادة من تجارب الآخرين في مواجهة الإرهاب قديماً وحديثاً، من أجل بناء رؤية متكاملة قادرة على إنهاء الإرهاب في شكل كامل: ليس داخل الحدود فقط وإنما خارجها، ولا يكون أمنياً فقط وإنما يتعدى ذلك ليطاول المواجهة الفكرية والثقافية أيضاً.

* كاتب مصري


نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كشف حساب لمواجهة الإرهاب في مصر كشف حساب لمواجهة الإرهاب في مصر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد
  مصر اليوم - غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد

GMT 20:19 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق بطولة المدارس الأولي للكرة النسائية في مصر

GMT 10:43 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هاشتاغ ستاد القاهرة للرجال فقط يتصدر تويتر

GMT 00:51 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

موسكو تستضيف مهرجان مسرحي للصم بحضور فنانين من 9 دول

GMT 11:08 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الزمالك يهاجم الأهلي بعد التعاقد مع محمود كهربا

GMT 20:37 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مديحة يسري وخلافها مع محمد فوزي بسبب قبلة

GMT 01:25 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بنات أحمد زاهر تثيران الجدل على السوشيال ميديا

GMT 05:56 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ثقافة القاهرة تتناول "موسوعة المشاهير.. الزعيم أحمد عرابي"

GMT 22:39 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بعد تعرضه لكسر هذه حالة شعبان عبدالرحيم الصحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon