توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وأنت عنى بعيد

  مصر اليوم -

وأنت عنى بعيد

بقلم : خديجة حمودة

البعاد له مرارة وقسوة وآلام ومذاق لا يخطئه أى إنسان وجميعنا أحسسنا به حتى وإن اختلف من شخص لآخر أو من زمن لما سبقه أو لما سيأتى بعده ويلحقه وينافسه فى البقاء وترك الذكريات والعلامات والأحلام والحكايات. البعاد يعلمنا ما هو الحب والحنين والشوق والاعتياد والنسيان وكيف نستحضر أحاسيس عبرت علينا ونحاول إبقاءها ونصر على الغوص داخلها كما لو كانت موجة من موجات البحر القوية التى تلفنا ونستمتع بدخولها ونرفع وجهنا للسماء لثوانٍ قليلة بحثاً عن أى نسمة هواء لحظية تبقينا على قيد الحياة ونعود من جديد وسطها فى سعادة واستمتاع ونتمنى لو قضينا حياتنا هكذا كنسمة هواء وحضن وسط الماء وحلم بالوصول للقمة وآخر بالنزول تحت الماء حتى قاع البحر. ويبدو أن البعاد يوقظ داخلنا أشياء كثيرة ويعلمنا أن الألم شىء بديع وليس كله قاسياً فهناك آلام لها مذاق خاص جداً يكاد يقترب من اللذة ذلك عندما يكون هناك يقين أنها الطريق الوحيد للوصول للأحبة أو الأهداف أو النجاح أو تحقيق الآمال، مثل ذلك الإحساس الغريب المتضارب الممزوج بجميع المشاعر عندما تجد الطائرة تلامس أرض الوطن بعد سنوات من الاغتراب أو آلام المخاض التى تمزق الأم لكنها تتلهف عليها لترى وليدها وتحتضنه، ومثلها تلك التى تهاجمنا من الإجهاد ومواصلة الليل بالنهار للاستمرار فى العمل من أجل المنصب والمال وإسعاد المحيطين والأحبة، وحتى الصغار يعيشون تلك اللحظات ببراءتهم ومشاعرهم النقية فى انتظار عودة الأم من غياب والإحساس بضمتها التى لا تساويها أخرى طوال الحياة. أو رؤية الشقيق الذى ابتعد أياماً أو الطعام الذى أحس باحتياجه الشديد إليه.

وأنت عنى بعيد أجمع أسماء جميع الكتابات التى قرأتها ودواوين الشعر التى حفظت كلماتها والأغانى التى حلمت بعودتك على ألحانها وأحسست بفرحة النجاح مع هتاف مطربها وارتديت ثوب عرسى على إحداها واستقبلت وليدى مع دقات الأخرى وعلمته السير والنطق وأمسكت بيده من الهواء على نغماتها. وأنت عنى بعيد أتعجب من عدم وصول رسائلى إليك بالرغم من أن الجميع يقرأها ويتبادلونها كهدايا فى عيد الحب ويجدونك بين السطور وفوق الهمزات وتحت الكسرة ومع التنوين ويضحكون ويتغامزون ويقولون إننى أعانى آلام البعاد.

وأنت عنى بعيد بحثت وتعلمت وقرأت وعرفت أن هناك جمعية مصرية لعلاج الألم أنشئت منذ ٢٥ عاماً وأن الهدف منها زرع ثقافة الذهاب للطبيب لتخفيف أى نوع من الآلام وأن مهمة هؤلاء معرفة السبب وتوجيه المريض للمختص. وعرفت أيضاً أنه فى عام ٢٠٠٧ أصدرت جمعية طبية تابعة لمنظمة الصحة العالمية منشوراً يقول إن التخلص من الألم حق من حقوق الإنسان وهو ما جعل العالم كله يتجه إلى البحث فى الطرق الحديثة لعلاج الألم وأنشأت كل الدول الأوروبية وأمريكا مراكز متخصصة فى علاج الألم. وأنت عنى بعيد وأنا أبحث عن علاج لألم البعاد وجدت أن جمعية أطباء الألم المزمن المصرية تعلن عن إقامة ورشة دولية لعلاج الألم للتدريب والتوعية لصغار الأطباء والمهتمين. كما وجدت وحدة للألم بأحد المستشفيات الجامعية المصرية وجمعية أخرى فى المملكة العربية السعودية تحمل نفس الاسم وتعمل من أجل نفس الهدف. وأنت عنى بعيد وجدت تعريف كلمة الألم بأنه ظاهرة متعددة الأبعاد ويتضمن جوانب معرفية ووجدانية وحسية وبيئية سواء فى وجود أو غياب الأسباب الباثولوجية فأدركت فى تلك اللحظة أنك أنت الألم وأننى لو جمعت أسماء أوراقى التى تضم (نفوس آيلة للسقوط - شاحن القلوب - خد وهات - حالة انبهار - جملة وضمة - فطام إرادى - فن التدمير - مشاعر قسرية - حكايات القمر - خاص جداً - قذائف الخوف - قضية تزوير - عندما تجهم القمر - أميرة حبه أنا) فستكون هى قصتى مع الألم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وأنت عنى بعيد وأنت عنى بعيد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt