توقيت القاهرة المحلي 15:43:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يعيش الاستقلال الرقمي... يعيش!

  مصر اليوم -

يعيش الاستقلال الرقمي يعيش

بقلم: مشاري الذايدي

في الماضي، القريب وليس البعيد، كانت مفردة «الاستقلال» في القاموس السياسي والتاريخ الوطني، تعني تحرير الأرض - بالمعنى الجيولوجي والديموغرافي يعني الأرض ومن يسكن عليها - من هيمنة الأجنبي، أو عملاء الأجنبي.
مثلاً، تحرير فرنسا من النازي الألماني وعميله الفرنسي «فيشي»، تحرير الهند من المستعمر البريطاني، تحرير الجزائر من المحتل الفرنسي، تحرير الصين من الجيش الياباني الأحمر... الخ
يتبع هذا التحرير المادي للأرض وسكانها، تحرير الاقتصاد وبقية مقومات الدولة، تحرير بمعنى تحرير القرار السياسي، وليس بمعنى «الانعزال» الاقتصادي عن الحركة العالمية، فهذا ضرب من المحال... والتزمّت العقائدي.
هذا كان معنى الاستقلال والتحرير في الماضي القريب، اليوم، يعني منذ عقد وأقل من السنين، نحن أمام احتلال بشكل جديد، ونخبة مغايرة من المحتلين، وتعريف جديد للشيء الذي وقع عليه فعل الاحتلال، ومعنى حادث لمفردة الاستقلال الوطني، على غير مثال سابق.
ذلكم هو «الاحتلال الرقمي» ولعلّ حادثة «قمع» شركات السوشيال ميديا العملاقة، لشخص بقيمة وقوة وشعبية، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، و«إعدامه» رقمياً بحذف حساباته، ومنها حسابه الأشهر على منصة «تويتر»، وملاحقة كل من يؤيد الرئيس، أو بمعنى أصرح من يعارض توجهات وسياسات اليسار الأميركي الأوبامي، فهو عرضة للشطب والمحو والمحق، والنبذ، باسم الديمقراطية والحرية، بل وباسم الدولة نفسها... وتشريع وتسويغ ذلك... هذا كله هو الأمر الخطير الذي ستكون له تبعاته الارتدادية على المديين المتوسط والطويل، خارج أميركا نفسها، وعركتها الظرفية الحالية مع ترمب والترمبية.
الخلاصة الخطيرة من «بلطجة» «تويتر» و«فيسبوك» و«غوغل» وغيرها ضد من يخالف المعايير المعتمدة من قبلهم للأخلاق والقيم والصواب والخطأ، ستجبر الطرف المعارض لهذه المعايير على «المقاومة»... كيف ومتى وبماذا ستكون هذه المقاومة؟ هذا حديث مبكّر.
انظر، لديك المشهد الحالي: «ملاحقة» جمهور الرئيس ترمب، وشيطنتهم بالكامل، والتعامل معهم مثل «الأذى» الذي يماط عن الطريق.
لم يخنع أنصار ترمب، وهم بعشرات الملايين، والتقارير تتحدث عن ذهابهم إلى منصات أخرى للتعبير عن مواقفهم، مثل «غاب» بدل «تويتر»، و«ميوي» بدل «فيسبوك»، و«تلغرام» وتطبيق «ديسكورد» الخاص بمحبي الألعاب.
لكن ثمة دعوات لإعدام هذه المنصات، وقبلها شركات «غوغل» و«أبل» و«أمازون» حجبت موقع «بارلر»، رديف «فيسبوك» للمحافظين!
إيمرسون بروكينغ، من «المجلس الأطلسي للدراسات» وهو معادٍ لترمب كما هو واضح، قال عن معارضي الأوبامية: «هذه الحركات أشبه بالتلوث». وهو يوصي بتشارك التقنيات بين الشبكات المتنافسة لـ«فرض» الاعتدال! لاحظ المزيج العجيب بين كلمتي «فرض» ثم «الاعتدال».
جون فارمر، من معهد «نتوورك كونتيجن ريسيرتش إينستيتيوت» دعا لتدخل الحكومة في التحكم بالإنترنت. لا ندري أي حكومة يعني... وهل يسري ذلك على حكومة ترمب سابقاً؟!
بعبارة أجلف، يطلبون «تأميم» الإنترنت لصالح «الرفاق» من الجبهة الثورية الأوبامية... حسب قاموس الحمر القدامى!
هناك قوى تحاول المقاومة، مثل روسيا، التي تريد صناعة شبكة إنترنت خاصة بها أسوة بالصين، وأكيد لديها أسبابها السياسية أصلاً، لكن هل يمكن فعلاً تحقيق الاستقلال الرقمي... أم سبق السيف العذل؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يعيش الاستقلال الرقمي يعيش يعيش الاستقلال الرقمي يعيش



GMT 09:13 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مبروك للأبيض.. عقبال الأحمر

GMT 09:11 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

ماذا بعد رئيسى؟

GMT 02:27 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تحشيش سياسي ..!

GMT 02:21 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

السلطة والدولة في إيران

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"

GMT 23:32 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

صخرة برشلونة مهددة بالغياب عن مواجهة فياريال
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon