توقيت القاهرة المحلي 07:43:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من قمة القدس إلى قمة الاقتصاد

  مصر اليوم -

من قمة القدس إلى قمة الاقتصاد

بقلم - حسين شبكشي

انعقدت القمة. ولعل هذا هو الخبر الأهم لأن مشاهد الانقسام الحادة بين الدول العربية كانت تهدد انعقاد القمة نفسها، حسب آراء أكثر المتفائلين. والإنجاز الأبرز لهذه القمة هو إعادة القدس إلى صدر المشهد السياسي العربي، بعد محاولات خطف هذا الملف من قبل إيران وتركيا.
هناك حالة من «الإنكار» لدى بعض الحكومات العربية التي لا ترغب في تسمية إيران وتركيا بأنهما يهددان الأمن الوطني العربي من خلال احتلالهما الصريح لأراضٍ عربية، وتدخلات صريحة في سياسات بعض الدول العربية من جهة أخرى.
إيران تحتل 4 عواصم عربية، حسب تصريحها الرسمي والمعلن بذلك، بالإضافة إلى الجزر الإماراتية الثلاث. كل هذه المشاهد تجعل من إيران وتركيا خطراً حقيقياً وواقعياً عملياً وليس فزاعة أو تنظيراً. اتفاق العرب «الرمزي» على الموقف السعودي الرائد في إعادة قضية العرب الأولى المركزية إلى واجهة الساحة والتركيز على إبراز الموقف المعارض على قرار ترمب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس واعترافه بها كعاصمة لإسرائيل، فيه إحياء لموقف موحد في قضية كبيرة، وفيه أيضاً دعم واضح وصريح وعملي للقيادة الفلسطينية ضد مخططات التقسيم البيني الداخلي.
كان واضحاً، وبشكل لا يقبل الجدال والشك، العزلة الهائلة والعظيمة التي تعيشها دولة قطر ووضعها الشاذ والمنبوذ، فالكل كان يتفادى التعامل معها ومع مندوبها الذي حضر. إنه التحجيم لقطر في أمرّ وأقسى صورة مستحقة. كل الأمل أن تفكر جامعة الدول العربية في تبني الاقتصاد هدفاً وحيداً للقمة القادمة في تونس، وأن تتم فيها مناقشة مشاريع محددة مثل ربط الكهرباء بين الدول العربية ومد السكك الحديدية.
مشاريع من شأنها أن تكون بعيدة عن الشعارات والتجاذبات، مشاريع قابلة للإنجاز وبالإمكان قياسها فعلياً على أرض الواقع، مشاريع من الممكن أن تسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين من الدول العربية المختلفة، وتوفر مئات الفرص الوظيفية، ليكون الاقتصاد هو الهدف ولتأخذ السياسة قسطاً من الراحة المستحقة. الاقتصاد يبعث على الأمل ويُنبت الهمم، أما السياسة فهي محبطة ومقرفة ومؤدية إلى التشرذم.
آن الأوان لأن يكون الاقتصاد سيد القمم العربية، فلقد أخذت السياسة وقتها وحجمها، وكانت إخفاقاتها أكثر بكثير من أي إنجاز يُحسب لها. بل إن القضية الفلسطينية نفسها لو يتم التركيز عليها من الجوانب الاقتصادية التي فيها تعزيز للوجود سيكون الإنجاز أوقع وأهم.
جرّبنا السياسة بما فيه الكفاية فلنفتح المجال للقمم الاقتصادية من باب التغيير. ليس لدينا ما نخسره بعد أن خسرنا الكثير من قبل. نجاح السعودية في تنظيم قمة عربية مركّزة وفعالة يبعث الأمل في إمكانية تحقيق المزيد من الأفكار الجديدة.


نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من قمة القدس إلى قمة الاقتصاد من قمة القدس إلى قمة الاقتصاد



GMT 02:01 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 01:57 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللاجئون في مصر... تراث تاريخي وتذمر شعبي

GMT 01:54 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 01:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أميركا النازعين وأميركا النازحين

GMT 01:48 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

عن سجننا بين إدوارد سعيد ونتنياهو

GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً

GMT 21:47 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

باسم مرسى يشعل السوشيال ميديا بصورة مع زوجته وابنته

GMT 20:14 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة 4 وإصابة 6 في انقلاب سيارة واشتعالها على طريق السويس

GMT 01:10 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بلجيكا أول المتأهلين إلى نهائيات كأس أمم أوروبا

GMT 20:17 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

8 لاعبين في "أشرس صراع" على الكرة الذهبية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon