توقيت القاهرة المحلي 09:39:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإسلاموفوبيا.. بريطانيا ليست بريئة

  مصر اليوم -

الإسلاموفوبيا بريطانيا ليست بريئة

بقلم : د. سعيد اللاوندى

  الإسلاموفوبيا تعنى الخوف المرضى وغير المبرَّر من الدين الإسلامى، وكانت الصحف الغربية تكتب عنها فى منتصف تسعينات القرن الماضى على استحياء، وتؤكد أن دوائر الإسلاموفوبيا تتسع فى أوروبا يوماً بعد يوم.

وللإنصاف، يجب أن نذكر أن دولاً مثل بريطانيا التى تطلق على نفسها بريطانيا العظمى تغذى هذه الإسلاموفوبيا، فلا ينسى أحد أنها كانت تفتح حدودها لكل المعارضين وتوفر لهم الملاذات الآمنة وتمنحهم حق اللجوء السياسى وتملأ بهم «هايد بارك»، وكانت تساعدهم وما تزال فى عقد المؤتمرات المعارضة.

والحق يُقال، كنت تجد المعارضة العربية والإسلامية تملأ الأرجاء، وقد حذّرتها بعض الدول العربية من أن الإرهاب الذى يسيطر على المعارضين سوف يضرب بريطانيا ويحوّل أمنها إلى اضطرابات، لكن واصلت بريطانيا العظمى نهجها، وضرب الإرهاب بالفعل مدنها، وأصبحت أرضها مهد الإرهاب فى العالم، وارتبطت بها جماعات العنف والإرهاب، وكان طبيعياً أن تظهر فيها حملات مثل حملة «عاقب مسلماً!» التى تنتشر فيها حالياً انتشار النار فى الهشيم.

وبدلاً من أن تتحدث لندن عن الإسلاموفوبيا فى الخارج بدأت تتحدث عن الإسلاموفوبيا فى الداخل، ووجدنا أنفسنا فى المناطق العربية والإسلامية وراء القضبان بتهمة نشر التطرف فى العالم.

والحق أن بريطانيا هى التى غذّت هذه الإسلاموفوبيا، وكنا نظن أن رئيس الحكومة الأسبق «تونى بلير» هو الأسوأ عالمياً، وإنما ظهر لينافسه «كاميرون» وتبز الجميع السيدة «تيريزا ماى» رئيسة الحكومة الحالية.. بمعنى آخر، لقد أصبح الإنسان منا إرهابياً قحاً لمجرد أنه وُلد فى دولة عربية ويحمل جواز سفر أخضر اللون.

والحق أن دول أوروبا هى المسئولة عن اتساع دوائر الإسلاموفوبيا، فهى تصنع الظاهرة وتتهمنا بها فى نفس الوقت.

والحق أن بريطانيا التى تسمى نفسها «عظمى» لا تضمر لنا إلا كل الشر، وتدّعى أنها معقل الديمقراطية فى العالم، وتشاء الأقدار أن يضرب الإرهاب لندن، وامتد لهيبه ليصل إلى مجلس العموم، ناهيك عن الشوارع والميادين فى قلب العاصمة البريطانية.

وللإنصاف، لم تنسَ بريطانيا بعدُ أنها كانت إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، ولذلك تتعامل مع دول المنطقة العربية تعامُل السيد مع العبد، وتحاول جاهدة أن تجعل الإرهاب من نصيب المسلمين فقط فى أنحاء العالم، وهذا غير صحيح، فالألوية الحمراء المتهمة بالإرهاب فى اليابان ليسوا مسلمين، وحالقو الرؤوس فى فرنسا ليسوا مسلمين، وجماعة الإيتا الانفصالية فى إسبانيا ليسوا مسلمين، لكن بريطانيا - التى كانت يوماً عظمى - تخلق ظاهرة الإسلاموفوبيا وتعمل على توسيع دوائرها وتحتضن حملة «عاقب مسلماً»، ثم تتهم المسلمين بذلك!

بريطانيا، ودول أخرى فى أوروبا، ليست بريئة، ففى دول الاتحاد الأوروبى هناك نحو 30 مليون مسلم يعانون من إلصاق تهمة الإرهاب بهم واتهامهم بالعنف لا لشىء إلا لأنهم مسلمون، وتقف جماعات بريطانية وراء اتهامهم بأنهم يسعون إلى «أسلمة» أوروبا، وهذا تجنٍّ لا أساس له من الصحة، وحدها أوروبا وأمريكا هى المسئولة عن إشعال نيران الإسلاموفوبيا فى كل مكان.

نقلاً عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلاموفوبيا بريطانيا ليست بريئة الإسلاموفوبيا بريطانيا ليست بريئة



GMT 03:37 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

وصايا صلاح منتصر

GMT 03:36 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

الندم على ما فات!

GMT 03:34 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

هل لغزة «يوم تالي»؟!

GMT 03:31 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

صبر مصر

GMT 03:19 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

هوامش قمة البحرين: كثر الكلام وقل الخبز

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:00 2024 الجمعة ,17 أيار / مايو

الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة
  مصر اليوم - الكشف عن موعد إطلاق سيارة كروس روسية جديدة

GMT 09:02 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 2

GMT 15:01 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

أحمد مجدي يشارك كواليس مسلسل "الآنسة فرح "

GMT 11:30 2021 الأحد ,18 إبريل / نيسان

تعرف على مدة غياب هاري كين عن صفوف توتنهام

GMT 12:55 2021 الثلاثاء ,13 إبريل / نيسان

المؤشر نيكي يرتفع 0.23% في بداية التعامل في طوكيو

GMT 21:24 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

علامات مراهقة المرأة في فترة الأربعين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon