توقيت القاهرة المحلي 08:25:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«رؤية 2030» وحديث ولي العهد

  مصر اليوم -

«رؤية 2030» وحديث ولي العهد

يوسف الديني
بقلم - يوسف الديني

تتوالى التقارير التي تثبت في مجملها بما لا يدع مجالاً للشك أن السعودية اليوم في عالم مضطرب هي الرقم الصعب، كما عبّر عنه مدير برنامج الخليج في معهد واشنطن للسياسات، في ورقته الصادرة قبل أيام «لماذا تحتاج الولايات المتحدة إلى السعودية»، وسأعود إليه.
لكننا في السعودية نستند في هذه القناعة الراسخة اليوم إلى حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مهندس «رؤية 2030»، الذي كلما خرج إلى الإعلام، ولو بتصريحات مقتضبة، أصبح حديثه «متن» السعوديين الأثير والعقلاء في المنطقة والعالم للتأكيد على تحولات المملكة العربية السعودية المذهلة منذ تدشين «رؤية 2030» التي تمحورت على مسألة «التمركز حول المواطن» بشكل أساسي وثلاثيتها التي بات يحفظها السعوديون «وطن طموح، اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي»، وهو ما أكده ولي العهد حين وضع هدف السعودية اليوم، الكامن في إزالة التحديات واستغلال الفرص والاستمرار في النمو والازدهار، وإذا كان هذا الطموح هو هدف الأهداف لأي تجربة تنموية فإن التفاصيل التي ذكرها ولي العهد تؤكد انتقالها من حيّز المبادرات إلى الرؤية الشاملة أو ما يطلق عليه «مشروع»، فالرؤية اليوم ليست خياراً، بل مشروع السعودية الذي يرتقي إلى الأهمية الوجودية، وهذا ما أكده مهندسها الأمير محمد بن سلمان، حين لامس درجة الوعي بأهمية الرؤية، باعتبارها قضية محسومة لا يمكن المساس بها ولا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشالها؛ حيث السعودية البلد المرشح لأن يكون الأكثر نمواً، وهي اليوم تملك ثاني أكبر صندوق سيادي في العالم من بين عشرة، وأكبر الاحتياطات بالعملة الأجنبية، فضلاً على التأثير الكبير في تلبية الطلب على النفط، وهي تصريحات تأتي في وقت مهم وتوقيت استثنائي حيث يعيش العالم فوضى «الاختلال» أكثر من تبعات جدل «الاحتلال» لأوكرانيا، فمسائل السيادة والاحتياطات الأجنبية والسيادة والاستثمار في الوطن واستقلال التوجه الاقتصادي باتت ملفات طارئة وحساسة لكل دول العالم، حتى التي لا تتماس مع أزمة أوكرانيا أو عالم ما بعد «كورونا» وما طرحه من تحديات جسيمة.
الحوار في نسغه الأساسي هو إعادة موضعة للإنسان السعودي والاهتمام بالداخل وتنميته، باعتباره رأس مال وطنياً وقومياً يراهن عليه السعوديون اليوم بما يملكونه من مكانة جيوسياسية واقتصادية، وأيضاً ثراء وامتداد تاريخي عريق، والأهم «حلم» واحد، هو تحقيق «رؤية 2030» التي بدأت تؤتي أكلها، ولديها القدرة والمرونة على تجاوز التحديات بفضل مشروعات الاستثمار في الإنسان ومبادرات وبرامج تحقيق وتمكين الرؤية التي تشهدها المناطق كلها، وتقوم مجموعات من الشباب اللامعين على وضع استراتيجياتها جنباً إلى جنب مع الخبراء الذين يقدمون للجيل الجديد المذهل في أرقام إنجازاته كثيراً من الحكمة التي يحتاجونها، وبين الأجيال وشائج الانتماء للوطن والتاريخ والعادات والتقاليد وحُسن الضيافة التي بدورها تحولت من مجرد قيم عرفها من زار المملكة وأقام فيها إلى مشروعات «ثقافة الترحيب» في الوزارات ذات العلاقة.
وإذا كانت نداءات إعادة الاعتبار للأوزان السياسية رصدتها تقارير، ربما في كثير منها بعض البراغماتية، أو كانت بدافع إعادة التقييم، خاصة بعد ظهور قوائم التقييم للشركات المالية والاستراتيجية الكبرى، فإن الأهم هو رصد هذا الوزن السياسي من خلال الأبحاث والكتابات المحكمة الجادة، وكان آخرها ما كتبه مدير البحوث والتخطيط والتطوير في مركز الملك فيصل للبحوث، وهو من المراكز التي تحظى بمتابعة وتقدير كثير من الباحثين حول العالم ممن زاره كباحث مقيم أو تعاون معه؛ حيث كتب الخبير مكّي حامد ورقة مهمة في 30 صفحة بعنوان «لماذا يحتاج العالم إلى الشراكة مع السعودية»، وفيه رصد بالأرقام والتفاصيل الدقيقة لمساعدات المملكة العربية السعودية حول العالم، إضافة إلى فئاتِها وتوزيعها الجغرافي بحسب القطاعات التي وُجِّهت إليها، وقائمة البلدان التي تلقَّتها. وعلاوة على ذلك، تغطي الورقة مساعدات المملكة للدول النامية بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفي معظمها لم تحظَ بتغطيات إعلامية أو تنعكس على تقارير أرقام منصات المنح الدولية، وكانت هذه الدراسة فاتحة التوثيق الذي نحتاجه اليوم في عالم «الإعلام السيّار» الذي اختلف كثيراً في لغته وسلطته وتحوله إلى أسلحة حرب ورساميل سلام لإعادة مقاربته بشكل مختلف عن السائد، ولا أدلّ على ذلك من الصدى الكبير لمقابلة ولي العهد السعودي في الداخل والخارج.
الثابت والمتحول في السعودية هو حديث الساعة اليوم، والفضول الذي يعتري كثير من سكان العالم حول المملكة تحول إلى شغف بقراءة منجزها ما بعد الرؤية، بل الرهان عليه وتحويله إلى أنموذج أو محاولة استهدافه من دون جدوى، وحتى لا نقف عند التحولات التي كسرت كل الصور النمطية «Stereotypes» ونطمئن بالاعتزاز بالثابت، لا أدق من أن أختم بتصريحات ولي العهد الأخيرة: «لدينا في السعودية معتقدات وثوابت نحترمها ويحترمها الشعب السعودي، ومن واجبي كسعودي أن أناضل من أجلها».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«رؤية 2030» وحديث ولي العهد «رؤية 2030» وحديث ولي العهد



GMT 02:02 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

المكالمة الأخيرة

GMT 01:59 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

«مصيدة أليسون» والعاصفة الكونية المتجمعة

GMT 01:56 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

فلسطين في انتخابات البريطانيين

GMT 01:53 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الحذر... إلا مصر

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

"يوتيوب" يحذف حساب وزارة الخارجية الإيرانية
  مصر اليوم - يوتيوب يحذف حساب وزارة الخارجية الإيرانية

GMT 21:35 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

مونشنجلادباخ مصدوم من تعليقات جماهيره العنصرية

GMT 01:12 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

محمد هنيدي يكشف عن سبب عدم حضوره جنازة حسن حسني

GMT 10:29 2020 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

إيهود باراك يمدح حسني مبارك ويصفه بـ"الفرعون"

GMT 22:53 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أول ظهور لـ والدة وخالة النجمة زينة

GMT 17:59 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصرع عروسين إثر تسريب غاز منزلي في بني سويف

GMT 18:33 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ديانج يغيب عن مران الأهلي في ملعب التتش للإصابة

GMT 11:17 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

هنادي مهنا وجميلة عوض ومي الغيطي مراهقات في «بنات ثانوي»

GMT 02:15 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالة جريئة لكنزي عمرو دياب في أحدث ظهور لها

GMT 01:50 2019 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

محمد فؤاد يؤكد على حبه للجيش وللشعب المصري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon