توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القاعدة التحتية للسَّلام

  مصر اليوم -

القاعدة التحتية للسَّلام

بقلم - أمل عبد العزيز الهزاني

منذ ثورات عام الفوضى في 2011، لم تشهد المنطقة هذا الاحتقان الذي يهدّد حاضر كل دولها ومستقبلها، ويمتد شبح التهديد مع كل يوم إضافي لم تحسم فيه حرب غزة. على المستوى الدولي، التفاعل مع المشهد في غزة فاق التوقعات، لدرجة أنَّ يتخاصم الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في العلن، على نوافذ الصحف الإلكترونية ومرأى مشاهدي الشاشات، بسبب أنَّ بايدن مضطر لفرض التهدئة في غزة، ونتنياهو لا يتفهم، ونتنياهو مجبر على تحسين صورته، وبايدن غير مهتم. تباين نادر في وجهات النظر.

المفاوضون من الدول الوسيطة المجتهدة يطوفون العالم على كل المستويات؛ قيادات دول، وزراء خارجية، استخبارات، لحل الإشكال أو أقله تخفيف معاناة أهالي غزة، مع ذلك لا تزال الحرب قائمة، لأنَّ طرفي النزاع إسرائيل و«حماس» متزمتتان لفرض شروطهما، وأثناء تفعيل واستمرار حالة التزمت والعناد هذه، مات في غزة ما يتوقع أن يصل قريباً إلى 30 ألف إنسان، ثلثهم من الأطفال.

وما بات يُعرف باليوم «التالي» من الحرب، أي بعد انقضائها، اتَّخذ أهمية كبيرة في النقاش، خصوصاً بين الدول العربية، لأنَّ الظروف، وإن كانت سيئة، لكنَّنا نستطيع أن نلمح فرصةً عظيمةً تلوح في الأفق لحل القضية الفلسطينية التاريخية.

في سبتمبر (أيلول) الماضي، كان هناك مشروع فلسطيني وطني لحل النزاع بين الفرقاء مدعوماً من الدول العربية الرئيسة، كانت اجتماعات واتصالات جادة على الأقل من جانب السلطة الفلسطينية. خلال تلك الفترة، رشحت أخبار حول تهيئةٍ لحل سلمي للقضية، اشترطت خلالها الرياض حلاً للقضية الفلسطينية قبل أي تطبيع، على اعتبار أنَّ المملكة العربية السعودية ليست أي دولة، كما وصفها المحلل السياسي إيهاب عباس، أنَّ الرياض درة التاج، والتطبيع معها مطلب أميركي وإسرائيلي. لم يكن أحد من الأطراف المجتمعة كلها تعلم ما تخطط له «حماس»، حتى أنَّ أعضاء من الحركة كانوا يتواصلون مع ممثلي السلطة الفلسطينية لرأب صدع الجدار الفلسطيني. «حماس» التفت حول كل الحلول السلمية في ما مضى. مع ذلك، الواقع، أن هذه الحرب لم تخلط الأوراق كما حصل مثلاً في 2011، وتشوش على الرؤية وتربك المشهد، بل على العكس هناك تنظيم ومواقف واضحة وثابتة حول هدف واحد، وربما لم نرَ مواقف أوروبية إيجابية ومنصفة للفلسطينيين كما نراها اليوم. الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة، والدول العربية، والصين وروسيا، وبصرف النظر عن مصلحة كل طرف، جميعها متحدة على موقف ضاغط على تل أبيب لوقف الحرب. نتنياهو يرى هذا الاصطفاف ضده، ويعلم أن قدمه داست على لغم، لذلك لن يحركها، حتى النهاية.

منذ مارس (آذار) 2002، لم نسمع بتحرك عربي موحد وحازم لحل القضية من خلال «حل الدولتين»، ومع أصوات التفجيرات والرشقات في غزة وإسرائيل وسوريا والعراق واليمن، اجتمعت قبل أسبوع المجموعة العربية المكونة من ممثل عن السلطة الفلسطينية، والسعودية، ومصر، والأردن، وقطر، والإمارات في العاصمة الرياض لبحث ما قيل إنه «مسار لا رجعة فيه» إلى دولة فلسطينية.

أولى الخطوات وأهمها على الإطلاق توحيد الصف الفلسطيني تحت إدارة واحدة تمثل الدولة الفلسطينية أمام المجتمع الدولي، من دون أن يشوهها أطراف متورطون في الحرب القائمة. وليس مبكراً القول إن حكومة فلسطينية مؤقتة تفاوض وتؤسس للدولة وتختار العاصمة، هي أفضل الخيارات، لأنَّ الأجواء والظروف لا تتناسب مع تنظيم انتخابات، كما حصل في 2006، ليس قبل وقت طويل. اليوم أمام منظمة التحرير الفلسطينية مهمةٌ وطنيةٌ لم تتح لها منذ عقود، وهي ليست بمفردها، فهي مدعومة بالمجموعة العربية التي تملك أدوات تأثير كبيرة على واشنطن وتل أبيب.

من المهم العودة إلى اليوم «السابق» للسابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وإحياء المفاوضات على الأسس السابقة نفسها، حل الدولتين وحدود 67، وإعادة الإعمار وتسكين فلسطينيي غزة، وهذه العزيمة التي نراها في الدولة العربية لدعم دولة فلسطينية مستقلة قطعاً ستواجه ما كان دائماً حاضراً، وهي الأطراف التي لا تبتغي السلام، ولا تستطيع أن تتعايش مع السلام، ولكننا أمام مرحلة مفصلية في الصراع العربي - الإسرائيلي.

أخيراً، من الصدق، والإنصاف، القول للإخوة الفلسطينيين إنَّه مهما عوّلوا على دعم أي عاصمة عربية، لن يستطيع أحد أن ينهي أزمتهم ما لم يكونوا هم أنفسهم على قلب رجل واحد، وإرادة وطنية جامعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القاعدة التحتية للسَّلام القاعدة التحتية للسَّلام



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt