توقيت القاهرة المحلي 08:16:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تركيا والجولان... حفلة مزايدة

  مصر اليوم -

تركيا والجولان حفلة مزايدة

بقلم: مشاري الذايدي

ثمة مثل عربي شهير قديم ذكرته كتب الأدب والأمثال، ومنها كتاب «مَجْمَع الأمثال» للميداني، يقول: أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل. يروى بصيغ مماثلة، مثل: أوسعتهم شتماً وراحوا بالإبل. وقد استعاره الشعراء، وتردد في نثر العرب وشعرهم، منذ الأزل حتى اليوم. وحسب شرح الشرّاح، فهو نتاج قصة حصلت في الجاهلية قبل الإسلام، سردها يطول هنا ويخرج عن سياق الحديث وسباقه.
قال الشاعر:
وصرتُ كراعي الإبل حين تقسّمتْ
فأوْدى بها غيري وأوسَعْتُهم سَبّا
من أجمل شروحات المثل التي تروق ما جاء عند الثعالبي في «التمثيل والمحاضرة» عن هذا المثل يضرب: «لمن ينكأ فيه عدوه، ولا يكون له منه إلا الوعيد». أما العالم والراوية أبو عبيد، فقال: «ومن أمثالهم المشهورة قولهم: أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل، أي: ليس على عدوِّك منك ضرر أكثر من الوعيد بلا حقيقة»!
تذكرت ما قاله هؤلاء الأعلام وأنا أطالع هذه البطولات المجانية والعنتريات الجوفاء من القابضين على زمام الأمر التركي بخصوص قرار الرئيس الأميركي ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان «المحتل».
نقلت وكالة «الأناضول» التركية، وهي المنبر المفضل للعنتريات الإردوغانية، عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هذه الغضبة المضرية، أو العصمنلية المحدثة، حيث قال: «حتى الاتحاد الأوروبي أدان قرار البيت الأبيض، وذلك في الوقت الذي فضلت فيه بعض البلدان العربية الخائفة من إسرائيل والولايات المتحدة عدم توجيه أي انتقادات لترمب».
وذكر أن تركيا - وليست أي دولة عربية - أصبحت أول دولة ردَّت على قرار ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
طبعاً، واضح المقصود من هذه الغمزات والهمزات واللمزات التركية؛ يعني من سيكون قصده غير مصر والسعودية والإمارات والبحرين؟
وكل هذه الدول مواقفها المدينة والرافضة للقرار الأميركي بشأن الجولان معلنة، فهل يريد الباشا التركي شيئاً آخر؟
ليته يجهر بهذا الشيء الآخر حتى يكون، مع رئيسه الأديب الأريب اللبيب، مصدر إلهام وقدوة صالحة للعرب المغضوب عليهم، تركياً.
هو شرح لنا حدود الغضبة العصمنلية، فكفانا شر التأويل، حيث أكد جاويش أوغلو البيان المبين، فقال إن «تركيا ستقوم باللازم في المحافل كافة، بما في ذلك الأمم المتحدة، ضد قرار ترمب المتعلق بالجولان».
جميل... وهل ستفعل الدول العربية، المهموزة المغموزة من قوم إردوغان، إلا هذا بالضبط، وربما أحسن منه وأنفع؟!
يعني لن يرسل إردوغان الجنود الانكشارية وعناصر الجندرمة لتحرير الجولان من المحتلين؛ سيغضب كلامياً، ويحتج دبلوماسياً، ويزأر إعلامياً. بارك الله فيه، وليذهب الإسرائيلي بإبل الجولان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا والجولان حفلة مزايدة تركيا والجولان حفلة مزايدة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً

GMT 21:47 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

باسم مرسى يشعل السوشيال ميديا بصورة مع زوجته وابنته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon