توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

2024... وانتظارالبجعة السوداء!

  مصر اليوم -

2024 وانتظارالبجعة السوداء

بقلم - حسين شبكشي

مع قراءة هذه الكلمات يكون قد دخل علينا عام جديد وهو 2024، وذلك وسط أجواء ثقيلة ومحبطة في أنحاء كثيرة مختلفة ومؤثرة حول العالم، في عام يعتقد كثيرون من المحللين السياسيين أنه عام «العاصفة المثالية» التي اكتملت عناصر وأسباب حصولها، أو عام قد تظهر فيه البجعة السوداء وآثارها المتبعة.

نظرية البجعة السوداء هي نظرية تُشير إلى صعوبة التنبؤ بالأحداث المفاجئة. تقوم هذه النظرية على الفكرة السائدة بأن البجع كله أبيض، أما وجود البجع الأسود فهو نادر ومفاجئ وصادم. كان ذلك كله قبل اكتشاف البجع الأسود في منطقة أستراليا الغربية الذي كان حدثاً غير متوقع فاجأ العالم وصدمه. وتنطبقُ هذه النظرية على الأحداث التاريخية المهمة والمؤثرة التي لم يكن من الممكن أبداً التنبؤ بها، أو كان احتمال وقوعها غير وارد على الإطلاق. فمعظم الناس لم يروا بجعاً أسودَ من قبل، لذا يعتقدون عدم وجوده، وذلك لأن عقلنا يركّز على أمور، ويغفل عن أخرى.

وهناك كثير من البجعات السوداء الممكنة اليوم، وهي مسألة باتت تشغل عقول كثير من مستشاري صُناع القرار في الغرب بشكل أساسي، فهناك من يرى إمكانية حصول مفاجأة مذهلة وصادمة، (وإن كانت ذات احتمالات ضعيفة وبعيدة)، وهي تحديداً رفع الفائدة من قبل البنك الفيدرالي المركزي الأميركي، وذلك على عكس معظم التوقعات التي تشير وتؤكد أن هذه السنة الجديدة ستشهد تخفيضاً للفائدة بعد أن أدت مهمتها في كبح جماح التضخم. وطبعاً في حالة رفع الفائدة بقناعة أن محاربة التضخم بحاجة للتأكيد أكثر على النهج نفسه ضمانة لعدم الاستهانة بما قد يحصل. وهذا ستكون نتيجته مزيد من الركود الاقتصادي، وإطالة فترة الخروج منه.

وهناك بجعة سوداء أخرى ممكنة تتمثل في استغلال الصين الوضع العالمي الحالي، وانشغال الغرب عسكرياً في دعم كل من أوكرانيا وإسرائيل لتقوم بتغيير الواقع في علاقتها مع تايوان، وضمها بالقوة إليها للتحقيق والتنفيذ العملي لكل الشعارات التي رفعتها، وهي تؤكد أن تايوان جزء من الصين الوطن الأم، ولا بد أن تعود إليه. وهذا بطبيعة الحال ستكون له توابع وتبعات غير بسيطة في ما يتعلق بعلاقات الصين مع المجتمع الدولي.

ولا يمكن التخفيف من إمكانية توسيع رقعة الحرب الإسرائيلية على غزة لتمتد إلى مناطق أخرى؛ ما قد يسهم في ارتفاع تكلفة الملاحة الدولية مع عدم إغفال احتمالية ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، وتبعات ذلك على الاقتصاد العالمي.

ومن الطبيعي جداً في سنة انتخابات رئاسية مهمة وساخنة في الولايات المتحدة أن تتوجه الأنظار إليها، وهناك من يرى أن الظروف مهيأة لبجعة سوداء يقصَى فيها أحد المرشحين الرئيسيين الديمقراطي جو بايدن أو الجمهوري دونالد ترمب. والإقصاء ممكن أن يكون قضائياً بحكم محكمة، أو سياسياً بقرار الحزب، أو مرضياً لظروف قهرية، أو بسبب إقصائي آخر.

وتحديداً في حالة «إقصاء» دونالد ترمب بأي طريقة كانت ستكون ردود الأفعال من كتلة أنصاره عنيفة جداً كما يعتقد بحيث يصبح مشهد السادس من شهر يناير (كانون الثاني) منذ 3 سنوات مضت أشبه بنزهة في حديقة عامة بالمقارنة بما هو متوقع.

العالم، بشكل عام، أصبح فيه الدارسون والمحللون أكثر حذراً ويقظة استعداداً لما هو آتٍ وما قد يحصل، خصوصاً بعد تجربة قاسية وصعبة ومريرة ومكلفة مر بها العالم بأسره، في ما بات يوصف بأم البجعات السوداء، والمقصود هنا معاناة العالم مع فيروس «كورونا» وتبعاته المدمرة التي باغتت الناس، وهزت اقتصادها، وزعزعت طمأنينتها. نظرياً تبدو سنة 2024 جاهزة ومستعدة لاستقبال بجعة سوداء استثنائية، وهذا بحد ذاته مقلق وصعب، وعموماً لا يسعنا إلا أن نتمنى سنة سعيدة للجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2024 وانتظارالبجعة السوداء 2024 وانتظارالبجعة السوداء



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة

GMT 11:54 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد في مواجهة قوية أمام الأسيوطي في كأس مصر

GMT 12:13 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ميدو يؤكّد أنّ مدبولي وقّع لدجلة قبل الانتقال إلى الزمالك

GMT 03:31 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

توقعات ماغي فرح لبرج الأفعى الصيني للعام 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon