توقيت القاهرة المحلي 23:52:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإسلاموفوبيا.. بريطانيا ليست بريئة

  مصر اليوم -

الإسلاموفوبيا بريطانيا ليست بريئة

بقلم : د. سعيد اللاوندى

  الإسلاموفوبيا تعنى الخوف المرضى وغير المبرَّر من الدين الإسلامى، وكانت الصحف الغربية تكتب عنها فى منتصف تسعينات القرن الماضى على استحياء، وتؤكد أن دوائر الإسلاموفوبيا تتسع فى أوروبا يوماً بعد يوم.

وللإنصاف، يجب أن نذكر أن دولاً مثل بريطانيا التى تطلق على نفسها بريطانيا العظمى تغذى هذه الإسلاموفوبيا، فلا ينسى أحد أنها كانت تفتح حدودها لكل المعارضين وتوفر لهم الملاذات الآمنة وتمنحهم حق اللجوء السياسى وتملأ بهم «هايد بارك»، وكانت تساعدهم وما تزال فى عقد المؤتمرات المعارضة.

والحق يُقال، كنت تجد المعارضة العربية والإسلامية تملأ الأرجاء، وقد حذّرتها بعض الدول العربية من أن الإرهاب الذى يسيطر على المعارضين سوف يضرب بريطانيا ويحوّل أمنها إلى اضطرابات، لكن واصلت بريطانيا العظمى نهجها، وضرب الإرهاب بالفعل مدنها، وأصبحت أرضها مهد الإرهاب فى العالم، وارتبطت بها جماعات العنف والإرهاب، وكان طبيعياً أن تظهر فيها حملات مثل حملة «عاقب مسلماً!» التى تنتشر فيها حالياً انتشار النار فى الهشيم.

وبدلاً من أن تتحدث لندن عن الإسلاموفوبيا فى الخارج بدأت تتحدث عن الإسلاموفوبيا فى الداخل، ووجدنا أنفسنا فى المناطق العربية والإسلامية وراء القضبان بتهمة نشر التطرف فى العالم.

والحق أن بريطانيا هى التى غذّت هذه الإسلاموفوبيا، وكنا نظن أن رئيس الحكومة الأسبق «تونى بلير» هو الأسوأ عالمياً، وإنما ظهر لينافسه «كاميرون» وتبز الجميع السيدة «تيريزا ماى» رئيسة الحكومة الحالية.. بمعنى آخر، لقد أصبح الإنسان منا إرهابياً قحاً لمجرد أنه وُلد فى دولة عربية ويحمل جواز سفر أخضر اللون.

والحق أن دول أوروبا هى المسئولة عن اتساع دوائر الإسلاموفوبيا، فهى تصنع الظاهرة وتتهمنا بها فى نفس الوقت.

والحق أن بريطانيا التى تسمى نفسها «عظمى» لا تضمر لنا إلا كل الشر، وتدّعى أنها معقل الديمقراطية فى العالم، وتشاء الأقدار أن يضرب الإرهاب لندن، وامتد لهيبه ليصل إلى مجلس العموم، ناهيك عن الشوارع والميادين فى قلب العاصمة البريطانية.

وللإنصاف، لم تنسَ بريطانيا بعدُ أنها كانت إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، ولذلك تتعامل مع دول المنطقة العربية تعامُل السيد مع العبد، وتحاول جاهدة أن تجعل الإرهاب من نصيب المسلمين فقط فى أنحاء العالم، وهذا غير صحيح، فالألوية الحمراء المتهمة بالإرهاب فى اليابان ليسوا مسلمين، وحالقو الرؤوس فى فرنسا ليسوا مسلمين، وجماعة الإيتا الانفصالية فى إسبانيا ليسوا مسلمين، لكن بريطانيا - التى كانت يوماً عظمى - تخلق ظاهرة الإسلاموفوبيا وتعمل على توسيع دوائرها وتحتضن حملة «عاقب مسلماً»، ثم تتهم المسلمين بذلك!

بريطانيا، ودول أخرى فى أوروبا، ليست بريئة، ففى دول الاتحاد الأوروبى هناك نحو 30 مليون مسلم يعانون من إلصاق تهمة الإرهاب بهم واتهامهم بالعنف لا لشىء إلا لأنهم مسلمون، وتقف جماعات بريطانية وراء اتهامهم بأنهم يسعون إلى «أسلمة» أوروبا، وهذا تجنٍّ لا أساس له من الصحة، وحدها أوروبا وأمريكا هى المسئولة عن إشعال نيران الإسلاموفوبيا فى كل مكان.

نقلاً عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلاموفوبيا بريطانيا ليست بريئة الإسلاموفوبيا بريطانيا ليست بريئة



GMT 22:58 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

شرارة كولومبيا!

GMT 22:58 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

نزار قباني العاشقُ بالنيابةِ عنّا!

GMT 22:58 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

من يحمي تراثنا المعماري والحضاري؟

GMT 22:58 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

العميد.. ومنهج البحث العلمي

GMT 22:58 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

وسام شعبي لمن يصنع المليار

GMT 03:09 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

طريقة عمل السلمون بالزبدة

GMT 23:17 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 01:33 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تعلن عن 100 ألف منحة دراسية تعادل الشهادات الجامعية

GMT 10:57 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

3 طرق سريعة لتسليك مواسير مطبخك

GMT 10:22 2020 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

قرار عاجل من محافظة القاهرة بسبب كورونا

GMT 02:06 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أب يغتصب طفلته لمدة 4 أعوام في البرازيل

GMT 00:28 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

تخلص من اسمرار البشرة بمكونات طبيعية

GMT 22:30 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

مؤشر الأسهم البريطانية يغلق على ارتفاع الاثنين

GMT 14:23 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

مصر تتسلح لـ"أمم أفريقيا" بـ23 لاعبًا بينهم 7 محترفين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon