توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالم النفط إلى عالم الطاقة!

  مصر اليوم -

عالم النفط إلى عالم الطاقة

بقلم: حسين شبكشي

أظهرت تجارب السنوات الطويلة التي مضت ورغم كونها تعمل جميعاً في المجال نفسه، فإن شركات النفط العملاقة، خصوصاً الغربية منها ليست سواء.
فاليوم تعاني شركة «إكسون موبيل»، التي تعد عملاق القطاع النفطي في الغرب مر المعاناة، وباتت مبيعاتها، وبالتالي أرباحها، في تراجع واضح وحاد، وكما ظهر مؤخراً تبيَّن أن الشركة حاولت إقناع شركة نفط أميركية معروفة أخرى وهي «شيفرون» بالاندماج معاً، إلا أن «شيفرون» رفضت الفكرة تماماً، لقناعتها بأن هذا الاندماج سيعود عليها بالضرر الكبير، باعتبارها في وضع مالي أفضل بكثير من «إكسون موبيل»، وهي الملاحظة التي لفتت نظر عملاق الاستثمار رجل الأعمال الأميركي وارن بافيت وجعلته يضخ مبالغ مهمة للاستثمار في «شيفرون». وهناك عملاق الطاقة الهولندي شركة «شل»، التي أبهرت العالم بأدائها المميز خلال أزمة 2020 وتداعيات جائحة «كوفيد - 19»، وذلك بأنها لم تحقق خسائر كبيرة مثل غيرها، بل إنها قامت بتوزيع أرباح على مساهميها، ويعود ذلك إلى كون الشركة قامت بتأسيس قسم خاص فيها معني بالتجارة في النفط، مكنها من التكيف مع متقلبات السوق ومنحها المنطقة الآمنة التي حمتها من سقطة الخسائر الكبرى.
وفي هذا السياق، يأتي ذكر عملاق الطاقة الفرنسية شركة «توتال»، المعروفة والمنتشرة مثل غيرها من الشركات النفطية متعددة الجنسية العملاقة حول العالم، والتي أدلى رئيسها التنفيذي باتريك بويانيه بتصريح مثير جداً للجدل، وفي الوقت نفسه هو غاية في الأهمية، وذلك حين قال: «إن هناك حذراً مطلوباً من فقاعة تتكون في أصول الطاقة المتجددة التي أدَّت إلى سلسلة متتالية من الصفقات الكبرى بتقييمات جنونية». يأتي هذا التصريح، اللافت والمهم، من شركة هي نفسها قامت بالتعهد بضخ مليارات الدولارات من الاستثمارات الجديدة في قطاعات ومصادر الطاقة المتجددة، وذلك بحلول عام 2050، ولإثبات أن ذلك الخيار هو الطريق والنهج الاستراتيجي الجديد للشركة والمحدد لهويتها اقترحت إعادة تسمية الشركة «توتال إنيرجيز»، وهذا ما سيصوت عليه المساهمون في مايو (أيار) المقبل. شركة «توتال» ليست الشركة النفطية العملاقة الوحيدة التي قررت التحول من شركة نفط وغاز إلى شركة طاقة بالمفهوم العريض جداً لمعنى الكلمة.
هذا القطاع الذي يحاول مواكبة سوق تتغير وتعاد تشكيلها وتتطور وتتقلب بشكل كبير، بين شركات تعاني من توقف موجة النفط الصخري، وهناك من هم عالقون في محاولة الحفاظ على كم كبير جداً من الأعمال القائمة في منظومة الوقود الأحفوري، مع عدم إغفال الضغوطات الشعبية والدعوات الجماهيرية المستمرة لرفع معدلات الاستثمار والتعهدات المصاحبة لها في المجالات المتنوعة والمتشابهة للطاقة النظيفة. ولا تواجه «توتال» وحدها هذه النوعية من الضغوطات الثقيلة، هناك أيضاً شركة «بريتش بيتروليوم» التي باتت تعرف حالياً باسم «بي بي» والتي يطالبها حملة الأسهم بالاستثمار في شركات الطاقة المتجددة، إلا أن أحد كبار التنفيذيين بالشركة ديف سانيال وهو المعني فيها بقسم الطاقة البديلة قال «إن القيمة العادلة تبقى هي المحرك الأساسي عندما تعقد المجموعة صفقاتها، وهي لا تستثمر فقط في أي أصل لتحقيق أهداف متجددة»، ما أكد وجود خطر الفقاعة الهائلة في سوق شركات الطاقة البديلة.
شركات النفط تواجه تحديات في القطاع جديدة ومختلفة، وأصبح فيها عنصر الطاقة البديلة عنصراً حيوياً في حسبة المنافسة وحصة السوق، في ظل الغموض الحاصل للعمر الافتراضي لسلعة النفط مع تراجع الطلب عليها. ولكن التكلفة الاستثمارية العالية وباهظة التكلفة التي ستتكبدها الشركات باستحواذها على الشركات المقدمة للطاقة البديلة المتجددة لا بد أن تنعكس (هذه التكلفة والتسعير) على المستهلك النهائي في آخر المطاف، وهذا يجعل اقتراح شركة «توتال» وجيهاً جداً، والذي تقول فيه إن الإيمان الشديد بتقديم الطاقة المتجددة بحاجة إلى مزيد من التفاصيل العميقة والدقيقة، لأنه حالياً لا يوجد حوار ولا نقاش بين الساسة ودعاة حماية البيئة فيما يخص التكلفة التي سيتحملها المستهلك.
وتعتقد الشركة أيضاً أن هناك شيئاً خاطئاً في النقاش السياسي، لأن هناك تياراً شعبوياً متصاعداً يقول إنه ما دامت الطاقة قابلة للتجديد، فمعنى ذلك وجوب أن تكون بالمجان. معضلة الطاقة المتجددة وجاذبية الاستثمار فيها، تبقى التحدي القائم أمام شركات النفط للانتقال من عالم النفط إلى عالم الطاقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم النفط إلى عالم الطاقة عالم النفط إلى عالم الطاقة



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

GMT 03:41 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

برنامج «إنجيل» متهم بالإبادة الجماعية

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:36 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
  مصر اليوم - ميسي يتحدث عن العامل الحاسم في اعتزاله

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة

GMT 10:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة نيويورك تايمز لأعلى مبيعات الكتب في الأسبوع الأخير

GMT 07:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 13:47 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

دار MARVINI للمجوهرات تطرح المجموعة الجديدة للمرأة الجذّابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon